هل أستطيع الحديث عن وطن أذهل المؤرخين ميلاده وتطوره.. وعن ملك عربي بطل أوجد بعبقريته الفذة كياناً لم يتوقع أنفذ الساسة بصيرة أن يكون.. فالجزيرة العربية التي أصبحت فيما بعد المملكة العربية السعودية على يد ذلك الملك العبقري كانت دويلات متناحرة وبدواً رحلاً عاشوا على التناحر أيضاً وكان منطق القوة هو السائد.. لكنها قوة لم تقض على الخوف.. والجهل.. والمرض بل يستخدمها القوي من أجل البقاء ولو أفنى كل من حوله. وجاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه يحمل السيف بيد.. والمصحف باليد الأخرى فحارب بالسيف ليطبق ما شرع بالمصحف وفسرته سنة المصطفى «صلى الله عليه وسلم». وبقوة الإيمان والعبقرية العربية الفذة خطط لاستعادة ملك الأجداد .. وانتشال أبناء هذه الجزيرة من دوامة التناحر الى فضاء الإيمان الواسع والتوحد لإعلاء كلمة الله والاحتكام الى القرآن والسنة بدلا من الاحتكام الى «العوارف» وحكم «القوي على الضعيف» لم أستطع ولن يستطيع من هو أقدر مني على التحليل والاستقراء أن يوفي هذا الملك العبقري حقه.. ولا حتى يصف مراحل تطور هذا الكيان الشامخ التي تمت بوقت قياسي من لدن عهد الموحد.. عهد البناء والتأسيس والكفاح لضمان مستقبل مشرق لأبناء هذه الأرض الطاهرة الى عهدنا الحاضر عهد الأمن والرخاء في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ومرورا بعهود الملك سعود.. والملك فيصل.. والملك خالد رحمهم الله الذين كان لهم إسهاماتهم التي سجلها التاريخ المعاصر في البناء وإكمال مسيرة المؤسس ليتحقق ما نحن فيه من رخاء وارف وأمن مستتب في عهد التطور والنهضة الحضارية التي شملت كل مجالات حياتنا حفظ الله قادتنا الميامين. وغفر لأسلافهم البررة.. وحفظ بلادنا من كل مكروه. آخر الكلام لشاعر الوطن الشاعر الكبير خلف العتيبي: يا وطنا.. يا وطنا عمت عين الحسود ما يهزك لا زوابع.. ولا غدر عملا