سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عوامل جيوسياسية تصعد بأسعار النفط في 2011.. ودول الخليج مجبرة على الفكر الاستباقي لمواجهة تآكل فوائضها المالية انخفاض أسعار نايمكس عن برنت «مصطنع».. خبير ل «الجزيرة»:
أوضح خبير في القطاع النفطي ل »الجزيرة» أن أسعار النفط في 2011 ستتخذ اتجاهًا صعوديًا نتيجة الأوضاع الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة، وستكون مرشحة لارتفاعات أكبر قد تصل ل 120 دولارًا للبرميل في حال انضمت الجزائر لنادي المظاهرات ضد غلاء المعيشة، وأيضًا فيما لو تم إغلاق قناة السويس التي تعتمد عليها أوروبا في إمداداتها النفطية. وأضاف حجاج بو خضور أن النمو الذي يشهده اقتصاد الولاياتالمتحدة والصين سيدعم ارتفاع أسعار النفط، باعتبارهما أكثر الدول المستهلكة للنفط في العالم. وقال: يبدو أن الرؤية العامة لأسعار النفط التي بدأت ملامحها تتضح في العام 2011 تتسم بتناقضات شديدة، بسبب عوامل إستراتيجية وطارئة كالتي تحدث حاليًا في مصر. وهذا التناقض سيؤدي إلى التذبذب في المعطيات والأرقام الاقتصادية العالمية. وبيّن بوخضور أن من أبرز هذه التناقضات، ما نشهده اليوم من تجاوز أسعار نفط برنت لأسعار نايمكس للمرة الأولى في تاريخ النفط بالرغم من أن برنت دائمًا ما يُعدُّ المؤشر المتوسط لأداء وقياس أسعار البترول في العالم. فأي انخفاض لنايمكس عن برنت هو انخفاض مصطنع، وهذا ما يحدث اليوم، فبرميل برنت تجاوز نايمكس بأكثر من 9 دولارات مسجلاً 100 دولار للبرميل، والسبب في هذه الظاهرة، هو الولاياتالمتحدة التي تقوم من أجل دعم اقتصادها بتصدير التضخم لشركائها التجاريين ولدول العالم كافة، ما نتج عنه ظاهرة غلاء المعيشة التي تعيشها أغلب دول العالم. والتي تسببت بشكل كبير في الأحداث السياسية والتظاهرات التي تعيشها بعض دول المنطقة. وأضاف بوخضور أن هناك صراعًا اقتصاديًا بين الصين والولاياتالمتحدة، فمن جهة تقوم الصين بدعم اقتصادها ودعم صادراتها مستخدمة أدوات مالية ونقدية تضر بالقوى الاقتصادية الكبرى وبالمقابل تقوم الولاياتالمتحدة بالعمل على رفع أسعار البترول كوسيلة لتصدير التضخم. وأكّد بوخضور أن السوق العالمي لا يعاني من أي نقص بالإمدادات النفطية فالفائض في إنتاج دول أوبك يصل حاليًا لأكثر من أربعة ملايين برميل يوميًا، وهذا السبب في عدم تبني أوبك لعقد اجتماع استثنائي لمعالجة الارتفاعات الأخيرة في أسعار البترول وقال بوخضور: إن على دول الخليج في هذه المرحلة أن تنتهج الفكر الاستباقي، وتبدأ بتطبيق الاقتصاد الكمي أي الشراء الكمي والتعاقد طويل المدى في شراء السلع تأسيسًا على الأسعار القائمة حاليًا، وذلك لتجنب الضرر من ارتفاعاتها المستقبلية. وكي لا تتآكل فوائضها المالية عند ارتفاع أسعار السلع مستقبلاً. وكانت وكالة رويترز قد نقلت أمس عن رئيس وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط لا تواجه أي طوارئ وذلك بعد يوم من وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل بسبب الاضطرابات في مصر. وقال نوبو تاناكا لرويترز: «ليست هناك حالة طوارئ الآن». وأضاف، مشيرًا إلى كل من وكالة الطاقة الدولية وأوبك أنه إذا تعطلت الإمدادات «فينبغي لنا التحرك». وقفزت أسعار النفط بسبب التوتر في مصر. وسجل مزيج برنت خام القياس الأوروبي 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2008 بسبب مخاوف من امتداد الاضطرابات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط الذي ينتج مع شمال إفريقيا أكثر من ثلث نفط العالم. وقالت أوبك»: إن لديها نحو ستة ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة - أي ما يعادل سبعة بالمئة من الطلب العالمي- تستطيع استغلالها لسد أي نقص. وغالبية هذه الطاقة تملكها المملكة.