تواصلت مفاجآت الانتخابات البرلمانية المصرية، فقد حملت الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب والتي أعلنت أول أمس الإثنين مفاجآت متزايدة لجميع الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في هذه الانتخابات,وبنفس ما حدث في الجولة الأولى من هذه الانتخابات فإن المفاجآت في الجولة الثانية تحولت إلى صدامات لعدد من الأحزاب وفي مقدمتها الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري مبارك وحزب الوفد المعارض ذو التوجه الليبرالي، فقد استمر سقوط عدد من رموز الحزب الحاكم ونوابه المزمنين كما تصفهم الصحف المعارضة هنا وشاركه الوفد هذه المرة بسقوط واحد من رموزه هو الدكتور أحمد أبو اسماعيل وزير المالية الأسبق والذي كان ممثلاً لحزب الوفد في دائرة سمنود بمحافظة الغربية. أما الحزب الوطني فقد سقط منه هذه المرة كل من الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد السابق والذي كان مرشحاً بدائرة ديرب نجم بالشرقية والدكتور شريف عمر رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب والذي كان مرشحاً بالشرقية وطارق الجندي أمين الحزب الوطني بمحافظة الشرقية أيضاً. كانت نتائج الجولة الثانية قد حسمت الموقف بالنسبة ل 18 مقعداً فقط,, فاز الحزب الوطني بنصفها والمستقلون بالنصف الآخر وتجري الاعادة يوم السبت القادم على 116 معقداً في تسع محافظات، وفي حين ان أحزاب المعارضةلم تتمكن من الفوز بأي مقعد فإن عدداً من رموزها يخوضون انتخابات الاعادة يوم السبت القادم وفي مقدمتهم ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري وعبدالعظيم المغربي الأمين العام المساعد للحزب الناصري وهناك ناصريون مستقلون يخوضون انتخابات الاعادة أيضاً في مقدمتهم الصحفي المعروف حمدين صباحي ومجدي المعصراوي. ويدخل ثلاثة من مرشحي حزب التجمع اليساري جولة الاعادة ومثلهم من حزب الوفد. اللافت للنظر أيضاً هو استمرار مرشحي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في المنافسة على مقاعد المجلس بعد فوز سبعة منهم في الجولة الأولى ويدخل الاعادة هذه المرة أكثر من ثلاثة عشر مرشحاً ينتظر فوز سبعة منهم أيضاً. ورغم استمرار التقدم الواضح لكتلة المستقلين فإن الواضح أن صدمة الرأي العام المصري سوف تستمر ايضاً هذه المرة حيث أن 63 من المستقلين الذين يخوضون الاعادة هم من المنشقين عن الحزب الوطني وهؤلاء عادة يعودون إلى حظيرة الوطني بعد الفوز وهو ما حدث في الجولة الأولى فبعد فوز الوطني ب 55 مقعدا أعلنت وزارة الداخلية فوزه ب 118 مقعدا وفسر مسؤولو الوطني ذلك بانضمام عدد كبير من المستقلين الفائزين إلى الحزب الحاكم. ويتقدم المرشحين الفائزين من الحزب الوطني في الجولة الثانية الدكتور محمد أبو زيد وزير الأشغال والموارد المائية والذي كان مرشحاً بدائرة لهطاي بالغربية والمهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء والطاقة السابق والذي كان مرشحاً بدائرة التلين بالشرقية والذي يستمر في تمثيل هذه الدائرة لرابع دورة على التوالي. ويمكن اجمالي مؤشرات الجولة الثانية في هذه الانتخابات في استمرار نزاهة القضاء الذي يتولى الإشراف على كافة اللجان الانتخابية وهو ما أرضى حسب بعض المحللين اسطورة تسويد البطاقات التي اشتهرت بها الانتخابات السابقة والتي كانت عاملاً حاسماً لصالح الحزب الوطني في كل هذه الانتخابات. المؤشر الثاني هو استمرار الاعادة بشكل لافت للنظر ففي هذه الجولة التي جرت الانتخابات فيها في تسع محافظات لشغل 134 مقعدا في 67 دائرة لم يتم حسم الموقف سوى في 18 مقعدا فقط وتجري الاعادة في جميع المحافظات التسع على 116 مقعدا وهو ما يؤكد قوة المنافسة وشراستها في بعض الدوائر في مواجهة الحزب الحاكم، لكن هذا يصب في النهاية في خدمته حيث ان المنافسين الشرسين هم في النهاية منشقون عنه وليسوا من أحزاب المعارضة. المؤشر الثالث هو استمرار سقوط الرموز الكبيرة في الحزب الوطني وهو الأمر الذي يحمل تخوفات كبيرة لعدد من المرشحين في الجولة الثالثة خاصة وان من بينهم وزراء حاليون وسابقون وموقفهم ضعيف في الدوائر التي تم ترشيحهم فيها. المؤشر الرابع: هو عدم حصول الأقباط أو المرأة على أي مقعد خلال هذه الجولة وهو ما يعني العودة لادخال عدد من هنا ومن هنا عن طريق التعيين بالمجلس. ويرى المراقبون أن الخسارة تلاحق كلاً من الحزب الوطني وحزب الوفد وهما يمثلان اليمين والوسط في حين ان اليسار ممثلاً في الحزبين الناصري والتجمع يتبقى لديه الأمل في الحصول على تمثيل داخل البرلمان، ويأخذ المراقبون على حزب الوفد مبالغته في الدعاية لمرشحيه وتحديده عدداً من المقاعد للحصول عليه في الانتخابات وهو مائة مقعد، ويرجعون صعوبة تحقيق ذلك إلى الظروف التي سبقت الانتخابات ممثلة في وفاة مؤسس الحزب ورمزه الكبير فؤاد سراج الدين، إلى جانب اختيار قيادة الحزب الجديدة لمرشحين لم تكن لديهم الخبرة الكافية لخوض هذه الانتخابات. الملاحظ أيضاً ان أحداث العنف والشغب بدأت تعود إلى اللجان الانتخابية حيث وقع تجمهر أمام اللجان في دائرة أبو كبير بالشرقية وقيام عدد من الأشخاص في سمنود بالغربية بتعطيل سير القطار المتجه للبلدة بحرق اطارات الكاوتش واحراق سيارة شرطة.