من المعروف أن كل انسان يحمل في تكوينه جانباً عاطفياً.. يتكون من الأحاسيس والمشاعر.. وهذه المشاعر والأحاسيس كما بوصلة تتوجه بمؤشرها «القلب» تجاه أشخاص معينين.. وأشياء معينة.. حتى الأماكن..!! يكون هناك توجه عاطفي لها!! وغالباً ما تحمل تلك المشاعر صفات الوفاء.. الصدق.. الحميمية. ولكن المشكلة حين ترتدي تلك المشاعر أقنعة زائفة.. أو حين تصبح كببغاء يردد دون أن يعي..!! أو أن تكون المشاعر وسيلة يصعد على أكتافها المتصاعدون ليصلوا لما يريدون ثم ينتهي كل شيء!! نعم.. هناك ما يسمى ب«ببغائية المشاعر»!! لا تتعجب.. فما أكثرهم الآن.. في مجتمعنا!! وما أقوى بأسهم!! (1) هناك من الناس يا صاحبي.. من يتحدث باسم المشاعر والأحاسيس وهي لا تدرك مدى بوحها.. ولا عمق إحساسها..!! لا تعرف من تلك الأحاسيس والمشاعر سوى.. لفظ.. «مفردة»!! لكن حيث تبحث معها عن معنى.. لذلك الشعور.. تجدها فارغة.. لا تعي!! يا صاحبي هناك العديد من يقول لك «اشتقنا لك» لكن 1% من يكون فعلاً قد اشتاق إليك.. البقية 99% فقط اعتادوا على طول غياب الفرد يتبعه كلمة «اشتقنا لك» أو «افتقدناك»!! وأحيان أخرى سيكون من «99%» نسبة تجامل في بوحها وحديثها الانساني مع من حولها..!! وللمجاملة دور كبير وفعَّال في أحاسيسها ومشاعرها!! الله المستعان.. حتى مشاعر الانسان وأحاسيسه فقدت جزءاً من مصداقيتها!! فقدت جزءاً من صفائها ... وحميميتها..!! (2) هل تعلم أن المشاعر والأحاسيس أصبحت سلعة تباع.. في الأسواق وعلى الأرصفة اصبحت.. باردة.. ومعلبة!! أصبحت تقال في كل وقت ومكان!! ولم يعد هناك أي اعتبارات لموطن المشاعر وأولئك الساكنين بها!! أصبحت المشاعر الكترونية الارسال.. !! جامدة الاستقبال..!! ومحزنة لأمد طويل.. وإلى نهاية صلاحية مفتوحة!! (3) «ببغائية المشاعر» قناع جميل براق..!! ترتديه المشاعر أمام الآخرين ويختلف من شخص لشخص.. وعلى حسب المنفعة والمصلحة!! وإذا رفضت تلك الأقنعة..!! توجهت لك أصابع الاتهام.. بالتغيير!! ودارت حولك الاستفهامات.. ب«لماذا تغيرت ؟؟؟». أنا كما أنا!! لكني رفضت الخداع.. فكيف لي أن أكون شخصاً آخر في زمن جديد غريب!! هنا ترتفع الأصوات.. وتتحد ضدك!! وينتهي المطاف.. بأنك من تغير!! «ببغائية المشاعر» تخدع بها العديد من الناس الطيبين.. حسني النية!! يخدع بها العديد من السذج..!! يخدع بها العديد من أصحاب السجية النقية!! الذين يعيشون بفطرتهم!! لدرجة أن هناك من الببغاوات يستخدمونه سلاحا أو وسيلة ليصلوا إلى غاياتهم وأهدافهم..!! هناك من المتسلقين .. من يجعلونها وسيلة ليصعدوا على أكتاف الآخرين!! «وقد يكون للحديث بقية» كل الشكر: ü الأخ الكريم سعود السعودي: شاكرة لك أخي الكريم ثقتك بي، وأنا على أتم الاستعداد لاستقبال كتاباتك ومساعدتك بكل ما أستطيع. وخاطرة «سائح سقط سهواً» رائعة رغم اختصارها. ü الأخ الكريم فهد: أشكرلك تهنئتك بما كتبته فما أكتبه أولاً وأخيراً لكم. بخصوص ما طلبته من المقالة السابقة.. يمكن الرجوع إلى أرشيف الجزيرة والحصول على ما تريد. ü الإخوة: ناصر الفهيد، سعد بن عبدالله.. أشكركم جميعاً.