** «الشونه» عند البعض.. هي الضمان الاجتماعي.. ولا ندري متي ولا كيف أطلق هذا الاسم.. ولا أين مصدره.. لكن العوام لا يعرفون الضمان الاجتماعي إلا بهذا الاسم. ** والمشكلة.. ليست التسمية أبداً.. بل نظام الضمان الاجتماعي.. الذي سُن قبل ردح من الزمن.. وربما زمن «الْقِفَّهْ.. والصِّفَّهْ.. والُرْوزنهْ.. واْلجِصَّهْ.. والْوِدَكْ» ولا زال حتى اليوم رغم سوئه.. وسيظل ما بقي جيل «الشونه» من موظفين ومستفيدين.. ** هذا النظام.. يحتاج بدون شك.. إلى إعادة دراسة.. وإلى تعديل في أكثر فقراته.. وليت ذلك يتم قريباً.. رأفة بالمستفيدين منه.. ** الضمان الاجتماعي.. نفع الله به.. الكثير من البشر سنوات وسنوات.. وقدم خدمات جليلة.. ويعيش البعض من الأسر على ما يحصلون عليه من الضمان الاجتماعي.. وهو رافد جيد لبعض الأسر المحتاجة.. ولا يمكن بأي حال.. التقليل من قيمته ومن أثره الفعال على هؤلاء «الضْعُوفْ» المساكين.. ** الضمان الاجتماعي.. ليس فيه مشكلة سوى إعادة دراسة بعض فقرات النظام.. ومن ثم تعديلها حسب الواقع المعاش.. ** يقولون.. إن الأرملة المسكينة.. المحتاجة للنظام الاجتماعي رغم أن المسألة «طفسة» لكنها «تِكِدْ» على أسرٍ الله أعلم بحالها.. ** يقولون.. متى وجدت الأرملة «عُوْداً» يسترها و«يْرادْها الصَّوت» ويؤنس وحشتها و«ويوسع صدرها» في «ها الضْحَويَّهٌ» فإنها تُقطع عنها «الشونه» على الفور.. حتى لو كان هذا «العود» غارقاً في الديون.. وفقيراً فقراً مدقعاً.. المهم.. أنها تزوجت. ** مثل هذه الأرملة المسكينة.. متى أرادت أن تستقر نفسياً.. وترتاح من عناء الوحدة.. قطعت عنها الطفسه» خمسة آلاف ريال لا غير سنوياً. ** ويقولون.. إن مثل هذه الأرملة.. تشبه المرأة العاملة.. التي «يُبلع» راتبها التقاعدي فيما لو ماتت وكان لها زوج وأولاد.. ولا يسلم لهم ولا مليم واحد و«يا قِوِيْ النظام على الضَْعوف والحريم». ** وبسبب قطع معاش الأرملة متى تزوجت.. امتنع الكثير منهن عن الزواج رغم حاجتهن الماسة له.. ورغم حاجة الكثير من الرجال لهن بسبب الخوف من قطع «الشونه» وهذا.. ما دعا الكثير من «الشياب» والرجال الكبار إلى الإنصراف للزواج من الخارج رغم مساوئه ومشاكله وبلاويه الكثيرة.. وكله بسبب «طفسه الشونه» ونظام الشونه. ** إنَّ في وسع الضمان الاجتماعي.. أن يقيم الحالة ويعيد دراسة وضع هذه المرأة.. فإذا كان الزوج قادراً وموسراً وأموره جيدة.. لا مانع من قطعها.. ** أما إذا كان لا يملك سوى «1500» ريال كراتب تقاعدي أو سائق «اتوبيس طالبات» أو أنه يتكىء على ما يجود به أبناؤه وبناته.. فلماذا نقطع عنها المساعدة؟! ** إن إعادة النظر في هذا النظام سيحل مشاكل العديد من الأرامل.. ومن المطلقات اللاتي اخترن البقاء من دون أزواج.. خوفاً من هذه المشكلة.. ** وفي الجملة.. في اعتقادي.. إن نظام «الشونه» كله يحتاج إلى إعادة دراسة.. وإعادة نظر في بعض لوائحه.. ولأن وزارة العمل والشئون الاجتماعية تعيش اليوم تجدداً في الكثير من أمورها الداخلية فلعل هذا التطور.. وهذا التجدد.. يشمل نظام «الشونه» نظام «الضْعُوفْ» نظام المساكين.. والمستفيدون منه.. أحوج ما يكونوا إلى نظرة فاحصة من «خبراء» وزارة العمل.. وارحموا المساكين.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. والله المستعان.