الضجة النصراوية التي تلت تعاقد الهلال مع المدرب البرتغالي العالمي آرثر جورج كانت متوقعة ومنتظرة فالجميع يعلم أن السياسة الإعلامية للنصر لن تدع الأمر يمر مرور الكرام.. خصوصاً والأمر يتعلق بالمنافس التقليدي وهو يسجل ضربة جديدة أحرجتهم أمام جماهيرهم.. فالمتابع الرياضي يعلم أن النصر لم يعلن اطلاقاً أنه سيجدد العقد مع آرثر رغم مطالبات الجماهير النصراوية باستمراره.. كما لم يصرح أي مسؤول نصراوي برغبة النصر «الصريحة» في تجديد عقد آرثر أو العمل على استمراره.. بل إن النصر منح السيد جورج تأشيرة خروج نهائي عند نهاية الموسم وعمل مخالصة مالية تسلمها قبل سفره.. وأمام الاحراج الذي تعرضت له الإدارة في أهمية تجديد عقده وسط عدم الرغبة والقناعة في استمراره جاء الصمت النصراوي تجاه عودة آرثر ولم يبدده سوى توقيعه للهلال.. عندها أصبح الفريق الذي تجاهله طوال الصيف وشرع في البحث عن بديل له مظلوماً ومتعدى عليه بخطف مدربه.. * * الشيء الذي يعرفه الجميع أننا في عصر الاحتراف وأن معظم المنتسبين للوسط الرياضي «لاعبين ومدربين» هم محترفون تتيح لهم الأنظمة واللوائح البحث عن مصلحتهم واللعب أو الانتقال لمن يريدون.. وفي دول العالم أجمع هناك لاعبون ومدربون تنقلوا بين المتنافسين وسط أجواء واعية ومدركة لمعنى الاحتراف ومنهم نجوم هم الأفضل على مستوى العالم «لويس فيجو مثلاً» والذي انتقل من برشلونة إلى منافسه التقليدي ريال مدريد وفقاً للأنظمة ودون اعتراضات.. أما المدربون فإنهم هم الأكثر والأشهر والأحق بالانتقال هنا وهناك ودون عوائق.. وعلى المستوى المحلي فإن الغشيان مثلاً انتقل من الهلال للنصر نفسه دون أن يحدث الهلاليون مثل هذه الضجة حتى وهم ينتظرون باقي حقوقهم من الانتقال المجاني.. كما سبق وأن انتقل مدربون ومترجمون وأخصائيو علاج طبيعي هلاليون وأمضوا في الهلال سنوات عديدة دون أن يعترض الهلاليون كحال النصراويين مع آرثر.. فأوسكار وبيدروا واسماعيل راغب وبرنامبوك يعملون الآن في أندية أخرى وقبلهم رونالدو «مدرب الحراس» وغيرهم الكثير من اللاعبين الأجانب. إذاً ما يفعله النصراويون هو محاولات يائسة للتشويش على النجاح الهلالي وتبرير الفشل في كسب توقيع آرثر لعام آخر.. وللمعلومية فإن الهلاليين استندوا إلى تاريخ آرثر التدريبي العريض قبل النصر.. ولم يكن لسجل آرثر مع النصر «الخالي من أي بطولات» أي دور للتعاقد معه وإلا لما شاهدناه مدرباً للهلال طالما أن البطولات هي مقياس النجاح.. ولعلني لا أبالغ إذا ما قلت إن تدريب آرثر جورج للنصر قد يكون هو الاستثناء الوحيد في تاريخه بالخروج دون انجازات..ختاماً أتساءل لماذا لم يحتج النصراويون على مغادرة أبناء النادي أنفسهم ومنهم يوسف خميس وعلي كميخ وغيرهم عندما دربوا في أندية أخرى غير الهلال.. ولذلك أتمنى أن يرتقي الوعي قليلاً وأن نتجه جميعاً نحو تغليب المصلحة العامة والبعد عن استغفال الجماهير الرياضية والاساءة للآخرين تبريراً للفشل والعجز وليقدم لنا النصراويون كالمعتاد مدرباً قديراً يقود الأصفر ويواصل نجاحات آرثر السابقة..! سلبيات الاتحاد رغم سلبية ما يحدث في الاتحاد عميد الأندية السعودية حول الوضع الإداري للنادي ومستقبله الإداري على صعيد أعضاء الشرف.. إلا أن ماحدث داخل العميد يؤكد خصوصية هذا النادي وقدرة منسوبيه على التميز وتقدمهم الأندية السعودية بمراحل.. فمن يستطيع محاسبة أو التدقيق على إدارة النادي من أعضاء الشرف غير الاتحاديين.. ومن قدم هذا النموذج القوى في السيطرة على النادي وتحديد مستقبله غير أعضاء شرف الاتحاد.. فأعضاء شرف العميد وفروا الدعم المادي المطلوب لإدارة ناديهم ثم حاسبوها في النهاية وبشكل دقيق تفتقده معظم الأندية السعودية.. بحيث وضعوا الإدارة تحت المسؤولية الفعلية في تصريف شؤون النادي وميزانيته وكيفية صرفها.. وهذا بلا شك أحد أهم الأدوار التي تفتقدها الأندية الأخرى والتي تكتفي بتقديم أرقام تقريبية للمصروفات والواردات دون تفعيل دقيق،، وهو ما يجعل التقدم لدعم الأندية من قبل جماهيرها وبعض أعضاء الشرف لا يكون في المستوى المطلوب.. ومن ثم تقع الأندية ضحية لقلة الموارد وعدم القدرة على إدارة شؤونها بالشكل الصحيح والمقنع المغلف بالثقة. إذاً ما يحدث في العميد رغم قسوته فإنه مؤشر جيد لتطور مفهوم العضوية الشرفية والدور المفترض أن يقوم به أعضاء الشرف في كل ناد خصوصاً عندما يتحملون مسؤولية تأمين ميزانيات ناديهم. لمسات رغم غياب بعض النجوم وصعوبة المرحلة القادمة للأخضر في مشواره نحو التأهل لكأس العالم القادمة إلا أن المؤشرات القادمة من معسكر المنتخب تؤكد ان الأمور مطمئنة بإذن الله. *** هبوط مرير في مفهوم وهدف الصحافة الرياضية قدمته بعض صحفنا خلال هذا الصيف وكان الله في عون القارئ الرياضي الذي بات يضحك على ما يطرح في بعض الصفحات يومياً. *** حرص البرتغالي آرثر جورج على استمرار الكولمبي الكاتو مع الهلال الموسم المقبل ووصفه بالمقابل الهداف يؤكد غياب الرأي الفني في الهلال الذي كاد يتسبب في خسارة أخرى لنجم أزرق. احراجات عديدة يتعرض لها مدير الكرة الهلالي الكابتن فهد المصيبيح ممن يحاولون الدفاع عنه وذلك بالتشكيك في أخلاقياته وسلوكه «المتفق عليها» واللعب على هذه الوتيرة التي هي بعيدة عن أي شك وبشكل أساء للكابتن فهد ولم يفد الهلال!