من المؤكد أن حب العلم والمعرفة مغروس في قلب، وعقل كل مؤمن ومؤمنة، ورجال العلم وطلبته كثير، والعلماء والحمد لله تعج بهم الأرجاء، والكثير منهم قد كون إرثاً حضارياً كبيراً سواء بجهده الشخصي أو بمساعدة الأخيار غيره، ولهذا لا عجب إن علمنا أو رأينا أن الكثير من هؤلاء قد امتلك مكتبات شخصية هائلة بكل المعايير، وفيها من الكتب القيمة الكثير الكثير، وذلك سواء من ناحية الكم أو النوع، لا بل فاق العديد من تلك المكتبات بمقتنياتها إمكانيات المكتبات الخاصة أو المكتبات العامة، وهذا أمر يستحق الاعتزاز. لقد حدث وتوفي عدد ممن يملكون مكتبات ذات قيمة علمية كبيرة. وتلك المكتبات بقيت بعدهم، وفيها من النفع الخير الكثير، لقد حاول بعض الأبناء إبقاء تلك المكتبات على حالها دون أن يستفيد منها أحد، والبعض الآخر خزَّنها بصناديق، وكدَّسها في المستودعات، والبعض ربما باعها ليستفيد من ثمنها، ولم يدر أن الفائدة أكبر بكثير من الثمن، لم يعرف أنها كنوز وجواهر لا تقدر بثمن، وفيها من الخير لأبناء الأمة الشيء الكثير. إن الحل الأسلم والأكثر صحة ودقة، هو أن تُهدى تلك المكتبات الغنية بكل ما فيها إلى المكتبات العامة ليستفيد منها الجميع، أو تهدى لإحدى صروح العلم في بلادنا وهي كثر ولله الحمد بدل حجزها وحبسها في المستودعات!! إن في ذلك كل الخير والتوفيق لأصحابها وللمسلمين جميعاً. إن الأمر بحاجة للتفكير الجدِّي والمنطقي للحصول على النفع المطلوب، سواء بالنسبة للمتوفى والثواب الذي سيناله، أو بالنسبة للأبناء وما سيأتيهم من ثواب وجزاء، أو بالنسبة للإخوة المسلمين الذين سيستفيدون من تلك الدرر ويفيدون بها. أمر يستحق التفكير، والله المستعان. [email protected]