خرج ما يصل الى 100 الف مناهض للرأسمالية يشعرون بغضب من مقتل محتج شاب برصاص الشرطة الى الشوارع امس السبت للتنديد بزعماء العالم المشاركين في قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وفي اشارة على فهمهم لأحداث أمس اصدر الزعماء الثمانية ورئيسا الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي التماسا ناشدوا فيه الجميع التزام الهدوء وقطعوا مأدبة اقامها الرئيس الايطالي كارلو ازيليو شيامبي وأصدروا بيانا أعربوا فيه عن حزنهم لمقتل الشاب الايطالي البالغ من العمر 23 عاما في اعمال العنف التي اندلعت امس عند افتتاح القمة وحثوا المحتجين على عدم الالتفات للمحرضين. وغطى مقتل كارلو جولياني وهو من جنوة الذي اصبح شهيدا الآن في اعين المحتجين على نتائج اليوم الاول للقمة بعد الاتفاق على شن حرب عالمية لمساعدة صندوق محاربة مرض نقص المناعة المكتسب «ايدز» والتقييم الذي جاء بشكل افضل من المتوقع للاقتصاد العالمي.ولكن حتى تعهدات الدول الغنية وروسيا بتقديم ما يزيد عن 2.1 مليار دولارلم تقنع النشطين المناهضين للايدز لان التعهدات لم تتحول الى واقع ملموس بحلول مهلة 2001 التي وضعتها الاممالمتحدة لتلقي عشرة مليارات دولار من المبلغ المتفق عليه. وقال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في بيان «لأول مرة نسعى للتوصل للرد على هذا المرض القاتل الذي بدأ يأخذ شكل الوباء». ولكن التحالف العالمي لمحاربة الايدز الذي يضم جماعات انسانية ودينية وجماعات للعدالة الاجتماعية اعرب عن استيائه البالغ. وقال ديفيد بريدن المتحدث باسم التحالف «التعهدات بتقديم اموال للصندوق التي عرضت في جنوة ما زالت منخفضة بشكل يثير الغضب». وتوصل زعماء الولاياتالمتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا الى اجماع بشأن الاقتصاد العالمي. وقالوا في بيان مشترك «في الوقت الذي ابطأ فيه الاقتصاد العالمي من سرعته بشكل اكبر من المتوقع خلال العام المنصرم تضع السياسات الاقتصاديةبنيانا ثابتا للنمو القوي». وفي الوقت الذي يجتمع فيه المحتجون فيماوصفه احدهم «بيوم الغضب» أمس السبت يبدأ زعماء الدول الثماني مناقشة المناطق المضطربة في العالم مثل الشرق الاوسط والعراق وكوريا الشمالية ومقدونيا. ومن المرجح ان يكون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي يعتقد زعماء العالم انه اوشك على الخروج عن السيطرة ابرز نقاط النقاش. الا ان الاجواء المناهضة للعولمة من جانب المحتجين الغاضبين والاحداث في جنوة قد تلقي بظلالها ثانية على مناقشات الزعماء. وذكرت الشرطة ان 184 اصيبوا وهم 60 من قوات الامن و114 متظاهرا وعشرة صحفيين. واضافت انه جرى اعتقال 56 فردا في الوقت الذي ابعدت فيه قوات الامن العديدمن المحتجين عن وسط المدينة حيث تعقد القمة التي اطلق عليها اسم «المنطقةالحمراء». وفي تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في ميدان يقع على بعد كيلومترين من مكان القمة في قصر النهضة هاجم نحو 30 متظاهرا حافلة صغيرة تابعة لقوات الامن بحجارة وقضبان معدنية وتصاعدت اعمال العنف بعد الظهر.وقال شهود من رويترز ان احد المتظاهرين اصيب بعيارين ناريين اطلقا «اعتقد انه يتحتم علينا اتخاذ إجراء لوضع حد لمثل هذه المسافة».على صعيد آخر فقد قالت مصادر قضائية امس السبت: ان مدعين ايطاليين فتحوا تحقيقا في حادث قتل مع شرطي شارك في قتل متظاهر مناهض للرأسمالية في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني. والقى مقتل المتظاهر كارلو جولياني «23 سنة» وهو من سكان جنوة بظلاله على افتتاح القمة التي تستمر ثلاثة ايام ودفع زعماء دول المجموعة الى توجيه نداءات بالتحلي بالهدوء مع اعتزام تنظيم احتجاجات جديدة.وقالت مصادر قضائية: ان مدعين بدأوا إجراءات يمكن ان تؤدي الى توجيه تهمةالقتل الخطأ الى رجل الامن الذي اطلق الرصاص الذي قتل به جولياني. ويخضع الشرطي الذي لم يكشف النقاب عن هويته للعلاج في احد مستشفيات جنوة. وقال مصدر «سيحقق معه للاشتباه في القتل الخطأ وهو امر معتاد في مثل هذه الحالات». واضاف ان التحقيق مع ذلك سيبحث ايضا ما اذا كان الشرطي تصرف من منطلق الحق المشروع في الدفاع عن النفس.