ينقسم النمو الطبيعي عند الطفل إلى أشكال متعددة منذ أن يولد وخلال تدرجه في سنين عمره المختلفة، من هذه الأشكال النمو الحركي حيث تبدأ أول مظاهر الحركة والطفل جنين فعادة تحس الأم الحامل أول حركات الطفل ما بين الشهر الرابع والخامس وتتضح أكثر في الشهر السادس من الحمل يتدرج نمو الحركات عند الطفل مع نمو العضلات والعظام والجهاز العصبي. يستطيع الطفل رفع رقبته وإنزالها في الشهر الرابع عادة، يبدأ الطفل بالانقلاب الجانبي ونقل الأشياء من يد إلى أخرى ومسك الأشياء براحة اليد في الشهر السادس من عمره أما الجلوس فعادة ما بين الشهر الثامن والتاسع، يحبو الطفل زحفاً أو على ركبتيه في الشهر العاشر ويحبو على قدميه ويديه عند اكتمال السنة الأولى. يستطيع الطفل الوقوف ما بين الشهر العاشر والثاني عشر، يبدأ الطفل يمسك الأشياء بين الابهام والسبابة في السنة الأولى، يبدأ الطفل بالمشي في الشهر الثالث عشر وقد يتأخر إلى الشهر الثامن عشر. يستطيع الطفل إطعام نفسه في الشهر الخامس عشر ويستطيع الركض في السنة الثانية. يستطيع الطفل أن يلبس ملابسه ويخلعها لوحده وكذلك يصعد الدرج ويقود دراجة ذات ثلاث عجلات في السنة الثالثة، يستطيع القفز في السنة الخامسة. أول أشكال النمو اللغوي عند الطفل يبدأ في الأسبوع السادس وهو صوت المناغاة«Cooing»، في الشهر التاسع يستطيع أن ينطق بابا وماما ودادا، أما في السنة الثانية إلى الثالثة فيستطيع عادة أن ينطق بجملة مكونة من كلمتين إلى ثلاث كلمات. يبدأ نمو السلوك الاجتماعي والنفسي عند الطفل في وقت مبكر، فالطفل الطبيعي يستطيع أن يرى ويسمع ويشم مباشرة بعد الولادة. فعند نشوء عملية الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها «Bonding»، يبدأ الطفل بتمييز صوت أمه في الأسبوع الأول من عمره، فيلتفت لصوتها كذلك في الأسبوع الأول من عمره يستطيع تمييز رائحة حليب ثدي أمه، تبدأ أول ابتسامة ذات معنى ما بين الشهر الأول والشهر الثاني ويضحك في الشهر الرابع، يلوح الطفل بيده «بمعنى مع السلامة»، في الشهر العاشر، يتوقف الطفل عن وضع الأشياء بفمه )Mouthing(، في الشهر الثالث عشر، أما عادة التبول اللاإرادي عند الطفل فعادة تنتهي في السنة الثالثة. قدرة الطفل على الرسم تتدرج مع نمو الطفل، ففي الشهر الثامن عشر يستطيع الطفل مسك القلم وخط خطوط في اتجاهات مختلفة على الورقة، يستطيع رسم الدائرة في السنة الثالثة والمربع في السنة الرابعة والمثلث في السنة الخامسة. أما نمو الأسنان فهناك تباين كبير بين طفل وآخر فعادة ينمو أول سن لبني ما بين الشهر الخامس والتاسع وأول ما ينمو عادة القواطع اللبنية والسفلى الوسطية ومن ثم العليا الوسطية، ينمو ما بين «6» إلى «8» أسنان لبنية مع اكتمال السنة الأولى، تكتمل الأسنان اللبنية العشرون مع اكتمال السنة الثانية والنصف من عمر الطفل، أما الأضراس الدائمة للطفل فيبدأ نموها في السنة السادسة من عمره. تتأثر أشكال النمو المختلفة عند الطفل بعدة عوامل منها تعرض الطفل لمؤثرات مختلفة تعمل على زيادة قدراته الذهنية والعضلية. كذلك تعرض الطفل للأمراض المختلفة خصوصا المزمنة منها قد تعمل على تثبيط قدرات الطفل المختلفة وعدم اكتسابه قدرات أخرى. وبالطبع يتفاوت تأثر النمو بنوع المرض، ومن العوامل التي تؤثر سلبا على نمو الطفل عدم حصوله على التغذية السليمة خصوصا في السنتين الأوليين من عمره حيث ينمو نمواً سريعاً ذهنياً وعضلياً. ولا ننسى بأن هناك فروقا بين طفل وآخر خصوصاً في النمو الحركي فمن الأطفال من يمشي في الشهر العاشر ومنهم من يتأخر للسنتين دون مرض عضوي كذلك من الأطفال من تستمر عنده عادة التبول اللاإرادي إلى سن البلوغ ودون مرض. فالواجب على الأهل مراقبة نمو طفلهم فإن أحسوا بتأخر في نموه وجب ملاحظته والانتباه إلى تغذيته فإن انقضت فترة كافية من الملاحظة ولم يتحسن نمو الطفل أو انه ساءت حالته وجب مراجعة الطبيب المختص. تغذية الطفل: التغذية السليمة ضرورية للنمو الطبيعي ومن هنا تأتي أهمية الطبيب ليس فقط في متابعة نمو الطفل وإنما أيضا في إعطاء الإرشادات للآباء والأمهات في احتياج الطفل الغذائي في مراحل عمره. وأول ما يجب معرفته هو أن البدانة لا تعني الصحة بل العكس تماماً فالطفل البدين تضعف مقاومته للأمراض وتنقص حيويته ويقل نشاطه. أهمية حليب الأم: إن أفضل غذاء للرضيع وخاصة في أشهره الأولى هو حليب أمه إذ يحتوي على جميع ما يحتاج إليه من مواد بروتينية ودسمة وسكرية وفيتامينات وأملاح وهو فضلاً عن ذلك لا يحتاج إلى تحضير وحرارته مناسبة للرضيع كما انه معقم وخال من الجراثيم ويحتوي على أجسام مضادة تعطي الرضيع مناعة ضد كثير من الأمراض. ولا يخفى ما للرضاعة الطبيعية من تأثيرات نفسية إيجابية على الطفل وما لها أيضاً من تأثير واق من الإصابة بسرطان الثدي عند الأم. بعض النصائح للمرضع: * يحتاج الطفل ابتداء من الشهر الرابع أو الخامس إلى تغذية إضافية إلى جانب الرضاعة، ذلك أن مدخرات الحديد عنده تكون قد نفدت ولا يستطيع حليب الأم إمداده بما يحتاج إليه من هذه المادة. * إن حليب الأم يزيد احتياج الطفل لعدد الرضعات اليومية «8 - 12»، مرة في اليوم، أما الحليب الاصطناعي «6-8»، مرات باليوم وذلك لأن حليب الأم يصل إلى المعدة في وقت لا يتجاوز نصف الساعة وذلك لسهولة هضمه. * ينصح بعدم إعطاء الرضيع الماء أو الحليب الاصطناعي في أول أسبوعين. * وكذلك ينصح بتناول كمية كافية من السوائل للأم لضمان استمرار إدرار الحليب. * عدم تناول الأدوية إلا باستشارة الطبيب. * أما الإرضاع الاصطناعي فيجب أن يتم تحت اشراف الطبيب لوصف النوع الملائم من الحليب. * عند إعطاء التغذية الإضافية بجانب الرضاعة يجب إعطاء نوع واحد من الغذاء في يوم واحد، وإعطاء نوع آخر في اليوم التالي وذلك ليسهل معرفة بعض الأغذية التي قد تسبب أي ضرر أو حساسية للطفل. * إن فيتامين «ك»، و «د»، وكذلك الحديد ليست موجودة بكمية كافية في حليب الأم لذلك يجب إعطاء الطفل هذه الفيتامينات بعد الولادة وإمداده بالغذاء الجيد ابتداء من الشهر الرابع لمنع إصابة الطفل بفقر الدم نتيجة نقص الحديد. * سوء التغذية ينعكس سلباً على حياة الطفل مما يؤدي إلى تأخر في النمو، فقر الدم، كساح العظام، «نقص فيتامين د»، أو كذلك إلى السمنة عندما يتناول الطفل كميات زائدة من السعرات الحرارية. وتلك أمراض لها خطورتها ولكن الإصابات الناجمة عن نقص في السعرات الحرارية «الهزال الشديد»، Marasmus أو نقص في البروتينات «الكواشيوركور»، Kwashiorkor أدهى وأمر، لأنها تخلف آثارها التي لا تحصى. د. بدر بن عبدالعزيز الطليحي