في كل صباح.. تشرق الشمس.. والجريدة.. في الجريدة.. نجد نحن القراء مساحات واسعة للابحار في عالم الاخبار.. والعلم والثقافة والفن والسياسة والأدب والشعر وجميع مجالات القلم والحدث.. يتسابق المحررون والكتّاب والمؤلفون والأدباء والدارسون ومن هم بالصحافة متخصصون في اتحافنا كل صباح بصحيفة أخبار.. فيها من الأدب والعلم والثقافة المتفحصة ما يغنيك عن تقليب الكتب المتخصصة.. تراهم كالنحل في خلياتها يعملون دون ملل ويكدون دون كلل.. يشعرون مع ذلك بالسعادة.. لعلمهم بأنك أيها القارئ سوف تستمتع بما كتبوا.. وحرروا.. وطبعوا.. هم مندوبو الكلمة المنتقاة والمعلومة المزجاة يتعبون ولا يملون في البحث عن الخبر والحقيقة.. وكل الأخبار الدقيقة وعلى رأسهم رئيس تحرير يراع.. رسول العقل في النقل.. وأداة الدماغ في البلاغ ترجمان النفس في رواية العاطفة.. ورفيق القلب في القصة الوارفة.. صديق الباحث عن العلم «المثقف» الهارب لجمال الكلمة «المعرّف».. لسان الحق.. مخالف الباطل والنق.. عُرف لفظه.. وامتزج نهجه بأسلوب الوكيل على الأمانة.. ذو الضمائر المُصانة.. يلج بها على العواطف.. وحنايا الضلوع اللواطف.. فكأنه تغريد طائر جميل.. يغدو بنغم ولا أجمل.. في سماء الكلمة ولا أكمل.. بمهنته صابر.. وبعمله مثابر.. وبواجبه قادر.. ذو طبيعة متوددة.. ولجّة غير متمردة.. مكتبه هو مستراحه ومنزله.. وحجابه مهابته.. والوحدة في عمله صاحبته ومؤنسته. رئيس التحرير: ذلك القائد بلا صخب الرتب.. يرى بعين ثاقبة.. كل ورقة ترسل او تجتلب.. يدرسها يفحصها كلمة.. كلمة ثم يلمّح وينقّح.. فيسمع ويجمع.. تحيط بشخصيته هالة لزملائه المحبين له والكارهين ان وجدوا ألف دلالة ودلالة.. ان حادثته وجدته كبحر ضاحك الماء.. متهلل السماء حلو بشاشة الفضاء.. الآذان له مرهفة.. والأذهان إليه متشوّفة.. يحض على الأمانة ويحذر من عواقب الخيانة.. ويوصي لسمعته ضنّا وصيانة له لفظ رائع.. ووعظ جامع.. وإلى القبول عن جريدته طامح طامع.. يحبه المثقفون ويكرهه المتزلفون المنافقون.. حالة عجب!! فلا هو بالمستريح من هم قائم ولا مطمئن لرأي عائم.. كل ما يرنو إليه.. الإبحار في أعماق الخبر الصادق.. وجلب الفائدة والنفع العابق.. برائحة الضمير اليقظ.. شعاره «أنا احترم القارئ ورأيه.. إذاً أنا موجود».