قال لي صديق قديم وحميم غبت عنه لسنوات عدة كما (غاب عني) في سنوات صداقتنا الطويلة!! لقد عرفتك حاداً جاداً لا تنافق أحداً ولا تمالق أحداً طوال معرفتنا الجميلة، فلماذا في سنواتك الأخيرة أصبحت تحشد حروفك كلها (لرجل واحد؟!) بحيث أصبحت كتاباتك لا تخلو من مديح هذا الرجل إلا ما ندر؟! قلت له بكل هدوء لم يعهده مني: لا ليس الأمر كذلك أيها الصديق الحميم القديم فأنت تعرفني أنني أبحث عن صداقة ومعرفة أي رجل أنشد فيه اكتمال الصفات الحميدة التي تقربه للمثالية ولأنني لم أجد كل الصفات مجتمعة في رجل واحد بل غالباً ما أجد خصلة أو خصلتين أو ثلاثاً في رجل ما وأصادقه على وجود هذه الخصال كما صادقتك أنت في زمن ما. ومن خلال علاقتي الوطيدة معك اكتشفت مثلاً: أولاً: أنني احتجت إلى موقفك معي في عدة أمور ولم تقف معي كما يجب، وهذا الرجل الذي تعنيه وقف معي موقفاً خالداً لا أنساه. أي أنه (رجل موقف). ثانياً: ضعت كثيراً في دروب الحياة ولم تبحث عني ولم يهمّك ضياعي، وهو أنقذني من هذا الضياع. أي أنه (رجل شهم)، ولم أقل إنك كذلك. ثالثاً: تشرّدت طويلاً أنا وأسرتي وأطفالي ولم تأوني في بيتك، وهو آواني في بيته الكبير وقلبه العظيم. أي أنه (رجل كريم). رابعاً: ظلمتني الحياة لنصف العمر ولم ترفع الظلم عني، وهو أنصفني الإنصاف اللائق بي. أي أنه (رجل عادل). خامساً: لقد أفردني قومك (أفراد البعير المعبد) كما يقول طرفة ولم تنتصر لي، وهو أجلسني بين عليّة القوم لديه لأنه يعرف قدر الرجال. أي أنه (رجل منصف). سادساً: لقد شبعت من مواعيدكم ولم تطالب لي بالوفاء بها، وهو وعد وأوفى. أي أنه (رجل وفيّ). سابعاً: لقد كذبت علي وقومك طويلاً ولم تصدق معي، وهو لم يكذب علي ولا على أي شخص مهما كان. أي أنه (رجل صادق). ثامناً: لقد خدعتموني بالشفافية والباب المفتوح وكانت شفافيتكم وبابكم المفتوح للخاصة منكم فقط ولطالما أوصدتم الأبواب في وجهي، وهو صاحب الباب المفتوح والقلب كذلك لسائر البشر مهما كانت مراتبهم ويبادر إلى حل مشاكلهم على الفور. أي أنه (رجل نبيل). تاسعاً: لقد عملت لكم كل شيء في حياتي السابقة ولم تعملوا لي أي شيء، وهو الذي لم أعمل له أي شيء قد عمل لي كل شيء. أي أنه (رجل أريحي) بمعنى الكلمة. عاشراً: إذا كان هذا الرجل في كل ما أسلفت (رجل موقف، شهم، كريم، عادل، منصف، وفيّ، صادق، نبيل، أريحي) فأي رجل في عالمنا اليوم تجتمع فيه كل هذه الصفات النبيلة والقيم السامية إلا سلمان بن عبد العزيز فلمَ لا أجلّه طوال الحياة؟! يا صديقي القديم؟!