نرى بعض الإخوة – هداهم الله- يفهم الدين والتدين على أنه يرافقه الكثير من العبوس والتجهم، ونادراً ما ترى البسمة على وجوه أولئك الإخوة، وهذا فَهْمٌ خطأ يجب تنبيههم له لمخاطره عليهم وعلى عملية الدعوة الإسلامية، لأن الآخرين سينظرون إليهم على أنهم قدوة ومثل للمسلمين، وبالتالي ينعكس سلوكهم الخطأ ضرراً على الإسلام ككل. لقد حدثني أحد الإخوة وهو طبيب، وقد شاهد أحد الإخوة، وكيف ينهر أحد الممرضين غير المسلمين بأسلوب بذيء، بالطبع هذا لا يجوز على الإطلاق، وهذا يؤذي السلوك الإسلامي، ويجرح المشاعر الإسلامية قبل غيرها، فديننا دين معاملة وسلوك حسن، قال تعالى :"ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك"، نعم اللين والرفق مطلوبان من الجميع، لأن السلوك هو أول وأكبر وأهم قاعدة في العمل الدعوي. كيف للمتجهم أن يدعو الآخرين للإسلام والإيمان ؟ وكيف له أن يفتح قلوبهم؟، طبعاً الهداية لا تكون إلا بإذن الله، ولكن لها أسباب، ولأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حُمرِ النَّعَم كما تعلم.ولذلك علينا كلنا أن نكون مثالاً في السلوكية الإسلامية الحضارية ؛ لنتمكن من دعوة الآخرين , ونيل ثواب رب العالمين. الأمر يعني أكثر الدعاة الذين ندبوا أنفسهم لمهمة الدعوة ومتطلباتهم وواجباتها وأسسها، فهؤلاء العيون عليهم والأنظار مشدودة لهم، وخطيئتهم أكبر من خطيئة غيرهم، وكلمتهم محسوبة عليهم وعلى دعوتهم. إن المسلم بسلوكه الصحيح وتطبيقه لشرع الله في كل أموره هو الذي يعرف السعادة، وبالتأكيد لن يبخل بالابتسامة والسرور وإظهار الحبور لمن حوله كي يتقرب منهم ويتقربوا منه، كي يفهموه ويفهمهم، والهدف كما تعلم أولاً وأخيراً هو رضوان الله تعالى، ولأجله يرخص كل شيء، والله المستعان. alomari 1420 @ yahoo . com