بعض من قرأ مقالي السابق فهمني خطأ.. عندما وصفت الفترة التدريبية لآرثر جورج مع النصر بالفشل .. فقناعتي بعدم نجاحه مع النصر لا تعبر عن رأيي الحقيقي بقدراته الذاتية.. ولكن كانت خاطرة ورأياً احببت طرحه .. بعد ان تعاقدت ادارة الهلال مع المدرب بدافع نجاحه مع النصر حسب نظرة الإدارة ... وبرأيي ان الموسم التدريبي لآرثر مع النصر غير مغرٍ.. اذا كنا نقيس الفشل والنجاح بالنتائج.. كما ان الوصول إلى ثلاث نهائيات ليس بالضرورة نتيجة كفاءة المدرب واجتهاد الفريق فقط.. بل ان عوامل اخرى تظاهرت مع بعضها ساهمت في وصوله للوصافة!!.. اما ما قيل عن تجديد الفريق .. فهو مما ليس منه بد.. فالعناصر المفلسة بالفريق والعناصر المتواضعة فنياً..أجبرت المدرب على تجربة الأسماء الجديدة. ولعل مما يؤكد هذا الظن هو وصف بعض اعضاء النصر لهذا المدرب ب «الفاشل» بعد توقيعه للهلال .. وبالتأكيد ان هذا الرأي يأتي بسبب «الغيظ»، من تعاقده مع الهلال.. ولكن يظل يعبر عن واقع.. الا انه لا يعبر عن فشل المدرب ذاته.. ولكن المحصلة ان اجتماع آرثر والنصر نتج عنه الفشل.. ولكن يظل تاريخه التدريبي المجدب مع النصر من البطولات.. يظل تاريخاً هو بريء منه .. بسبب تواضع معظم عناصر الفريق.. فكان «آي آرثر»، مثل الفارس الذي يقاتل بسيف من خشب .. أو مثل السلاح بلا ذخيرة.. في حين ان «قدر البطولات»، لا يغلي الاعلى ثلاثة «مدرب ذكي وإدارة محنكة ولاعبين مهره»، .. اذن بالترمومتر النصراوي فالمدرب فاشل.. لكنه يظل صفقة ناجحة للهلال قياساً بتاريخه التدريبي في أوروبا .. ومن جهة «وجه تعرفه..»، ولانه ملم بالهلال ولاعبيه والاندية المحلية الاخرى.. واعتقد ان النقطة الفاصلة في هذا الموضوع والتي صنعت من المدرب قضية .. وكانت سبباً في الطلاق بين آرثر والنصر.. وانتقاله للمنافس.. هي بالتأكيد «البطولات»، ... فخروج المدرب خالي الوفاض من البطولات مع النصر.. وخسارة الفريق لثلاث نهائيات جعلا إدارة النصر تزهد به من ناحية انه مدرب «غير محظوظ»، أو بالأحرى «شرارة».. الامر الذي جعلها تتلكأ في تجديد التعاقد معه.. وتجعله خياراً أخيراً. أيضا من ناحية المدرب فقد تشكلت لديه قناعة ان الفريق بعناصره الحالية غير قادر على تحقيق طموحاته بالبطولات.. حتى انه اشترط «فيما لو استمر بالفريق»، استبعاد خمسة من عناصر الفريق واستبدالهم بلاعبين من اندية آخرى!.. واعتقد انها «اختمرت» في ذهنه حتمية مغادرة النصر.. والبحث عن نادٍ يحقق من خلاله البطولات .. وجعل النصر الخيار الأخير.. أو على الأقل المطالبة بعقد باهظ للاستمرار .. حتى يعوض البطولات بالمكسب المادي.. أو يكون هذا الشرط اعتذاراً بطريقة غير مباشرة وبطريقة لبقة عن عدم الاستمرار.. اذن بحث آرثر عن البطولات جعله يرتمي سريعاً في أحضان الهلال. وبعكس ما يقال .. فباستثناء آرثر جورج فالمدربون الذين دربوا الهلال بعد النصر أتوا للهلال عن طريق اندية أخرى.. أي بلغة المطارات «ترانزيت»، .. ولكن يظل النصر يقدم خدمة جيدة بإحضار هؤلاء المدربين .. واتاحة الفرصة لهم لمشاهدة الهلال على الطبيعة ومن خلال المباريات .. ويلمون بالامكانات الضخمة للفريق الازرق والتي تساعد أي مدرب على النجاح.. ويشعرون كم هو مغرٍ وحلم تدريب هذا الفريق الكبير.. مما يجعلهم يوافقون بسهولة على العودة لتدريبه.. والصربي ميلان غازل الهلال في الموسم الماضي .. لكن الهلال رفضه.. أما من ناحية المدربين الذين يدربون الهلال.. فإنه لا يشتهر عنهم العودة للعمل مرة أخرى بالمملكة.. فمن الصعب على مدرب يدير فريقاً كالهلال ان يعود لفريق محلي آخر.. وربما اسم او اسمين فقط عادوا .. وهم لم يعودوا إلا بعد أن يئسوا من العودة لتدريب الهلال ذاته..لذا رحلت اسماء رنانة ومعروفة من الهلال ولم يتمكن فريق محلي آخر من إقناعها بالعودة مرة أخرى.. ولعلنا نتذكر فقط في الموسم السابق .. يوردنيسكو وبلاتشي.. وهما اسمان رنانان ومطمع لكل الفرق.. ورغم هذا لم يوافقا على العودة رغم إغراءات بعض الفرق المحلية. ولعلنا نصل إلى اكثر جوانب الموضوع حساسية...وهي الإدعاءات بأن الهلال خطف المدرب من النصر.. رغم ارتباطه بالنصر..!! واعتقد ان ابسط رد على تلك المزاعم هو ان المدرب لو كان مرتبطاً بعقد رسمي مع فريق آخر لما تمكن الهلال من التعاقد معه..وتحتج ادارة النصر انها منحت المدرب تأشيرة خروج وعودة .. وهذه تنظمها لوائح وانظمة الاتحاد الدولي الفيفا لكرة المحترفين.. مع العلم ان مصادر صحفية قالت ان المدرب منح تأشيرة خروج نهائي.. كما أن المدرب امضى اكثر من شهر ونصف منذ نهاية عقده ... ولم يجدد النصر في عقده طوال تك المدة.. وهذا يعني امرين لاثالث لهما.. اما ان النصر صرف النظر عنه... او انه جعله خياراً أخيراً..وهذا ما لا يرضى به مدرب عالمي مثل آرثر جورج.. ولكن يا ترى لماذا لم يعلن النصر عن عدم رغبته بالمدرب ... وجعله شبه معلق...؟.. يفسرها بعض المعلقين الرياضيين بأن النصر تعمد هذا انتظاراً لتعاقد الهلاليين رسميا مع مدرب لتدريب فريقهم .. خشية ان يتعاقد الهلال مع آرثر جورج ولكن الهلال لم ينتظر وتعاقد مع المدرب بعد أن وجده بدون عقد او التزام نحو النصر. والطريف ان النصر تنازعته ثلاثة تيارات في التعامل مع هذه القضية.. كل واحد اخذ وجهة وهدفا في التعليق على القضية... فتيار صرح ان المدرب فاشل وان النصر لم يجدد عقده ولا يرغب به.. وهدف هذا التيار هو إجهاض الانتصار الهلالي الإداري.. وتطييب خاطر مشجعي النصر.. وتيار آخر يصرح ويحتج بزعم ان الهلال خطف مدرب النصر.. وان المدرب ما زال مرتبطاً بالنصر.. وهدف هذا التيار تشويه سمعة الهلال بالمزايدة وخطف المدربين.. ومحاولة إجهاض وصول المدرب.. وتيار ثالث حاول ان يجمع النقيضين .. بأن المدرب فاشل .. ولكن يشتكي ويحتج على توقيعه للهلال..!! فقد صرح الامين العام السابق للنصر لاحدى الصحف: «ان الهلال لم يخطف المدرب كما اشيع.. بل نحن لا نرغب في تجديد عقده»،.. وبهذا كما يقول المثل .. قطعت «جهيزة»، قول كل خطيب .. والطريف ان الامين صرح لجريدة اخرى متوقعاً فشل آرثر حيث قال: «ان الهلال فريق مختلف فهو فريق مليء بالنجوم ولن يستطيع آرثر ان يتعامل معها». وإذا كانت القناعة ان المدرب فاشل .. وليس له اثر يذكر مع النصر.. وان النصر لا يريده .. فلماذا الاحتجاج اذن على عودته للهلال؟ .. ولماذا المحاولة اليائسة لعرقلة الصفقة.. وهل تحتاج عودة مدرب لناد سعودي إلى تلك الضوضاء؟ اذن يتضح ان القضية ليست تركة للنصر ولكن ذهابه للهلال...! فأما دعاوى المزايدة فهذه تنفيها التصريحات التي تعترف بأن النصر لا يرغب المدرب.. ثم ان الهلال إلى ما قبل ثلاثة اسابيع .. كان يطارد الايطالي مالديني.. وفي هذه الاثناء كان للنصر فسحة كبيرة يمكن من خلالها تجديد عقد المدرب.. دون انتظار مزايدات.. أما بالنسبة للتكلفة المالية فهي كما قال سمو رئيس الهلال وهو المعني بالامر لم تتجاوز تكلفة عقده مع النصر.. اما من يضع ارقاماً فلكية كتشويه اعلامي للتعاقد الهلالي.. فهي ثرثرة لا يؤبه لها لأنها غير مبنية على دليل قاطع. الطريف بالامر ان هناك تخطيطاً نصراوياً للتعاقد مع توليو الذي لم يجدد الهلال عقده.. كرد على تعاقد الهلال مع آرثر!..واذا كانوا مقتنعين بمبدأ التعاقد توليو وهو مماثل لحالة آرثر.. فلماذا انتقاد تعاقد الهلال مع آرثر. وربما المشكلة لديهم ايضا ان وجود المدرب في الهلال.. سيكشف سبب اخفاق النصر في بطولات الموسم الماضي .. فإذا حقق الهلال بطولة.. فسيكشف ان العيب في الفريق وليس في المدرب.. اذن تعاقد الهلال مع المدرب هو الذي صنع قضية لشيء.. بعد ان شعروا بقيمة المدرب وتحسروا على ذهابه للهلال؟؟... ضربات حرة: * كانوا كلما خسروا قضية هددوا بالرفع للفيفا.. والآن اصبحت انظمة الفيفا غير مقبولة لديهم! * رغم قناعتي ان الاحتراف هكذا.. لكن ارى وضع ضوابط .. حتى لا يأكل الحوت الكبير ماهو اصغر منه.. * كتب الاستاذ سعد المطرفي: «شركة سعودية رائدة ومتخصصة في مجال الدراسات التسويقية كشفت لها الارقام المذهلة التي تكونت خلال سنوات من العمل الدقيق لمعرفة من هو الفريق الاكثر جماهير ان الهلال وحده ينفرد بالقمة فعدد جماهيره يساوي نصف تعداد جماهير كرة القدم بالمملكة».. والنسبة ستزداد والشواهد كثيرة.. * تقدم في يوم واحد «400» مستجد للتسجيل بالهلال!!.. (كويس) ان التسجيل لعدد محدود والا راحت فيها الاندية الثانية.. * اعتقد ان الاتحاد الاسيوي عندما وصله خطاب «الاسترحام»!، من الهلال اعتبره اعترافاً بصحة العقوبات .. فثبتها وسلم لي على طلاب الرحمة.. * كلما كسب الهلال صفقة تحدثوا عن المبالغ الطائلة .. وكأن ناديهم يأتيه المدربون واللاعبون مجاناً. * المعلن استثمار «الافكار»، والحقيقة استثمار «الجيوب»، .. والفخ لن يطوف.. فالتاجر ماكر ولا يعطي الا ليأخذ.. * خميس العويران قد يخسر الهلال ولا يكسب غيره.. فيصير مثل «معيد القريتين»! * سدد سامي اشهر ضربة جزاء في تمرين.. قد تدخل في «موسوعة جينيس»!! * يقولون انه زمن الاتحاد وهذا صحيح.. لان الهلال حضوره دائم وثابت منذ ربع قرن.. * ستتوقف الزاوية وتستأنف في 25/5 بإذن الله