عندما تدور الكلمة.. يتجه الفكر حيث تطير المعلومة بسرعة مذهلة.. حتى أظهر الإنسان عجزه في استقبال الكثير منها، بل اخذ يكتفي بالقليل منها او ببعضها حسب تخصصه وميوله ورغباته واتجاهاته العلمية والفكرية والثقافية. كان الكتاب وسيظل حلم كل راغب في المعرفة واقتناؤه غاية كل متشوق للثقافة والمعرفة مدرك لاهميتها في تشكيل الوجدان والروح والفكر في ظل اشعاع العلم ونوره الذي ينور العقول ويسمو بها. في الماضي كان الانسان هو الذي يدور ويبحث ويسافر من بلد الى بلد آخر بحثاً عن الكلمة وسعياً وراء المعلومة، سواء كانت مخطوطة، او محفوظة، ليتحرى الحقيقة والصدق، ويتقصى الرواة والمحدثين والعلماء في تلك الايام والليالي والاشهر سيراً على الاقدام او ممتطياً دابته لا مبالٍ بما يلقاه من مخاطر وصعاب. واليوم وقد اصبح العالم كله عبارة عن كتاب مفتوح يستطيع الفرد منا ان يقلب صفحاته الواحدة تلو الأخرى بلمح البصر ويحصل على ما يريد من المعلومات والابحاث والابتكارات الحديثة المبدعة في اغلب العلوم والاختراعات او في مجال الطب والهندسة او في الصحافة او غير ذلك من مختلف البلاد والاقطار بل والقارات. واصبح اليوم الحصول على المعلومة مكتوبة او مصورة وموثقة بواسطة وسائل العلم الحديث واساليب التقنية وقنواتها المعلوماتية المطورة واجهزة التكنولوجيا العصرية الحديثة المبرمجة المذهلة. وفي مجال الطباعة اصبح هناك كم هائل من المطبوعات والكتب والصحف والمجلات والنشرات والمراجع التي تنتشر بكميات كبيرة وميسر الحصول عليها لقلة تكاليفها، وكذلك عبر طريق وسائل الاتصالات الحديثة مثل الكمبيوتر والانترنت والفاكس والهاتف، وعبر التلفزة اصبح الحصول على المعلومات بيسر وسهولة مطبوعاً ومحفوظاً ومقروءاً وموثقاً بالصور والمصادر. وامام هذا التطور الحضاري المعاصر والذي يضع بين يدي القارئ هذا الجهد والفكر وعصارته الفذة.. إلا أن القراء مع الاسف قليلون.. والكتب تئن وتحتضر من قلة القراء.