اليوم..بدء الفصل الدراسي الثاني    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    أغرب القوانين اليابانية    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    «مَلَكية العلا»: منع المناورات والقيادة غير المنتظمة في الغطاء النباتي    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    سعرها 48 مليون دولار.. امرأة تزين صدرها ب500 ماسة    منتخبنا فوق الجميع    في دوري الأمم الأوروبية.. قمة تجمع إيطاليا وفرنسا.. وإنجلترا تسعى لنقاط إيرلندا    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    ضبط أكثر من 20 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    عروض ترفيهية    المملكة تستعرض إنجازاتها لاستدامة وكفاءة الطاقة    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    ابنتي التي غيّبها الموت..    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    «الجودة» في عصر التقنيات المتقدمة !    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«45» مليون شخص مصابون بالعمى و «135» مليون يعانون من الضعف الشديد في الإبصار
الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز في حوار مع «الجزيرة » الدراسات تؤكد إمكانية رد البصر ل 80% من المصابين بالعمى
نشر في الجزيرة يوم 17 - 08 - 2001

الأوسمة والدروع ليست خاصة بي وهي تقدير لجهود المملكة وللعاملين معنا
شارك مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيزبن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الجمعية السعودية لطب العيون ورئيس ا لمكتب الاقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى بشرق المتوسط ورئيس مجلس إدارة المجلس العربي الأفريقي لطب العيون في اجتماعات اللجنة التنفيذية للوكالة الدولية لمكافحة العمى والتي عقدت اجتماعاتها في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس وذلك لمناقشة الإنجازات والخطوات المستقبلية التي تهدف إلى مكافحة مسببات العمى والحد من انتشاره.
وقد أجرت «الجزيرة» حواراً مع سمو الأمير عبدالعزيز بن أحمد حول الجهود المبذولة عالمياً في القضاء على أمراض العيون، حيث نوه سموه بالدور الريادي الفعال للمملكة في هذا المجال، كما تحدث عن تكاتف الجهود والطاقات لوضع خريطة واضحة لأمراض العيون المنتشرة بكل اقليم في العالم وكذلك مبادرة الرؤية 2020 ومدى نجاحها عالمياً بالإضافة إلى زيارات سموه لعدد من الدول ودخول باكستان ولبنان والبحرين للمبادرة والإنجازات التي حققها المكتب الاقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى بشرق المتوسط وكذلك الخطط والبرامج المستقبلية التي تسعى إلى مناقشة أوضاع العمى وكيفية القضاء عليه في كافة دول العالم.. فإلى نص الحوار:
الأمير عبدالعزيز يتسلم درع المجلس العربي الافريقي
الأمير عبدالعزيز بن أحمد
* سمو الأمير... لقد نالت برامج الوكالة الدولية لمكافحة العمى اهتماماً دائماً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني يحفظهم الله وذلك لتحقيق الأهداف الإنسانية التي تعمل من أجلها... كيف يرى سموكم هذا الاهتمام وما يقدمه قادة هذه البلاد في مجال النهوض بالعمل الدولي المشترك؟
نتشرف بما تجده النشاطات الإنسانية الدولية ومنها مكافحة العمى دوماً من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله ومن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وكذلك من سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيزالنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومن ذلك جاءت مشاركتنا في اجتماعات اللجنة التنفيذية للوكالة الدولية لمكافحة العمى التي عقدت مؤخراً في مدينة بيونس ايرس وكذلك ندوة مكافحة العمى التي عقدت خلال مؤتمر طب العيون لدول أمريكا والتي تم من خلالها تدشين مبادرة الرؤية 2020 في الأرجنتين.
* كانت المبادرة الدولية لمكافحة العمى «الرؤية 2020 الحق في الإبصار»، الموضوع الرئيسي الذي سيطر على اجتماعاتكم... هل لكم أن تحدثونا عن هذا المشروع؟
مبادرة الرؤية 2020 هي المشروع الدولي الذي نعمل من أجله حالياً ومعنا كافة الأوساط المهتمة بمكافحة العمى، حيث تأتي مسؤولية مشتركة فيما بين الوكالة الدولية لمكافحة العمى ومكاتبها الستة بالعالم ومنها إقليم شرق المتوسط الذي نتشرف برئاسته، وبين منظمة الصحة العالمية كشريك رئيسي بالمبادرة ومن ورائهما تأتي الجهود المساندة من العديد من المنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية العاملة في ميدان مكافحة العمى.
كما تتعاون فيه مؤسساتنا امباكت لشرق المتوسط المهتمة بشؤون الإعاقة ومؤسسة النور الخيرية المهتمة ببرامج مكافحة العمى وقوافل النور العلاجية الخيرية.
* سمو الأمير .. من خلال تكاتف هذه الجهود.. ما هو الهدف الذي ترمون إلى تحقيقه لخدمة العالم؟
في مبادرة الرؤية 2020 تتكاتف كل الجهود والطاقات لوضع خريطة واضحة لأمراض العيون المنتشرة بكل إقليم في العالم، ثم تنظيم العمل للقضاء على تلك الأمراض المسببة للعمى، وتشجيع العمل الوطني داخل كل دولة، لتبني جزء من تلك البرامج وتنفيذه حسب احتياجاتها، أما الهدف البعيد للمبادرة فهو تقليص أعداد المصابين بالعمى لأقل حد ممكن بإذن الله قبل بلوغ العشرين عاماً الأولى من القرن الحالي الذي يخشى أن تتضاعف فيه أعدادهم من خمسة واربعين مليون شخص مصاب بالعمى في العالم، إلى ما يزيد عن المائتي مليون شخص وفقاً للتوقعات المقدرة.
* هل كانت زيارتكم الأخيرة للعديد من الدول لتحقيق هذه الأهداف؟ وما هي الفعاليات التي قمتم بها خلال زيارتكم لكل دولة؟
نعم .. لقد قمنا بزيارة العديد من دول إقليم شرق المتوسط، منها دولة الباكستان للمشاركة في الاحتفال بتدشين تلك المبادرة في انحاء باكستان وذلك برعاية من فخامة رئيس الدولة «آنذاك»، السيد محمد رفيق تيرار، كما وفقنا الله لزيارة وافتتاح مركز الأمير عبدالعزيز بن أحمد لجراحات الماء الأبيض في مدينة بيشاور للمساهمة منا في الجهود المبذولة لمكافحة مرض الماء الأبيض كأول مسببات العمى بالباكستان وإقليم شرق البحر المتوسط عموماً، ثم زرنا معهد بيشاور لطب عيون المجتمع حيث قدمنا إسهاماً منا في تطوير أساليب مواجهة امراض العيون تبرعاً مالياً لاستحداث قسم خاص بتطوير أبحاث أمراض العيون وهو قسم متكامل للأبحاث يعمل فيه الخبراء والتقنية معاً لمساندة برامج مكافحة العمى بالمنطقة، كما نعتز بأننا غرسنا شجرة أطلق عليها اسم شجرة الأمل لتعبر عن تمنياتنا للباكستانيين بالنجاح في مكافحة العمى والأمل في تحقيق أهداف المبادرة الدولية البصر 2020 هناك بإذن الله.
أما في لبنان فكان أيضا تدشين مبادرة البصر 2020 تظاهرة إقليمية ودولية كبرى، احتفلت بها لبنان على أرفع مستوى حيث رعت السيدة أندرية لحود حرم رئيس الجمهورية اللبنانية الندوة الدولية لمكافحة العمى التي أظهرت للرأي العام أهمية موضوع مكافحة العمى وأهمية العمل الوطني والدولي المشترك لكي تؤدي مبادرة البصر الدولية بإذن الله ثمارها ووقعت سيدة لبنان الأولى فوق صفحات وثيقة دخول لبنان دائرة تلك المبادرة الدولية وكان من دواعي سرورنا خلال حضورنا ورئاستنا للمؤتمر الدولي السادس للمجلس العربي الأفريقي لطب العيون أن التقينا هناك بكل من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ثم دولة رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري فدولة رئيس الوزراء في لبنان السيد رفيق الحريري ثم بمعالي وزير الصحة العامة الاستاذ سليمان فرنجية الذين أبدوا كل التفهم للمهام التي نتحملها من أجل لبنان والمنظمة لإرتقاء طب العيون ومعالجة أمراض العيون ومكافحة العمى، ثم تجاوبهم رعاهم الله مع اقتراحنا إنشاء لجنة وطنية في لبنان تتولى التنسيق والمتابعة فيما يتعلق بمبادرة الرؤية 2020 بعد دخول لبنان ضمن الدول المنفذة لها وتشكلت بالفعل تلك اللجنة، فضلاً عن جهودهم في رعاية لبنان للمؤتمر العالمي لطب العيون، الذي استضافته بيروت «14 ابريل 2001م»، وحقق بفضل الله أسهماً عالية من النجاح بعد أن حضره أكثر من ألف وخمسمائة طبيب ومهتم بمجال طب وجراحة العيون واستمرت جلساته على مدى أربعة أيام مشتملاً على ثلاثين دورة تدريبية بفروع وتخصصات طب العيون الدقيقة لرفع مهارة طبيب العيون وصقل مواهبه فضلاً عن اثنتي عشرة ندوة تخصصية بدأت بندوة مكافحة العمى برعاية السيدة أندرية لحود حرم فخامة الرئيس أميل لحود وبمشاركة نحو خمسين من كبار اساتذة وخبراء طب العيون بالعالم الذين طرحوا وناقشوا أكثر من ثلاثمائة ورقة علمية وبحث علمي جديد عن وسائل وتقنيات طب العيون.
* سمو الأمير عبدالعزيز.. كان ذلك في الباكستان ولبنان.. فماذا عن زيارتكم لدولة البحرين؟
البحرين دولة عزيزة الى قلوبنا وشقيقة غالية لبلادنا، وقد عززت القيادة البحرينية من جهودنا في مشوار مبادرة الرؤية وباركت تدشينها وقد التقينا بصاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة البحرين الشقيقة وبصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بدولة البحرين حيث قمنا بعرض اقتراحنا بضرورة انشاء لجنة وطنية بالبحرين تعزز من جهود مكافحة العمى، وبالفعل جاءت الاستجابة فورية بصدور أوامرهم الكريمة بتكوين اللجنة الوطنية التي تم بالفعل تشكيلها وستبدأ قريبا بإذن الله مباشرة مهامها لتنفيذ برامج المبادرة في البحرين الشقيقة بعد أن تم تدشينها.
* برأي سموكم .. ما الذي سيقدمه انضمام البحرين ولبنان إلى المبادرة؟
انضمام كل دولة من دول الاقليم يحمل خيرا كثيرا بإذن الله لمواطنيها من حيث الاستفادة بأوجه التعاون مع الجهات المنظمة للمبادرة الدولية الرؤية 2020 من برامج علمية ووسائل التدريب والتأهيل بعد التعرف الدقيق على أمراض العيون المسببة للعمى وحالات المصابين بالعمى ثم خلق كوادر مؤهلة قادرة على تناول مكافحة العمى ومواجهة أمراض العيون حسب نوعيتها ودرجة ومكان انتشارها مع الاستفادة من برامج اعادة التأهيل والعلاج والجراحة لاستعادة الكثيرين من المصابين بالعمى أبصارهم ان كانت حالاتهم قابلة للعلاج والشفاء بإذن الله.
ولاشك ان تلك الجهود يمكن ان تثمر برد البصر للكثيرين وتحقيق مكافحة مسببات العمى بتوفير الرعاية الصحية الاولية للعيون لمعالجة أمراض العيون قبل حدوث مضاعفات بها مع خلق وعي صحي متفهم لأهمية هذه العملية المتكاملة، وهذا هو الاسلوب العلمي والعملي الوحيد الممكن لمواجهة حقيقة وجود (45) مليون مصاب بالعمى و(135) مليون مصاب بضعف شديد بالابصار بالعالم ومواجهة امكانية تضاعف تلك الاعداد خلال العشرين عاما القادمة بالعمل الوطني والدولي المشترك
* هل هناك دول عربية تنوي الاعلان عن انضمامها للمبادرة؟
نعم هناك دول عربية عديدة يجري الاتصال مع المسؤولين فيها عن مكافحة العمى، منها سوريا وقطر والمغرب والأمر يأخذ بعض الوقت لاتمام التنسيق قبل الاعلان عن الدخول للمبادرة بأي منها.
* ما هي جهودكم من أجل دخول جميع الدول الى هذه المبادرة؟
في اقليم شرق المتوسط توجد (22) دولة، منتهى أملنا ان تعلن فيها جميعا مبادرة الرؤية 2020 ونحن ماضون بكل ايمان وتفهم لأهمية هذه الجهود ولنا اتصالات مستمرة بدول عديدة ويمكننا ان نقول ان أملنا هو اعلان المبادرة في نحو عشر دول منها قبل انتهاء العام الميلادي الحالي 2001م بإذن الله ثم دخول جميع دول الاقليم الأخرى في نهاية عام 2002م.
* من خلال زيارة سموكم للعديد من الدول.. كيف وجدتم مكانة المملكة في تقديم الأعمال الانسانية؟
العالم ينظر بكل احترام وتقدير لما تؤديه المملكة العربية السعودية من ايادي الخير، وأينما مضينا في تلك الزيارات كانت مشاعر الود والاحترام تفيض من المسؤولين للمملكة ولقيادتها الرامية لكل ما هو نافع وكانت الدعوات تنطلق من حناجر وقلوب أبناء تلك الشعوب بأن يحفظ الله ويؤيد خادم الحرمين الشريفين وأبناء المملكة المخلصين في كل مكان.
ولاشك ان الزيارات التي قمنا بها جاءت متطابقة مع التوجيهات السديدة والدائمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني يحفظهم الله وهم جميعا على تفهم كامل لجدوى تلك المشروعات الانسانية وما تقدمه من الخير لشعوب المنطقة والعالم الاسلامي.
* سمو الأمير.. وجدتم خلال زيارتكم لدول العالم كل التقدير والاحترام، كما منحتم العديد من الأوسمة والدروع التقديرية.. كيف ترون هذا التقدير الشخصي لكم؟
ما تلقينا من أوسمة ودروع تقديرية خلال تلك الزيارات ومنها وسام الارز الوطني من رتبة كوماندور من فخامة الرئيس اللبناني، فكل منها نشعر بأنه ليس لنا وحدنا وإنما هو تقدير لبلادنا الغالية لتشجيعها لنا للعمل الانساني وكذلك لكل من يعملون معنا لانجاز تلك المهام، الذين لولا توفيق الله لنا أولا ثم جهودهم المخلصة والدؤوبة معنا لما تحقق لنا ما أنجزناه وما أحرزناه من نجاح في هذا المجال وفقنا الله واياهم جميعا لكل خير.
* قدم سموكم تقريراً عن انجازات المكتب الاقليمي للوكالة بشرق المتوسط وذلك خلال الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية للوكالة في العاصمة الارجنتينية بيونس آيرس..
سمو الأمير.. هل لكم ان تسلطوا الضوء على هذا التقرير وما اشتمل عليه؟
قدمنا في الاجتماع تقريراً موجزا عما أنجزه المكتب الاقليمي للوكالة بشرق المتوسط حيث حققنا بحمد الله وتوفيقه خلال النصف الأول من العام الميلادي الحالي نتائج طيبة باعلان مبادرة الرؤية 2020 بعدة دول بالاقليم بدأت بالباكستان ثم لبنان ثم البحرين، كما قام المكتب ببدء اصدار نشرة صحفية باللغة الانجليزية تحت مسمى (عين على المكتب الاقليمي للوكالة الدولية لمكافحة العمى بشرق المتوسط) وتهتم هذه النشرة بنشر الاخبار والمقالات المتخصصة في مجال مكافحة العمى بدول الاقليم، كما ستوزع على أطباء العيون والاطباء العاملين بالاقليم لرفع مستوى الاداء بهذا التخصص.
كما قام المكتب الاقليمي ببدء تشغيل البريد الالكتروني وعنوانه هو: iapb@batelco وكذلك الموقع الخاص به على شبكة الانترنت وعنوان الموقع: www.iapbemr.org الذي يحتوي على أخبار مكافحة العمى والدليل الخاص بالوكالات والهيئات العاملة في مكافحة العمى بالاقليم ويجري العمل على تزويد الموقع بقواعد العمل المنظمة لنشاط مكافحة العمى بالاقليم وما يتعلق بالأدوات والمعدات والمساعدات التي تتوفر لفاقدي ولضعاف الابصار وبرامج التدريب المتاحة وذلك سعيا لتحويل الموقع الى مرجع متكامل عن مكافحة العمى في شرق البحر المتوسط.
* تعملون على مكافحة مسببات العمى والحد من انتشارها.. هل ينظر سموكم بتفاؤل تجاه هذا العمل؟
لقد نجحت من قبل جهود التعاون الدول المشتركة في مواجهة مرض العمى النهري الذي شُفي منه الملايين من المصابين بالعمى، كما ان الدراسات تشير الي امكانية رد البصر الى نسبة كبيرة نحو 80% من المصابين بالعمى في العالم وذلك بالتشخيص السليم وتوفير سبل العلاج والجراحة المناسبة كل ذلك يملؤني بالأمل في جدوى هذه الجهود بمشيئة الله ونفعها لاخواننا في الانسانية.
وهناك مثال آخر يمكن ان يقدمه تعاون المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مكافحة العمى وهو جهود مؤسسة النور الخيرية التي نتشرف برئاستها والتي تهتم بنشاط قوافل علاج العيون الخيرية بدول العالم الاسلامي واستطاعت خلال أعوام قليلة اقامة قوافل النور في أكثر من تسعين ألف عملية جراحية بالعيون وفحصت نحو المليون حالة وهذا المثال يوضح ماذا يمكن ان يتم تحقيقه بمزيد من التكاتف والتعاون الدولي، وهو ما يجعلنا كذلك نتفاءل ونسعى الى المزيد من النجاح في هذا الهدف الانساني.
* برأيكم ماذا ينقص دول العالم من اجل النجاح في التصدي لمسببات العمى؟
تحقيق النجاح في مكافحة العمى ليس حلما بل هو هدف يتطلب جهودا كبيرة بلا كلل وتكاتفا داخل كل دولة وكل اقليم للافادة من المعرفة والخبرة المشتركة لمواجهة امراض العيون ثم لتوفير الفحص والعلاج لكل انسان وهذا هو المبدأ الذي جعل شعار المبادرة هو ترسيخ حق الانسان في ان ينال بصراً سليما بإذن الله (الحق في الابصار) ثم عدم ترك الهدف ليحققه الآخرون الجميع مشتركون في الهدف ومطالبون بالتعاون وتقديم ما يمكنهم تحقيقه كل حسب قدراته.
* تعتبر (امباكت لشرق المتوسط) حليفا رئيسيا لاعمال الوكالة الدولية لمكافحة العمى في اقليم شرق المتوسط.. ما هي ابرز الاعمال التي تمت في هذا المجال؟
إيمانا بأهمية المعلومات الدقيقة والمكتملة، فقد قامت امباكت لشرق المتوسط بانشاء بنك للمعلومات وتتابع تطويره وتحديثه باستمراره ليضم كل الجهات القائمة بخدمة مكافحة العمى في قاعدة للبيانات تلزم كل عامل بالميدان توفيرا للوقت وتصويبا لانطلاق الاهداف باتجاهها الصحيح كما تقدم كذلك البرامج المختلفة الحيوية من جمع البيانات الخاصة بحالات العمى وتحليلها، ثم تقديم المشورة لمواجعهة كل سبب من اسباب العمى، مع العناية ببرامج التدريب وخلق الكوادر المتخصصة ومثالا لذلك ما تضامنت به امباكت لشرق المتوسط مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اليمنية في برنامج دبلوم تخصص طب وجراحة العيون الذي نجح خلال ثلاث سنوات في تخريج خمسين طبيبا متخصصا في طب العيون وانضمامهم الى القادرين على مكافحة مرض الكتاركت وباقي مسببات العمى.
* كيف ترون بصفة خاصة الجهود التي تبذلها المملكة في الوقوف مع العالم بمكافحة العمى؟
ان ما تقدمه المملكة العربية السعودية، لمساندة مكافحة العمى، يتحدث دائما عن نفسه فلا تخلو اجتماعات لمكافحة العمى أو مؤتمرات دولية لتطوير طب وجراحة العيون من خبرات ابناء هذا الوطن من اطباء وطبيبات وخبراء يقدمون بسخاء الخبرة العملية لخدمة الانسانية يكفي النظر الى هيئات عديدة بالمنطقة على رأسها ابناء الوطن السعودي، من المجلس العربي الافريقي لطب العيون الى الوكالة الدولية لمكافحة العمى، الى منظمة الصحة العالمية، الى امباكت لشرق المتوسط لشؤون الاعاقة، ثم مؤسسة النور الخيرية.
* ماذا لديكم من خطط وبرامج مستقبلية؟
سوف تعقد بمشيئة الله اللجنة التنفيذية للوكالة الدولية لمكافحة العمى اجتماعها المقبل في مدينة (حيدر أباد) بالهند من خلال شهر اكتوبر القادم ما تشهد مدينة الرياض بنهاية سبتمبر الدورة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية والتي يشتمل جدول اعمالها على مناقشة ورقة عمل خاصة بأوضاع مكافحة العمى في دول الاقليم.
* وماذا لديكم ايضا يا سمو الأمير من اجتماعات مقبلة؟
سوف تعقد الجمعية السعودية لطب العيون اجتماعا لمجلس ادارتها أواخر شهر سبتمبر المقبل باذن الله، ثم تستعد الجمعية وأعضاؤها من اطباء وطبيبات العيون للمشاركة في مؤتمر الاكاديمية الامريكية لطب العيون في (نيو اوليانز) اوآخر شهر اكتوبر وأوائل شهر نوفمبر من العام الميلادي الحالي، وكلها مشروعات علمية وانسانية تتطلب العمل الكثير والتحضير والمتابعة الدقيقة.. آملين من الله التوفيق لنا وللمشاركين فيها لتحقيق اهدافها المرجوة منها لخدمة الوطن والانسانية.
* كلمة أخيرة يرى سموكم اضافتها على هذا الحوار؟
نحن نؤكد حجم الدور المنوط بالمواطن والمقيم في المملكة للمشاركة في دعم مكافحة العمى بادئا بالحفاظ على سلامة نظره اولاً ثم أبنائه وأسرته، واستعداده للمشاركة بدعم برامج مكافحة العمى في وطنه وغيره من الدول الاسلامية ثم تحية قلبية للقراء الاعزاء آملين لهم جميعا الصحة والسلامة والعافية وتحية لجريدة الجزيرة العزيزة وشكرا لجهودها في مؤازرة طب العيون ومكافحة العمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.