اكد الشيخ علي بن محمد الجميعة العضو المنتدب للشركة الوطنية للسياحة «سياحية» ضرورة تسيير خطوط للسكك الحديدية في المملكة من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها الى غربها وقال: ان هذا المشروع اما ان يقام بقرض آجل من الدولة المصنعة خاصة و ان المملكة تحظى بثقة كبيرة من جانب معظم الدول، أو احالة هذا المشروع كاستثمار الى القطاع الخاص بالتعاون مع الصناديق الحكومية، كما ان هناك جانباً آخر لايقل اهمية عما سبق وهو قيام وزارة المواصلات بتوزيع ميزانية تكلفة المشروع على 10 سنوات أو اكثر مما ييسر عملية الانشاء. وذكر انه بالرغم من مرور أكثر من 50 عاما على انشاء سكة حديد الرياضالظهران في تقديم خدماتها الا انها توقفت عند هذا الحد من ذلك الوقت ولم نستطع بعد الملك عبدالعزيز رحمه الله ان نزيد من هذا المشروع ولو 10 كيلو مترات، كما ان هناك امرا ملكيا صدر في عام 1351ه على وزير المالية وقتها عبدالله السلمان بتنفيذ سكة الحديد من جدة الى الاماكن المقدسة ولم تنفذ حتى الآن، ولقد كان من اهم اقتصاديات سكة حديد الرياضالظهران القضاء على الصعوبات التي تواجه نقل السلع والمنتجات بين المنطقتين والبلدان الواقعة بينهما. وقال الجميعة: إن مافعله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يجعلنا نقف ونرفع يد الضراعة لله ان يغفر له ويجعله من الصديقين والشهداء لان اهتمامه في تلك الفترة الضائقة قبل البترول كان يتجه نحو رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطن عن طريق اقامة سكة حديد. وتناول العضو المنتدب ل«سياحية» دولة الهند كمثال لابراز الاهمية الاقتصادية لقطاع السكة الحديد فذكر انها تنقل في الهند اكثر من 13 مليون شخص عدا البضائع والمنتجات، وتعتبر الهند دولة متوسطة التقنية في هذا المجال، فما بالنا بتأثير الخطوط الحديدية على الدول المتقدمة، وهذا المثال البسيط يجعلنا نؤكد ان السكك الحديدية اصبحت مطلبا حضاريا واجتماعيا واقتصاديا لكل دولة ترتبط اجزاؤها بعضها البعض خاصة كلما زادت المساحة كدولة مثل السعودية التي تمثل مساحتها ثلثي مساحة قارة اوربا التي تحتوي على اكثر من 24 دولة تتنافس جميعها اقتصاديا عن طريق السكك الحديدية. واشار الجميعة الى ان نحو 50 عاما مضت ووزارة المواصلات توسعت بعشرات الكيلو مترات من الطرق البرية وربطت مدن المملكة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب عبر العقبات والجبال والرمال المتحركة، وأنفقت عليها مئات الآلاف من ملايين الريالات بالاضافة الى استيرادها ملايين من سيارات النقل طوال الثلاثين عاما الماضية لو قدرت قيمتها حتى الآن لتجاوزت التريليونات من الريالات، ورغم كل هذا التوسع المفرط فلم تلتفت الوزارة لخطة الى قطاع السكك الحديدية لتسيير القطارات في مختلف جهات المملكة.