استشهد ثلاثة فلسطينيين في الضفة وغزة في الهجمة الاسرائيلية الجديدة التي تحاول اعادة احتلال المدن الفلسطينية والتي تجد مقاومة شرسة مثل تلك التي أجبرت القوات الاسرائيلية الليلة قبل الماضية من الانسحاب من مخيم عايدة المجاور لبيت جالا. واستمر في ذات الوقت تبادل اطلاق النار بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين صباح أمس بين مدينة جالا المشمولة بالحكم الذاتي في الضفة ومستعمرة جيلو بالقدسالشرقية. هذا وقد انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي المدرعة بعد أن حاول الليلة قبل الماضية التوغل في مخيم عايدة المجاور لبيت جالا واقتحامه نتيجة تصدى الفلسطينيين لهم. وقال عيسى قراقع رئيس نادي الأسير الفلسطيني ان قوات الاحتلال تراجعت الى الموقع المطل على المخيم عند الشارع الرئيسي في مدينة بيت لحم مشيرا الى اصابة ثلاثة مدنيين فلسطينيين بجروج أثناء مواجهة قوات الاحتلال التي دمرت عدة منازل بالمخيم. الى ذلك استشهد ثلاثة فلسطينيين أمس بالرصاص الاسرائيلي في قطاع غزةوالضفة الغربية. وأصيب عشرة فلسطينيين واسرائيلي بجروح في الأراضي الفلسطينية. ففي قطاع غرة استشهد فلسطيني أثناء اشتباكات في رفح مع الجيش الاسرائيلي الذي افتحم مبنى يضم مركزا للأمن الوطني الفلسطيني بحسب مصدر أمني فلسطيني. وأوضح متحدث باسم مديرية الأمن العام في قطاع غزة لوكالة فراس برس أن «محمد الحمراني 24 عاما أحد أفراد الأمن الوطني قتل برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي وأصيب ثلاثة مواطنين آخرين في اشتباكات دارت صباح أمس بين قوات الاحتلال والأمن الوطني أثناء اقتحام مقر الأمن الوطني في رفح». ووصفت حالة أحد الجرحى الثلاثة «بالصعبة». وفي الضفة الغربية ذكرت مصادر أمنية أن «عمار هزاهزة 19 عاما قتل عندما أطلق الجيش الاسرائيلي النار تجاه مزرعته قرب طولكرم بالضفة الغربية الليلة قبل الماضية». واستشهد فلسطيني ثالث يدعى قادر الخطيب «26 عاما » برصاص اطلقه مجهولون قرب مستوطنة اناتوت بشمال القدس في الضفة الغربية كما ذكرت الإذاعة الاسرائيلية. وأوضحت الإذاعة أن مجهولين فتحوا النار انطلاقا من سيارة على سيارة فلسطينية مما أدى الى مقتل الفلسطيني وجرح والده وشقيقه. وأشارت الإذاعة الى أن متحدثا مجهولا تبنى مسؤولية هذا الهجوم باسم مجموعة يهودية غير معروفة انتقاما لمستوطن يهودي قتل اثناء هجوم فلسطيني في بداية الانتفاضة. الى ذلك ذكرت الإذاعة الاسرائيلية الرسمية أن وزير الخارجية الاسرائيلية شيمون بيريز والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحادثا مرتين هاتفيا ليل الثلاثاء الاربعاء هذا وقد طلب الرئيس الفلسطيني بأن تخرج القوات الإسرائيليين من بيت جالا. وأضافت الإذاعة ان هذه المحادثات جرت بضوء أخضر من رئيس الوزراء أرييل شارون وبمعرفة وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر والقادة الامريكيين. غير أن هذه المحادثات لم تمنع استمرار اطلاق النار بين بيت جالا ومستعمرة جيلو طوال ليل الثلاثاء الاربعاء كما قالت الإذاعة الاسرائيلية. وأضاف المصدر نفسه أن رئيس الوزراء ارييل شارون تحدث من جهته الى السفير الأمريكي في تل أبيب دان كورتزر ليبلغه بأنه «لن يسمح بإطلاق النار على القدس بالطريقة نفسها التي لا يسمح فيها الامريكيون والانجليز باطلاق النار على عاصمتيهما». وفي واشنطن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد بوتشر مجددا رفض الادارة الامريكية لعمليات القتل الانتقائية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد القيادات والناشطين الفلسطينيين. وقال بوتشر لقد أوضحنا بجلاء معارضتنا لعمليات القتل المستهدفة مشيرا الى أن المسألة ليست مسألة نوع الاسلحة المستخدمة بقدر ما هي قضية الحدث نفسه. وأضاف بوتشر من الواضح أنهم «يقصد الاسرائيليين» يدركون أننا ندرك القيود على استخدام الاسلحة الامريكية وهم على علم ذلك. وأشار بوتشر الذي كان يعلق على الجهود الدبلوماسية لانهاء أعمال العنف في الشرق الأوسط الى أن وزير الخارجية الامريكي كولين باول يتحدث باستمرار مع عدد من الزعماء بشأن الوضع في الشرق الأوسط. وقال أن باول تحدث مرارا خلال الأسابيع العديدة الماضية مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ومع وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر كما تحدث مع وزير خارجية بلجيكا لويس ميشيل. وفي تقرير لها من رفح قالت وكالة «رويترز» «استيقظ المزارع الفلسطيني عيد أبو شنب امس الاربعاء ليجد الدبابات الاسرائيلية في حقوله التي يزرع فيها البامية والبطيخ في جنوب قطاع غزة». وقال المزارع «24 عاما» بعيون دامعة «ذهلت عندما رأيت أن حقلي أخذ مني. ثلاث دبابات وجرافة تمركزت في حقلي ودمرت محصول الموسم». واستيقظ أبو شنب وسكان آخرون في شرق رفح بعد ليلة من القتال بين مسلحين فلسطينيين وجنود اسرائيليين ليجدوا ان اسرائيل استولت على أجزاء من الأراضي التي كانت قد أعادتها للفلسطينيين في عام 1994م. وانتشرت الدبابات والجرافات على امتداد الطريق الذي يربط جنوبغزة ببقية القطاع الساحلي الممتد مسافة 45 كيلومترا وأغلبه تحت الحكم الفلسطيني. وشقت الدبابات والجرافات أجزاء من الطريق مما صعب السفر ووضعت أكواما في الرمال والاسفلت في أجزاء أخرى منه. وقال شهود أن الاسرائيليين استولوا على المنطقة بعد أن فتح الفلسطينيون النار على موقع للجيش. وأثناء عملية إعادة الاحتلال قتل الاسرائيليون ضابط شرطة فلسطينيا يقول مسؤولون فلسطينيون انه ينتمي كذلك لجماعة مقاومة. وجاءت إعادة الاحتلال بعد نحو 24 ساعة من إغارة القوات الاسرائيلية على بلدة بيت جالا في الضفة الغربية. ودخلت اسرائيل عدة مناطق خاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي لكنها كانت تنسحب.