عندما نتحدث عن الحماية والهاكرز فإننا ندخل في عالم آخر للكمبيوتر والإنترنت فالأساليب تختلف وإن كانت كلها تؤدي إلى طريق واحد وهو الاختراق وشئنا أم أبينا فإن الكثيرين يترصدون بالكثيرين أيضا من مستخدمي الشبكة العنكبوتية. يهولني ما أرى على الشبكة من اختراقات وفي نفس الوقت أحمد الله أننا بعيدون عن دائرة الأحداث فالدول والمواقع المستهدفة في عمليات الاختراق معروفة ومحددة منذ زمن طويل ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت شبكاتنا ومواقعنا من الأهداف وذلكم من قبل الهاكرز اليهود لعنهم الله ومع أنهم عدد قليل مقارنة بما يحدث مع دول وشبكات أخرى إلا أنهم قد تسببوا لنا بخسائر لا بأس بها والسبب هو ضعف الحماية في الكثير من مواقعنا العربية والإسلامية. وعلى الجانب الآخر تسبب المسلمون والعرب لهم بخسائر فادحة ولكن هذا حدث لأن عددنا يفوق عددهم بكثير وإمكاناتنا اتضح أنها أكبر بكثير مما كانوا يتوقعون بمعنى آخر تسبب أبناء القردة والخنازير بفتح باب عليهم ليس لهم به حول ولاقوة وبعدها أصبحوا يشتكون من أننا أصبحنا الإرهابيين وأصبحنا نهدد وجودهم على الإنترنت قبل أن نهدد وجودهم على أرض الحقيقة والواقع في فلسطينالمحتلة. أذكر تماما بداية تلك الأحداث وأذكر تسلسلها ومما في ذاكرتي عنها أنهم هم الذين تسببوا في نشوب ما يسمى الجهاد الإلكتروني أو الانتفاضة الإلكترونية وذلك عندما قاموا باختراق موقع حزب الله وموقع آخر للمقاومة الفلسطينية وموقع آخر للمقاومة اللبنانية وبعدها بدأ التبجيل والتهليل لهم في الصحف وأجهزة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية، وعندما بدأ العرب والمسلمون في حشد قواهم للرد على تلك الاعتداءات والانتهاكات قام أبناء القردة والخنازير بالضحك والاستهزاء والسخرية من تلك الحشود في أجهزتهم الإعلامية وعلى الإنترنت. وعندما انطلقت الهجمات عليهم من كل حدب وصوب قاموا بالاستجداء وليس الاستنجاد بقواهم الحليفة ممثلة في بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية وكان رد هذه الدول عنيفا ومخيبا في نفس الوقت إذ أتى الرد على شكل تحذير لكل الهاكرز الأمريكيين والبريطانيين بعدم المشاركة في هذه الحرب التخيلية بأي شكل من الأشكال لا مع اليهود ولا مع العرب، وشملت التحذيرات الشبكات الأمريكية من أنها قد تكون هدفا آخر لتلك الهجمات، وشددت الجهات الأمريكية الأمنية على جميع مديري الشبكات بوجوب أخذ الحيطة والحذر من وصول هذه الهجمات لمواقعهم. ما يميز تلك الحرب الإلكترونية هو قوة أهدافها واتحاد منفذيها بشكل ما فالمستخدمون العرب والمسلمون فرضوا مشاركتهم بهذه الحرب بأي شكل من الأشكال وطالبوا بوجوب توفير البرامج التي تكفل لهم تلك المشاركة لنصرة الإسلام والمسلمين على اليهودالغاشمين وبدأ العرب العارفون والمحترفون بتصميم البرامج وتوزيعها وسخر بعضهم الآخر مواقعه للهجمات فكل ما عليك هو الذهاب لذلك الموقع والضغط على رابط معين لتبدأ الهجوم على موقع يهودي حكومي واستقبلت الخوادم البريدية اليهودية مئات الآلاف من الرسائل البريدية على عناوين رئيس الدولة وأعوانه وبدأ التذمر من هذه الحرب يظهر على السطح الإسرائيلي وفي الشارع، ففي أحد جلسات الكنيست الإسرائيلي طالب أحد الأعضاء بمحاسبة المتسبب ببدء هذه الحرب على الإنترنت ووجوب وقفها بأي شكل من الأشكال. ولكن هيهات أن يحدث ذلك فلقد انتقلت الحرب لتصبح لعنة فهاهي شركة Netvision الإسرائيلية والتي تمثل أكبر موفر خدمة إنترنت في فلسطينالمحتلة تجثو على ركبتيها بعد هجوم أسقطها ومنع مشتركيها من الوصول أو الدخول لشبكة الإنترنت لعدد من الساعات وهاهي فيزا الإسرائيلية visa.org.il تتعرض لاختراق وبعده تقوم بتغيير أرقام حاملي بطاقاتها في إسرائيل واستمرت المواقع الإسرائيلية في السقوط الواحد تلو الآخر واتسع وكثر عدد المشاركين في الهجوم من الجانب العربي الإسلامي وأصبح جميع أفراد الشعوب العربية يرغبون بدخول الإنترنت لمجرد المشاركة في هذه الحرب المباركة كما أطلق عليها إمام مسجد في إحدى الدول العربية. تناقلت المواقع العربية أخبار الاختراقات الإسرائيلية للمواقع العربية بشكل سريع وتوقع الكثيرون أن اليهود هم المنتصرين في هذه الحرب ولكن هذا غير حقيقي فالإعلام العربي ينقل ما يتوارده الإعلام الغربي عبر وكالات الأنباء المختلفة ولم يكلفوا أنفسهم عناء الوصول لبعض المواقع المتخصصة للتعرف على سير الأحداث، وما آلم الكثيرين بشكل كبير هو نشر موضوع أو لنقُل تحقيق في إحد الصحف الوطنية عن هذه الحرب وإشادتها بالاختراقات بالإسرائيلية مع إغفال الجانب العربي من الحرب وتصويرها على أنها مجرد مناوشات من هواة لا يملكون المعرفة والخبرة مع أن الإعلام الغربي صور الخسائر الإسرائيلية على الإنترنت بملايين الدولارات تفوق الثلاثين. الاختراقات تعدت حاجز العشوائية لتصبح مركزة بشكل أكبر على عدد معين من المواقع لإحداث أكبر خسائر للدولة نفسها وتجارتها حتى وإن لم تظهر تلك الاختراقات على أعمدة الصحف أو المواقع أو حتى شاشات التلفزة وأصبح المستخدمون اليهود يخافون من الدخول في المحادثات المشهورة والأكثر شعبية على شبكة الإنترنت MIRC خشية تعرضهم لعمليات تخريبية وقام أصحاب تلك الغرف والقنوات بفرض نظام أمني شديد وهو طرد من يدخلون لهذه الغرف من مصادر عربية عن طريق تتبع عناوينهم الشبكية IP Address ومن ثم وضع تلك العناوين العربية والإسلامية في القائمةالسوداء Black list لكي يقوموا بتأمين مرتادي غرفهم ولكن هذا أيضا لم يوفرلهم الحماية الكافية. وجاءت الأخبار العالمية عن طريق عدد من المواقع الإخبارية المتخصصة في هذاالنوع من الأخبار أن اليهود قاموا باستئجار عدد من الهاكرز الروس لمساعدتهم في هذه الحرب ولكن لم يقومون باستئجارهم ما داموا هم الفائزون والمنتصرون؟ وبدأت أبعاد القضية تكبر ووضح عدد من الهاكرز الأجانب غير المسلمين رغبتهم بالمشاركة في هذه الحرب الإلكترونية بشرط أن يبقوا مختفين أو لنقل غير معروفين Anonymous وبدأت تلك الحرب في اتخاذ شكل آخر وذلك بعد خروج الكثير من المستخدمين العاديين منها لأسباب فنية لا يعلم بحقيقتها إلا العارفون ببواطن الأمور. وعند مشاركة المافيا الروسية المستأجرة في هذه الحرب المقدسة لكثير من العرب والمسلمين تخوف الكثيرون منهم وذلك لسمعتهم وصيتهم في هذا المجال وظهر أول فيروس موجه للعرب والمسلمين يقوم بتدمير أجهزتهم ولكن هذا الفيروس لم يؤت ثماره بسبب أنه نسخة غبية على اسم صاحبها من فيروس كان قد ظهر في وقت سابق ولأن برامج مكافحة الفيروسات تقوم باصطياده بسهولة بالرغم من أنه ينتقل عن طريق البريد الإلكتروني. وترقب الكثيرون ما يمكن أن يفعله أولئك الروس في المواقع والشبكات العربية من عمليات تخريبية إلى أن قام عدد من الهاكرز العرب والمسلمين بعملية تأديبية لهم في الإنترنت وكانت تلك العملية بمثابة المسمار الأخير في نعش مشاركة الهاكرز الروس في هذه الحرب المباركة وتنحى الروس عن المشاركة في هذه الحرب واكتفوا بالاستشارات الفنية لعدد من الهاكرز الإسرائيليين وهذا يفسر ظهورأسماء عدد منهم في الاختراقات الإسرائيلية مع تذمرهم الشديد من ظهور أسمائهم ورغبتهم في إخفائها.وجاءت المشكلة الشهيرة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين بسبب الطائرة التجسسية وسقوط الطيار الصيني وتحطم طائرته وموته وربما لا يعلم الكثيرون أن هذه المشكلة تسببت في هدوء الحرب الإلكترونية مع اليهود فلقد بدأ الهاكرزالصينيون في شن هجمات مركزة ومنظمة على المواقع والمصالح الأمريكية على الشبكةالنسيجية مما دفع الهاكرز الأمريكيين لرد هذه الهجمات واشتعلت الحرب من جديد بين جميع الأطراف وعندما أقول جميع الأطراف فأنا أقصدها حرفيا فالكثيرون لا يعلمون أن الهاكرز على شبكة الإنترنت يشكلون جماعات وصداقات وإن كانوا لا يعرفون بعضهم على أرض الواقع ولا يعرفون شخصيات بعضهم الحقيقة وغالبا ما يقوم الكثير من الجماعات والأفراد في الاتحاد مع بعضهم البعض في سبيل تحقيق هدف معين وهذا ما سبب نشوب تلك الحرب الأمريكية الصينية على الإنترنت بشكل كبير ومدمر، فالمواقع أصبحت تسقط الواحد تلو الآخر والشبكات تتعطل وتعرض موقع البيت الأبيض الأمريكي لهجوم إغراقي تسبب في تعطله لساعات واخترقت العديد من المواقع الحكومية والتجارية على الجانبين وقدرت الخسائر بمئات الملايين واستمرت هذه الحرب بالاشتعال إلى أن قام رئيس الولاياتالمتحدة بالاعتذار للحكومة الصينية عن الحادث ولكن الحرب الإلكترونية بين الجانبين لم تتوقف والسبب هو الرغبة في رد الصاع صاعين ولإثبات القوة والسطوة وفرض السيطرة على العالم السفلي للإنترنت.وظهر فيروس أو بشكل أصح دودة الرمز الأحمر Code Red والتي عند إصابتها لموقع معين فإنها تقوم بإسقاطها ونسب عملية الإسقاط والاختراق للجانب الصيني مع أن الكثيرين في العالم السفلي يتوقعون أن الدودة ليست إلا أداة يراد منها استمرار الحرب بين الجانبين والآن أتت فترة الصيف وهي المعروف أنها تعد فترة كساد وهدوء في الإنترنت بالنسبة للعالم السفلي فالغالبية من الهاكرز والأشخاص المحترفين يميلون في هذا الوقت لأخذ قسط من الراحة كما هو مع غالبية البشرحول العالم.وتعد هذه فرصة ذهبية في رأيي لمديري مواقعنا العربية والوطنية للتأكد من وضع مواقعهم الأمنية وتأمينها إذا لزم لتواجه الطوفان القادم خاصة وأن المعلومات المنتشرة في العالم السفلي تشير إلى أن الكثير من الاختراقات ستتم باستخدام عدد من الثغرات Exploits لأنظمة IIS على مايكروسوفت ويندوز وأنظمة يونكس Unix على FreeBSD والجميع يحاول كسر الرقم القياسي المتمثل في 679 موقعا خلال دقيقة واحدة والمسجل باسم جماعة عالم الجحيم World Of Hell.