وصف مدير المركز الإسلامي في النمسا الدكتور فريد اسكندر عبداللطيف الخوتاني ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على نفقة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله سنوياً بأنها محطات تساعد المؤسسات والمراكز الإسلامية على إدراك الحجم الحقيقي للمسؤولية الملقاة على عاتقهم لخدمة الجاليات والأقليات المسلمة، واعتبر الدكتور فريد الخوتاني ملتقى كوبنهاجن الذي اختتم مؤخراً إحدى المحطات البارزة في مناقشة قضايا مهمة في عمل ونشاط المؤسسات الإسلامية ودورها الحيوي فيما يتعلق بكافة شؤون المسلمين في دول الاغتراب، ولفت في حديث له ل«الجزيرة» عقب اختتام أعمال ملتقى كوبنهاجن إلى أن اختيار موضوع:« المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية» ليكون محور مناقشات وجلسات كوبنهاجن اختياراً موفقاً، ويؤكد حرص القائمين على الملتقى بالتركيز على القضايا التي يحتاج إليها المسلمون في بلدان الأقليات، والتواصل معهم فيما يهمهم ويرعى شؤونهم، وقدر الدكتور الخوتاني عالياً الاهتمام والعناية الخاصة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لهذه الملتقيات، ، وقال: لقد ارتبط اسمه حفظه الله واسم المملكة العربية السعودية بانجازات إسلامية عظيمة داخل المملكة وخارجها يلمس ثمارها ويستفيد منها المسلمون في جميع أرجاء المعمورة، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ووفقه لمزيد من الخير والعطاء، وفيما يلي نص الحديث: * شاركتم في ملتقى خادم الحرمين الشريفين الخامس في الدنمارك كوبنهاجن بعنوان المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية ما رأيكم في اختيار هذا الموضوع؟ إن اختيار موضوع الملتقى اختيار موفق من قبل القائمين على هذا الملتقى يدل على عمق التفكير وبعد الرؤية وجدية الدراسة والإلمام التام بأحوال الأقليات والجاليات الإسلامية من خلال التعايش والتواصل معهم والاهتمام بقضاياهم، فالمؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات هي القلب النابض لها والعقل المفكر والشريان المتدفق الذي يوجه المسلمين في بلاد الغربة ويعلمهم ويرعى شؤونهم ويقوم على مصالحهم ويخطط لهم، فمتى ما صلحت هذه المؤسسات ونشطت للقيام بدورها وواجبها صلحت بإذن الله تلك المجتمعات والأقليات الإسلامية، فموضوع الملتقى موضوع حساس وهام جداً والمؤسسات في أمس الحاجة إلى بحثه ودراسته وهذا من توفيق الله للقائمين على الملتقى جزاهم الله خيراً نتيجة لإخلاص النية وصدق التوجه وقرب الاطلاع ودقة المتابعة فالشكر الجزيل والدعاء الصادق بالتوفيق المتواصل لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومعاونوه المخلصون الأفاضل وجميع العاملين بها والقائمون على الإعداد والترتيب لهذا الملتقى الذي حمل اسم خادم الحرمين الشريفين وذلك للدعم والتوجيه مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي ارتبط اسمه واسم المملكة العربية السعودية بإنجازات إسلامية عظيمة داخل المملكة وخارجها يلمس ثمارها ويستفيد منها المسلمون في جميع أرجاء المعمورة فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ووفقه لمزيد من الخير والعطاء، * كيف يمكن تفعيل هذه الملتقيات المباركة واستفادة المؤسسات الإسلامية منها على أحسن وجه؟ ( إن هذه الملتقيات المباركة هي محطات تساعد المؤسسات والمراكز على إدراك الحجم الحقيقي للمسئولية الملقاة على عاتقهم ومناقشة القضايا الهامة ودراستها دراسة إسلامية علمية متأنية والخروج بالنتائج والتوصيات تجاهها بعد أن تقوم نخبة مختارة من العلماء والدعاة والمسؤولين بتبادل الخبرات والإدلاء بالمعارف الشرعية والتجارب العملية التي اكتسبها أصحابها في عقود عدة فبذلك تسدد الآراء وتصوب المعلومات وتزداد الثقة بالنفس ويتجدد العهد لدى الجميع بالمضي في طريق الدعوة والإصلاح حتي تعود الأمة كما عاش المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي بقية القرون الخيرية الثلاثة واقعاً علمياً أبهر كل المعاصرين لتلك القرون وكل من قرأ واطلع على تاريخهم حتى يومنا هذا الى يوم القيامة ولم يستطع فلاسفة اليونان من الوصول إلى هذا الواقع ولا حتى في تصوراتهم الذهنية عن المدينة المثالية الحالمة، إنه يجب إن يكون واضحاً لدى الجميع وخاصة المسؤولين عن المؤسسات والمراكز الإسلامية بأن هذه الملتقيات ليست غاية ولا هدفا فلا ينبغي أن يبقى الجميع بعد هذه الملتقيات ويواصلون أعمالهم ودعوتهم كما كانوا قبل الملتقى منتظرين الملتقى القادم ليعيشوا هذا الجو مرة أخرى منتظرين أن تشكل لجنة لمتابعة التوصيات والقرارات بل عليهم أن يتفهموا كل ما قيل في الملتقى من أبحاث وتعليقات وتوصيات ويقوموا بتحويلها إلى واقع ملموس في حياة مجتمعاتهم الإسلامية والتواصل مع جميع المسلمين في مناطقهم ودولهم لتبليغ ما ينبغي تبليغه من العلوم والمعارف والخبرات والتجارب المعروضة في الملتقى ليعم النفع وتنتشر المعرفة والخبرة خاصة الأئمة والدعاة والمسؤولين عن الجمعيات والمراكز في الدولة نفسها ثم الالتقاء بعد فترة مع مسؤولي المؤسسات من دول أوروبا للتناصح والتشاور في ما أمكن تنفيذه ومالم يمكن ودراسته والعقبات والمشاكل وعرضها بعد ذلك مرة أخرى في جلسة خاصة في الملتقى القادم، * إن المؤتمرات والملتقيات والندوات كثيرة ولقد شاركتم خلال فترة إقامتكم بأوروبا وعملكم الدعوي في العديد من هذه اللقاءات فكيف ترون أهمية ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الثقافية الإسلامية وأثرها على حياة المسلمين والمراكز الإسلامية في الغرب؟ إن أهمية ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تمثل أموراً عدة أهمها: 1 وضوح الأهداف والغاية من العاملين والقائمين على الملتقيات لهذه الملتقيات، 2 حسن اختيار موضوع الملتقيات عن طريق تلمس حاجة المجتمعات والأقليات، 3 حسن اختيار الباحثين من العلماء والدعاة والمشايخ العاملين في الحقل الإسلامي، 4 طريقة البحث وشموليته قدر الإمكان لموضوع البحث من مختلف جوانبه، 5 الجمع بين الطرح العلمي الشرعي والإمكانية العلمية للتطبيق وتطوير الجوانب الإدارية والتنظيمية لمؤسسات الجاليات الإسلامية والأقليات، 6 التطوير والارتقاء بالملتقى باستمرار من ملتقى لآخر ومن يوم لآخر، أما أثرها على المؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب على سبيل المثال لا الحصر هي: 1 وضع المؤسسات المراكز الإسلامية أمام الشعور بالمسؤولية والواجب الديني الملقى على عاتقهم في هذه الحقبة الهامة من التاريخ، 2 تأصيل الجانب العقائدي والشرعي والعلمي لدى المؤسسات الإسلامية العاملة وتدريب عملي لها لمعالجة المواضيع والاطروحات المختلفة، 3 ربط مجتمع الأقليات الإسلامية ومؤسساته بالمجتمع الإسلامي ومؤسساته بالعالم الإسلامي، 4 بث روح الاخوة الإسلامية الحقه عملاً بقول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» تلك الاخوة التي تعتبر الزاد النفسي الإيماني للأقليات يشعرون بها إنهم ليسوا أقلية وإنما هم امتدادا وتواصل لجميع المسلمين في العالم أجمع« فهم جزء من كيان أمة إسلامية واحدة تجاوزت المليار ونصف المليار مسلم« وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» 5 رسخت في نفوس مجتمع الجاليات ذلك التطبيق العلمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحهم كمثل الجسد الواحد«وقوله صلى الله عليه وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، فاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين المتمثل في دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الشخصي والرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ولجميع المؤسسات والهيئات الإسلامية وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي، إنما هو اهتمام من منطلق العمل بهذا الحديث الشريف وإيمانا من حكومة خادم الحرمين الشريفين بواجبها ومسؤوليتها تجاه المسلمين في كل أنحاء العالم خاصة تلك المناطق الأكثر تعرضاً للظلم والاضطهاد والقتل فالمملكة تمد إليهم يد العون والمساعدة وتتبنى المناطق الأكثر تعرضاً للظلم والاضطهاد والقتل والتشريد فالمملكة تمد إليهم يد العون والمساعدة وتتبنى قضاياهم في المحافل الدولية وتدافع عنهم وتسعى لنيل حقوقهم، إننا نتضرع إلى الله عز وجل في أن يوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين في مواصلة المزيد من هذا العطاء والبذل لنصرة المسلمين والسعي إلى تضامن المسلمين وتوحيد جهودهم وطاقاتهم ليكونوا أمة قوية عزيزة منتصرة تسعى لنشر الخير والفضيلة ومحاربة الشر والرذيلة، 6 ومن آثارها أيضاً أنها ساهمت في تصحيح مسيرة الجاليات والأقليات في الغربة، 7 وكذلك أنها ساهمت بل وأحدثت تحولاً كبيراً في أسلوب اللقاءات والاجتماعات من ملتقيات تسابق أدبي وكلامي إنشائي جميل إلى طرح واع لمواضيع حساسة وبأسلوب علمي إسلامي راقٍ،