قمت بزيارة لمدينة أبها تلبية لدعوة تلقيتها من أحد الأقارب لحضور مناسبة زواج ابنه، وقد سررت كثيرا بالتطور السريع الذي تخطوه هذه المدينة في شتى المجالات وخصوصا فيما يتعلق بالخدمات السياحية الملفتة للنظر التي تشد كل من قدم إليها، فشبكة التلفريك التي غطت مدينة أبها ومنتزه السودة أصبحت من المعالم الرئيسية لهذه المدينة وذلك لجودة الخدمة المقدمة والدقة في اختيار المواقع التي تبرز المدينة ومناظرها الخلابة، كذلك الحدائق والمدن الترفيهية والألعاب والمنتزهات والمطاعم العائلية والفعاليات الأخرى التي تقام ضمن برامج التنشيط السياحي.. هذه النقلة في تطور هذه المدينة تسجل للحاكم الإداري صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الرجل المناسب في المكان المناسب الذي استطاع بحنكته أن يترجم تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله للنهوض بهذه المدينة وجعلها من أحسن المصايف العربية. وقد اعتمد في ذلك التخطيط السليم والاستعانة بالجهات الاستشارية المتخصصة في هذا الشأن وما زال يعمل في ترسيخ العمل السياحي من خلال كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للسياحة التي سوف توجد خلال السنوات القليلة القادمة صناعة سياحة متطورة من خلال الكوادر الأكاديمية التي سوف تخرجها هذه الكلية بالإضافة الى منهج البحث العلمي الذي سوف ينشط ويرى الأبحاث التي تهتم بالسياحة. من خلال هذا المنبر أوجه دعوة صادقة الى أبناء هذا الوطن الذين لم يتمكنوا من زيارة هذه المدينة بأن يزوروها ولا يلتفتوا الى دعوات بعض المواطنين الذين يقللون من شأن السياحة الداخلية بحجة ارتفاع الأسعار ونقص الخدمات التي لا يمكن أن تصدر من رجل عاقل يدرك خصوصية أبناء هذا الوطن لأن السياحة خارجه لا تلتفت لثوابت الأمة وعاداتها وتقاليدها انما تركز على الجانب المادي فقط فتجد برامج السياحة عندها فيها الكثير المخل بالآداب والمنافي للفطرة البشرية وهذا من العوامل الرئيسية التي تبطل شبه المقارنة بالسياحة الداخلية ونحن ندرك بعض القصور في الخدمات السياحية التي تقدم في بلادنا ولكن إنشاء الهيئة السعودية للسياحة سوف يعالج هذا الأمر بإذن الله ونحن نعلم أن الهيئة لم يمض على إنشائها إلا سنة تزيد أو تنقص وقد بدأ نشاطها من خلال الاستراتيجية التي يعكف على وضعها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز التي من خلالها سوف تصبح المملكة من الدول العالمية التي تعنى بالسياحة وأجدها فرصة لأطرح بعض الأفكار التي من الممكن أن تشجع على السياحة الداخلية. 1 زيادة شركات تأجير السيارات العاملة في المدن السياحية بالإضافة الى إعطاء مرونة بالحركة داخل المدينة بالنسبة لأصحاب الأجرة وخصوصا في مدينة أبها التي قليلا أن تجد سائق سيارة الأجرة يتجول داخل المدينة. 2 تخفيظ تذاكر الطيران من قبل الخطوط السعودية بنسبة لا تقل عن ثلاثين في المئة وخصوصا في فترة الصيف. 03 تكثيف الرحلات المقدمة من النقل الجماعي على غرار الرحلات التي تنظم لأداء العمرة وزيارة المدينةالمنورة التي يتخللها تكاليف الاقامة. 4 عمل طرق مزدوجة تربط مدن المملكة بالمدن السياحية. 5 التفكير في إنشاء خطوط حديدية تربط مدن المملكة بالمدن السياحية. 6 تفعيل دور الجهات المشرفة على التنشيط السياحي بعمل تسعيرة للشقق المفروشة وتصنيفها من قبل وزارة التجارة واستبعاد البيوت الشعبية والشقق التي لا تخضع للتصنيف السياحي. 7 عمل لوحات على الفلل والشقق التي تم تصنيفها من قبل لجنة التنشيط السياحي. 8 عمل قرية شعبية متكاملة تتضمن التراث الشعبي لأبناء المملكة )على غرار ما هو معمول به في مهرجانات الجنادرية(. 9 تكثيف الرحلات الطلابية والشبابية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة المعارف لإتاحة الفرصة لهم لزيارة المدن السياحية. والله الموفق .