سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفخر بما حققه المليك في مجال تعليم الفتاة السعودية وكافة مجالات الحياة الأخرى حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة الجوهرة آل إبراهيم ل الجزيرة :
ما تحقق من إنجازات يعد إعجازاً لا مثيل له في العالم
المكتبات النسائية منبر يشع بالفكر والمعرفة للجميع
بعد موسم تعليمي وثقافي حافل بدأ بتشريف حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم لحفلات تخرج بناتنا طالبات الجامعات السعودية المختلفة، مروراً بتكريم المتفوقات والنابغات منهن وتكريم أوائل الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي وأوائل مدارس تحفيظ القرآن الكريم بإدارة تعليم البنات بمكة المكرمة، وانتهاء بافتتاح سموها لأول مكتبة نسائية عامة بمكة المكرمة. كان ذلك هو الدعم المعنوي لنشاط صاحبة السمو الأميرة الجوهرة آل ابراهيم الذي يعد سابقة فريدة في مجال تعليم الفتاة السعودية، أما عن الدعم المادي فالجميع يعلم مدى المساهمات المادية لسموها والدعم اللامحدود لكافة أقسام البنات بجامعاتنا المختلفة على مدى الأعوام السابقة وتبرع سموها السخي منذ فترة قريبة بمبلغ ثلاثة ملايين ريال أثناء افتتاحها لأول مكتبة نسائية عامة بمكة المكرمة. وذلك أيضاً قليل من كثير وقد كنت أود أن أذكر في هذا المقام نشاطات سمو الأميرة الجوهرة ودعمها المادي بالتفصيل ولكنني اكتفيت بما ذكرته إجمالاً لا تفصيلاً حيث تلك هي رغبة سموها. كان حرصي شديداً على إجراء هذا الحوار مع حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله صاحبة السمو الأميرة الجوهرة آل إبراهيم لاعتبارات عدة أهمها: أنه من حق سمو الأميرة علينا كإعلاميات أن نبرز هذا الدور العظيم لمساندتها ومساهمتها في تعليم وتثقيف الفتاة السعودية. أن هذا الدور لسموها يعطي المثل والقدوة للجميع للاسهام في تطور وطننا ونهضته. لقد شرفت باللقاء مع حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم وكنت أود أن يطول الحديث مع سموها ويتطرق إلى موضوعات عدة لولا مشاغل ومسؤوليات سموها الكثيرة وكان اللقاء حيث بدأت سموها الحديث للجزيرة قائلة: نحمد الله عز وجل أولاً لما وهبنا من نعم لا تعد ولا تحصى وأول هذه النعم أن خلقنا مسلمين ونحمده سبحانه وتعالى وهو القائل في محكم كتابه: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» كما قال جل في علاه «لئن شكرتم لأزيدنكم» صدق الله العظيم. تقدم وتطور مسيرة تعليم البنات * سمو الأميرة الجوهرة.. كيف تنظرين اليوم إلى مسيرة تعليم البنات بالمملكة؟ أجابت سموها أن سعادتها غامرة كلما رأت هذا التقدم والتطور السريع لمسيرة تعليم الفتاة السعودية في جميع المراحل بدءا من المرحلة الابتدائية ومرورا بالمرحلة المتوسطة والثانوية وانتهاء بالمرحلة الجامعية والدراسات العليا.. إنها مسيرة مظفرة يرجع الفضل فيها إلى الله سبحانه وتعالى ثم لراعي التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله والقيادة الحكيمة حيث أولوا جل الاهتمام بالعلم والتعليم وسخروا كافة الإمكانات والجهود من أجل التطور العلمي حتى نساير ركب التقدم والتطور في العالم بشرط التمسك بتعاليم الشريعة الإسلامية لتكون منهجنا الأساسي وعصمة أمرنا في كل أمور الحياة. إن السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة ونظرتها الثاقبة للأمور جعلت تعليم الفتاة السعودية والعناية بها من أول اهتماماتها ونحن نرى اليوم آلاف المدارس والمعاهد العلمية المنتشرة في كل أرجاء المملكة ونرى جامعاتنا أيضاً تضارع الجامعات العالمية ونحن فخورون بالكوادر الوطنية من استاذات وإداريات في جميع التخصصات والمناصب العلمية. ملامح النهضة.. ودور المرأة * وعن دور المرأة السعودية ومشاركتها في نهضة المجتمع قالت سموها: إن النهضة التي شهدتها وتشهدها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات تستحق الإشادة من الجميع ومن كل منصف حيث إن ما تشهده المملكة يعد إعجازاً بكافة المقاييس. أما عن دور المرأة السعودية فهي الأم والأخت والابنة قبل كل شيء ودورها الأساسي كما خلقها الله له هو في تنشئة الأجيال الصالحة فالأسرة هي نواة المجتمع بصلاحها يصلح المجتمع، وهي إضافة إلى ذلك تشارك بإيجابية وفعالية في نهضتنا بعد أن اهتمت الدولة بتعليمها وتثقيفها ورفع مستواها مع الحفاظ على جوهرها وشخصيتها العربية والإسلامية في ظل التمسك بالدين القويم والقيم والاخلاق الرفيعة وليس أدل على مشاركة المرأة في النهضة التي نعيشها من أننا نراها اليوم طبيبة ومعلمة وأستاذة في الجامعة وممرضة وتعمل في البنوك النسائية وفي كافة مجالات العمل الأخرى التي تتناسب مع طبيعتها وتتلاءم مع تقاليدنا وعاداتنا. إن طبيعة الأمور تحتم علينا ألا نهمل دور المرأة في المجتمع وأناشد كل امرأة وفتاة سعودية أن تطلع بدورها على الوجه المطلوب أيا كان موقع عملها سواء كانت ربة بيت أو كانت في مجال عمل نسائي، والدولة لم تبخل بشيء ففتحت المجال أمام الجميع وهيأت السبل للعلم والعمل فلابد أن تثبت المرأة جدارتها وتكون عند حسن ظن الجميع بها. رائد العلم والتعليم وقائد المسيرة * وعن أهمية العلم والتعليم للفتاة السعودية قالت سمو الأميرة الجوهرة: إن أحدا لا يستطيع أن ينكر ما حظيت به الفتاة السعودية وفي فترة قصيرة من الزمن ما لم تنله قريناتها في كثير من بلدان العالم وذلك بفضل من الله ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله رائد التعليم الأول في المملكة، فقد أخذ على عاتقه يحفظه الله منذ أن تولى أول وزارة للمعارف بالمملكة المضي قدما إلى الأمام وبذل كل ما من شأنه رفع اسم المملكة عاليا وقبل ذلك كله رفع راية التوحيد خفاقة عالية بين الأمم، لإيمانه العميق الذي لايتزعزع أن العلم هو السبيل والطريق الوحيد إلى التقدم والنهضة والرقي وأن بناء الإنسان متسلحا بالإيمان والعلم هو أعظم الإنجازات على الاطلاق، وما نشاهده اليوم من تقلد المرأة السعودية لأعلى المناصب في الأممالمتحدة وغيرها من الهيئات العالمية لم يأت من فراغ إنما هو أكبر دليل على حرص القيادة الرشيدة ان تتبوأ المرأة السعودية المسلمة مكانة مرموقة بين نساء العالم أجمع. رئاسة تعليم البنات وتمضي سمو الأميرة الجوهرة في حديثها قائلة: لقد أسندت الحكومة الرشيدة مهام تعليم البنات إلى هيئة تعليمية على أعلى مستوى وهي الرئاسة العامة لتعليم البنات لكي تؤمن للفتاة السعودية أرقى مستوى من العلم والمعرفة على أسس العقيدة الإسلامية فكان تدريس المواد الدينية قبل المواد العلمية من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية لكي تنير لها الطريق وتمدها بكل ما هو نافع ومفيد حتى تصبح مواطنة مستنيرة واعية قادرة على العطاء ورعاية أجيال المستقبل بإذن الله تعالى، وأضافت سموها أنها تشعر بالفخر والاعتزاز كلما رأت دفعات جديدة من الخريجات التي كانت أحلاما صغيرة ما لبثت ان أصبحت آمالا كبيرة تصب في مجرى طموحاتنا وآمالنا. بلادنا منبر إشعاع حضاري * وعن افتتاح سموها مؤخراً لأول مكتبة نسائية عامة بالمملكة قالت: إن سعادتها غامرة بافتتاح أول مكتبة نسائية عامة بالمملكة وان ترى بلادنا الغالية منبرا للإشعاع الحضاري كما كانت دائماً وتصديقا لقول الحق سبحانه وتعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس» صدق الله العظيم. وقالت سمو الأميرة الجوهرة إن الله سبحانه وتعالى ميزنا عن باقي مخلوقاته بالعقل وان أول آية نزلت في القرآن الكريم تحثنا على القراءة وهي «اقرأ باسم ربك الذي خلق.. الآية» فيجب أن نقرأ ونتعلم ونثقف أنفسنا من خلال المكتبات فالمكتبة هي ثمرة من ثمرات النضج الثقافي لأي مجتمع وهي حلقة الاتصال التي تربط القراء والقارئات بمجتمعهم وترسخ الوعي الثقافي لديهم فيما يعود بالنفع على الجميع وعن طريق القراءة تنمو الثقافات وتصقل العقول وتتهذب النفوس ونحن عازمون بحول الله على نشر مثل هذه المكتبة في كافة أنحاء المملكة لكي تعم الفائدة على الجميع. التنوع والتوسع في التعليم الجامعي * وعن التنوع والتوسع في التعليم الجامعي قالت سمو الأميرة الجوهرة: إن التطور في التعليم الجامعي لا يقف عند حد والحمد لله أصبح لدينا الآن ثماني جامعات ولكن التنوع مطلوب أيضاً وضروري وهو الاتجاه الذي نسير فيه الآن فأصبح لدينا أيضاً المعاهد العلمية والتقنية ومراكز التدريب وان دل هذا على شيء فإنما يدل على حرص قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على بناء دولة على أسس متينة من العلم والإيمان ولنا أن نفخر اليوم بما حققته القيادة المخلصة من تنوع وتطور وتوسع في مجال التعليم الجامعي ومن انجازات أخرى في جميع مجالات الحياة. جائزة الجوهرة للتفوق والإبداع العلمي * وعن جائزة الجوهرة للتفوق والإبداع العلمي قالت سمو الأميرة الجوهرة: إن العالم اليوم يتطور بشكل سريع والإنجازات العلمية تتزايد باستمرار حتى أصبح من الصعب ملاحقتها، ولذلك أصبح الحصول على الشهادة أو المؤهل الدراسي ليس هو الهدف من التعليم كما كان في الماضي بل ان الهدف اليوم أصبح التفوق والإبداع والابتكار ولذلك أيضا كانت فكرة الإعلان عن جائزة الجوهرة السنوية للتفوق والإبداع العلمي ومعروف ان هذه الجائزة مخصصة للمبدعات والمتفوقات في مجالات العلم المختلفة وأيضاً في مهنة التمريض ونحمد الله ان لدينا من المبدعات والمتفوقات ما يجعنا نفخر بهن دائماً وأتمنى للجميع التوفيق والحصول عليها. التواؤم مع متطلبات العصر * وعن نظم التعليم ومتطلبات العصر الذي نعيشه قالت سمو الأميرة الجوهرة: ان تعليم البنات في المملكة حظي باهتمام كبير من قبل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله، ولنا أن نقارن على سبيل المثال بين ما نحن فيه اليوم وما كنا عليه منذ عشرين عاماً، وأنه كان لمتابعة التطور المستمر في نظم التعليم ان أصبح يتواءم اليوم مع متطلبات العصر الذي نعيشه فما كان مطلوبا بالأمس ليس بالضرورة ان يكون مطلوبا اليوم، مع ملاحظة ان هذا التطور يجب ان يتناسب مع شريعتنا الإسلامية الغراء لكي ينعكس بالإيجاب والفائدة على الكوادر البشرية المؤهلة لخدمة الدين والمليك والوطن. * العولمة وماذا تعني * سمو الأميرة الجوهرة: كنت أود ان يطول بنا اللقاء وسؤالي الأخير كيف نواجه العولمة التي نعيشها اليوم؟ في هذا المجال قالت سمو الأميرة الجوهرة: منذ أواخر القرن الماضي اطل علينا العالم بتقدم علمي وتكنولوجي لم يسبق له مثيل حتى وصلنا إلى عصر الكمبيوتر وما إلى ذلك من اختراعات حديثة، وما أريد وأود التأكيد عليه ان المملكة العربية السعودية تساير هذا التقدم العلمي الرهيب في مجالاته المختلفة مع الحرص الشديد على عدم التعارض مع ديننا وقيمنا وتقاليدنا، فمنهاجنا هو كتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وينبغي أن نأخذ ما ينفعنا ونترك ما دون ذلك، ونحن بفضل الله ثم بفضل القيادة المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله نعمل على بناء أجيال صالحة متمسكة ومعتزة بدينها الإسلامي العظيم، والعولمة لا تخيفنا في شيء ما دمنا متمسكين بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وقبل ذلك كله متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. وفي ختام حديث حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للجزيرة قالت سموها: لابد من مواصلة المسيرة التعليمية للمساهمة في بناء أجيال قوية سلاحها الإيمان والعلم وحتى نظل قادرين على استكمال المسيرة التي بدأها قائد وراعي ومؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتظل راية التوحيد خفاقة عالية أبداً بفضل الله ثم بفضل القائد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا. وبعد، لايسعني في نهاية هذا اللقاء إلا أن أتقدم بعظيم الشكر والتقدير لصاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت ابراهيم البراهيم حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله، على تفضلها باستقطاع هذا الجزء من وقتها الثمين وتخصيصه لقراء صحيفة الجزيرة بل لكل القراء الأعزاء في مملكتنا الحبيبة وفي العالم العربي، وعفوا سيدتي الأميرة ان كنت قد اثقلت عليك بأسئلتي، ومع ذلك فان الأمل يحدوني في لقاء قادم جديد وانجازات أخرى جديدة بحول الله وقوته.