فيما اعتبره مراقبون بادرة طيبة من النظام الحاكم للاستجابة لمطالب التغيير تقدمت هيئة مكتب الحزب الوطني الحاكم في مصر باستقالتها للرئيس مبارك رئيس الحزب الذي قبل الاستقالة وقرر تعيين حسام بدراوي أميناً عاماً للحزب وأميناً للسياسات بدلاً من صفوت الشريف وجمال مبارك، ونفت قناة (العربية) الإخبارية في الوقت نفسه نبأ استقالة الرئيس مبارك من رئاسة الحزب. ويضم تشكيل هيئة مكتب الحزب السابقة التي تقدمت باستقالتها صفوت الشريف الأمين العام للحزب والدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية والتنظيم والدكتور مفيد شهاب الأمين العام المساعد للشؤون القانونية وجمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب والمستشار ماجد الشربيني أمين التنظيم الذي تم تعيينه مؤقتاً بعد استقالة المهندس أحمد عز والدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني. تأتي هذه التغييرات الجوهرية في قيادة الحزب فيما تواصلت الاحتجاجات لليوم الثاني عشر على التوالي بميدان التحرير وسط القاهرة التي تطالب بتنحي الرئيس مبارك، ودعا شباب القوى السياسية إلى مظاهرات مليونية أخرى في جميع محافظات مصر خلال الأسبوع الجاري الذي أطلقوا عليه أسبوع الصمود في إشارة إلى قدرتهم على كسب معركة الوقت التي يراهن عليها النظام لإجباره على تحقق مطالبهم، وتبدأ المظاهرات المليونية اليوم الأحد وتتبعها مظاهرات مليونية أخرى يومي الثلاثاء والجمعة القادمين.. فيما بدأت الحكومة المصرية تنفيذ خطة مرورية لتسيير حركة المرور بمنطقة وسط القاهرة بعيداً عن ميدان التحرير، في إشارة إلى استعدادها للتعايش مع اعتصام التحرير الذي تأكدت انه سيستمر لبعض الوقت وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق بقوله إنه لا يمانع في استمرار المظاهرات والاحتجاجات السلمية بميدان التحرير دون أن يؤثر ذلك على سير الحياة العامة، ويرفض المتظاهرون العودة إلى منازلهم إلا بعد تلبية مطالبهم بينما يرفض النظام تقديم مزيد من التنازلات مؤكداً أن أكثر من 90% من مطالب المتظاهرين قد تحققت وعليهم العودة إلى بيوتهم حتى تعود الحياة من جديد.