معالي الفريق أول متقاعد عبدالله بن راشد البصيلي، غني عن التعريف، فقد ولد بمحافظة البكيرية عام 1342ه عاش طفولته وصباه في البكيرية، والتحق بالسلك العسكري عام 1360ه وتوالت بعد ذلك ترقياته إلى الرتب العسكرية، حتى عين قائداً للحرس الملكي في عهد الملك فيصل واستمر في عهد الملك خالد وأيضاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- إلى أن أصبح مستشاراً في الديوان الملكي عام 1407ه وحتى الآن، عرف الفريق عبدالله الراشد البصيلي رجل من الرجال الذين نذروا أنفسهم لفعل وعمل الخير، في جميع أشكاله وله مشوار طويل في فعل الخير داخل وخارج السعودية، حصل على العديد من الجوائز التقديرية تقديراً وعرفاناً بأعماله الخيرية المتنوعة والمتعددة، من هذه الجوائز جائزة أبها للعمل الخيري وجائزة حائل، وجائزة المنطقة الشرقية وجائزة سلطنة عمان بالإضافة إلى الجوائز والدروع التقديرية التي تقدم له خلال المناسبات الرسمية والعامة داخل السعودية، (الجزيرة) ومن دورها الإعلامي التقت الرجل الخيري عبدالله البصيلي من خلال هذا اللقاء. بداية متى بدأت مشوار الأعمال الخيرية؟ - ظل عمل الخير -بفضل الله سبحانه- من طبيعة قادة هذه البلاد ومواطنيها، وباعتباري أحد مواطني أرض الحرمين، فقد كانت حواسي وأفكاري تتجه صوب الأعمال الخيرية الكبيرة، وكانت البداية في مصر عندما كنت فيها لرحلة علاجية عام 1404ه، وأثناء تواجدي هناك قمت بجولة على بعض الأرياف المصرية ولفت انتباهي حاجتها الماسة للمساجد، فأعانني الله في بناء بعض المساجد، ومنها كانت الانطلاقة الحقيقية للأعمال الخيرية، حيث شهدت أرياف مصر بناء (227) مسجداً ضمن هذا البرنامج، بالإضافة إلى أربعة معاهد، اثنان لقسم الرجال واثنان للنساء بهدف منع الاختلاط، وذلك في الريف المصري. وهل هناك مساجد أخرى غير مصر؟ - بعد ذلك تم البحث عن أماكن أخرى ودول أخرى تكون بحاجة إلى مساجد، وعند السفر إلى قرى سوريا، وبالفعل كانت الحاجة ماسة إلى بناء مساجد، فتم إنشاء ما يقارب 85 مسجداً، وكذلك ثلاثة مساجد في باكستان، وسبعة مساجد بالهند، وسبعة مساجد أخرى بالمغرب. معالي الفريق، ما نصيب المملكة من المساجد التي تم بناؤها ضمن برنامجكم الخيري؟ - داخل المملكة تم إنشاء واحد وأربعين مسجداً في مناطق متفرقة. ما أول مشروع خيري نفذتموه داخل المملكة؟ - كما ذكرت لك سابقاً هناك المساجد وأغلبها جوامع لكن في الحقيقة أعتبر مشروع مركز التأهيل الشامل بالبكيرية أول مشروع خيري وكان ذلك عام 1411ه. ما المشاريع غير المساجد التي شملها هذا العمل الخيري؟ - مع بداية تنفيذ مركز التأهيل الشامل بالبكيرية توالت بعد ذلك المشاريع الخيرية حيث تم الاتجاه نحو تنفيذ مراكز تأهيلية مماثلة في كل من حائل وشقراء وأبها، إضافة إلى المعهد الفكري بمدينة بريدة، بالإضافة إلى تنفيذ مراكز لغسيل الكلى في كل من البكيرية، وأبها، وتبوك، إضافة إلى إقامة مستشفى بالشعبير بمنطقة عسير مع وحدة غسيل كلى، أيضاً هناك مستشفى برجال ألمع يتكون من دورين الدور الأول لتجهيز وحدات غسيل الكلى مكون من قسمين رجال ونساء أما الدور الثاني فهو مكون من 45 سريراً خاصاً بالتنويم. معالي الفريق ما هو نصيب مسقط رأسكم محافظة البكيرية من منظومة مشاريعكم الخيرية؟ - الحقيقة هناك مشاريع كثيرة تم تنفيذها في البكيرية منها كما ذكرت لكم مركز التأهيل الشامل، ومبنى دار القرآن الكريم، وإقامة خمسة مساجد بالإضافة إلى إقامة عمارة مكونة من ثلاثة أدوار خصصتها للأعمال الخيرية بحيث يكون ربعها للصرف على أعمال الخير، ومبنى خاص لتوعية الجاليات يتكون من دورين وذلك ليستفيد منها المقيمون بالبكيرية والمدن المجاورة لها. ماذا تم بشأن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم؟ - لا شك في أن دعم أنشطة جماعات تحفيظ القرآن الكريم عمل عظيم عند الله سبحانه وفي الحقيقة كان الحرص على طرق هذا النشاط الخيري لذلك كما ذكرت سابقاً فقد أقمنا داراً للقرآن الكريم بالبكيرية كما أقمنا عمارة تتكون من ستين شقة وأربعة معارض في مدينة أبها بمنطقة عسير، خصص ريعها للصرف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم في عسير والمناطق الأخرى، فندعو الله سبحانه وتعالى القبول إن شاء الله. بعد إقامة تلك المشاريع الخيرية الكثيرة هل توقفت المسيرة، أم أن هناك مشاريع خيرية أخرى تتوالى؟ - يا أخي -عمل الخير ليس له نهاية- ومستمر بإذن الله وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذلك حيث تم إنشاء توسعة بمستشفى البكيرية ليسع خمسين سريراً. وأيضاً تم عمل توسعة بمركز التأهيل الشامل لقسم الإناث بسعة خمسمائة وخمسين سريراً وهو الآن في مراحله الأخيرة، بالإضافة كما أنه جار الآن عمل وحدة غسيل كلى بمستشفى محافظة الطائف. هذه المشاريع الخيرية الكثيرة هل هناك من يشارككم الأجر فيها؟ - بفضل الله سبحانه وتعالى أن تلك المشاريع الخيرية بجهود خاصة، ولا أرغب بالمشاركة بل أسعى دائماً إلى إنجازها دون شراكة ما دمت قادراً، ففعل الخير مفتوح للجميع وليس بحاجة إلى مشاركة وطبعاً هذا من فضل الله على عباده. معالي الفريق كيف يتم التنسيق في عمل المشاريع الخيرية؟ - عند العزم على إقامة مشروع خيري يتم التقدم بطلب التنفيذ من الجهة المختصة، مع الاشتراط أن لا ينفذ شخص آخر مشروعاً مماثلاً في نفس المدينة التي يزمع تنفيذ المشروع بها خشية التضارب، لأنه قد ينفذ المشروع ويقوم شخص آخر بتنفيذ مشروع مماثل، فلا تكون هناك استفادة حقيقية مع إيضاح الاستعداد إلى إقامة التوسعة للمشروع عند الحاجة لذلك. قبل أن نختتم لقاءنا معالي الفريق أود أن أسألك، كنت في السابق تتفادى ذكر اسمك على المشاريع الخيرية التي تنفذها، وعدم التجاوب مع الصحفيين، ما سبب ذلك وما التغيير الذي حدث معالي الفريق؟ - الحقيقة كنت في السابق أتجنب ذكر اسمي على أي مشروع خيري يتم تنفيذه على نفقتنا، كما كنت أيضاً أتجنب الصحافة والإعلام بجميع أشكاله، لكن عندما سألت أحد مشايخنا الأجلاء، أشار بأنه لا بأس من ذكر الاسم على المشاريع الخيرية، وكذلك الإدلاء للإعلاميين، حتى يستمر الدعاء من الجميع وكل من اطلع على تلك المشاريع، بالإضافة إلى تحفيز الآخرين على عمل الخير. في ختام هذا اللقاء ما كلمة معاليكم الأخيرة؟ - في ختام هذا اللقاء أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على مواصلة أعمال الخير وأدعوه القبول إن شاء الله وأجزم بأنه لا يوجد مسلم قادر وصل إلى جمع المادة بعقل وقدرته إلا وهو يعلم الحسن وغير الحسن ويعلم الحلال من الحرام هو نفسه يستعيذ من الشيطان وسوف يعينه الله بإذنه تعالى لذلك فإنني أنصح كل إنسان يعلم بأن هناك موتاً وحياة وآخرة أن يقدم شيئاً لآخرته، ولو كان بسيطاً عسى الله أن ينفعه به، وهي فرصة لمن منّ الله عليه بالمال أن يعمل به لآخرته ليزيد بها موازين أعماله في الآخرة وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الدال وعامل الخير وأن يجزي الجميع خير الجزاء.