كثرت في الآونة الأخيرة مشاكل الطلاق، وأصبحت ظاهرة عامة في جميع المجتمعات وخصوصاً مجتمعاتنا العربية وتعدّدت الآثار السلبية التي ترافق الطلاق سواء على الأب والأم أو على الأطفال بشكل خاص، حيث تزيد نسبة تأثر الطفل بهذه الظروف الجديدة بسبب حاجته إلى الإحساس بالجو الأسري الأكثر استقراراً الذي يشبع لديه الشعور بالحب والأمان. وتختلف آثار الطلاق ووقعها على الطفل بحسب عدة عوامل ومنها: طريقة حدوث الطلاق - كيفية تعامل الوالدين مع هذه الظروف- والمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل أثناء الانفصال. حيث أثبتت الدراسات النفسية أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية وجسمية «سايكوماتيك» ولكن أسبابها نفسية في المقام الأول وأثبتت الدراسات أيضاً أن الآباء الذين لا يتعاونون في قضايا الطلاق فيما يتعلق بأطفالهم يعرضون بذلك أطفالهم للكثير من الاضطرابات النفسية. ونجمل بعض الآثار السلبية للطلاق فيما يلي: - تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية وشعور بالضياع نتيجة فقدان الجو الأسري الذي كان يعيش فيه بين الأب والأم. - تذبذب الطفل بين بيئتين ومنزلين مختلفين يؤدي إلى عدم استقرار الطفل من الناحية النفسية والشخصية. - إحساس الطفل بالإهانة والظلم والضعف مما يؤثر على قدرته في تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية. - فقدان الطفل للحب والرعاية والاهتمام والأمان يولد لديه مشاعر الغضب والعدوان التي قد يسقطها على من حوله وعلى المجتمع. - فقدان الحوار والتواصل بين الطفل ووالديه نظراً لانشغال كل من الأب والأم بظروفهم الجديدة يولد لديه مشاعر سلبيه اتجاههم. - فقدان الطفل للأمان المادي والاقتصادي قد يؤدي به إلى ممارسة بعض السلوكيات الخارجة عن القانون وعن العادات والتقاليد. - تكثر الأعراض النفسية للأطفال في مرحلة الطلاق فيشعرون بالقلق والتوتر والإحباط واليأس وتظهر في صورة أعراض جسدية من صداع - الآم المعدة - تبول لا إرادي. ومن منطلق آخر تختلف هذه الآثار تبعاً للمرحلة العمرية للطفل وقت حدوث الطلاق: - فالأطفال الرضع لا يتأثرون بدرجة كبيرة بالطلاق لأن الطفل لا يعي الصراع الذي يحدث بين الوالدين لكنه أكثر تفاعلاً مع المتغيرات المحيطة به من ناحية مزاج الأم كونها الأكثر قرباً منه. - والأطفال ما بين سن 3-5 وهو سن ما قبل المدرسة يكون لديهم شعور بأنهم السبب في الطلاق مما يعزز لديهم السلوكيات العدوانية ومشاعر الاكتئاب والغضب. - أما أطفال في سن المدرسة فيشعرون بمشاعر الألم نتيجة انفصال الوالدين وفقدانهم للحب والحنان والاستقرار الذي كانوا يتمتعون به مما يولد لديهم مشاعر الحزن والكآبة. - أما أطفال سن المراهقة يكونون أكثر تأثراً بسبب مشاعر الحزن والغضب من جهة وبين عبء تحمل المسئولية الملقاة على عاتقهم فيحاولون لم شمل الأسرة وتربية إخوانهم الصغار مما يولد لديهم صراع نفسي بين التكيف على الوضع الجديد وبين الضغوط النفسية التي تطرأ نتيجة اختيار أحد الوالدين للعيش معه. ولتفادي الآثار السلبية للطلاق كان لا بد أن أخصّص موضوعاً متكاملاً عن كيفية الوقاية والتغلب على الآثار النفسية للطلاق على الأطفال، وهذا ما سيتم طرحه في المقال القادم انتظروني بكل ما هو جديد ومميز.