إننا عندما نمعن النظر في الدول الكبرى المعاصرة نجد أنها خططت لنفسها منذ زمن بعيد حتى أصبحت الآن دولاً كبرى وهي بلاشك تخطط لما تريده لنفسها من مكانة مستقبلا على جميع الأصعدة، واليهود وبصفة أخص خططوا لاحتلال القدس قبل (خمسين سنة من احتلالها (عام 1948م) وضعوا المبادئ والمناهج وما يسمى بالبروتوكولات) ثم جاءت السنة المخطط لها والمتوقعة لاحتلالهم لها مطابقة تماما. والسؤال المطروح الآن: هل المسلمون في وقتنا الحاضر خططوا لأنفسهم ووضعوا أنفسهم في مكانهم الصحيح والمفترض والذي أراده الله وشهد لهم به من حيث تفضلهم على سائر الأمم مصداقا لقوله سبحانه (وكذلك جعلكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس..) الآية..قال الشيخ أبو بكر الجزائري: وسط كل شيء خياره والمراد منه: إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم وأعدلها. (أيسر التأسير 61). الواقع ان شيئا من ذلك لم يكن. ان المسلم مستهدف على نطاق واسع لغرض الاذلال والإهانة وفرض التبعية عليه ولاشك ان شيئا مما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث وقع وهو قوله (لتتبعن سنن من كان قبلكم نحو القذه بالقذه حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه).. الحديث. هاهو المسلم الفلسطيني يباد ويتفنن اليهود بقتله بالآلات الحربية الحديثة رغم المعاهدات والاتفاقات ولكن صدق الله (كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم) ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم). وسؤال آخر يطرح نفسه: لماذا أصبح المسلم دمه رخيصا لا يأبه به أحد ولاينتصر لحقه أحد؟. إلا أنه فقد ثوابه وحذف تعاليم دينه أو تناساه أو ركض مع الحضارة المعاصرة دون هوية وهو يحسب أنه على شيء. قال تعالى:) إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لابد أن نراجع أنفسنا ونتحقق من تطبيق ثوابتنا حتى نستطيع أن نتقدم بخطى ثابتة وصحيحة ان الانسان المسلم كان من أشد البشرية ثباتا على مبادئه وكان الناس كل الناس يعرفون قوة المسلم وهيبته ويحسبون لمقارعته كل حساب والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.