يستعد قطاعا المصارف والاسمنت المحليان لاعلان نتائجهما المالية عن النصف الاول من العام الجاري 2001م التي يتوقع ان تتلاءم مع توقعات السوق المحلية والتي تعتبر ان قطاعي المصارف والاسمنت في الوقت الجاري من اهم القطاعات الداعمة لسوق المال المحلية. والتوقعات بأن يقدم القطاعان اداء ماليا جيدا مبنية على عدة عوامل البعض منها مشترك والبعض مرتبط بخصوصية الصناعة فقطاع المصارف لاشك يعيش مرحلة جديدة من حيث تنامي فرص الاستثمار المتاحة حاليا ومستقبليا ومن حيث تطور تقديم وعرض الخدمات الائتمانية والاستثمارية والمصرفية ولاشك ان قطاعي المصارف والاسمنت ينتعشان بحوافز مشتركة ومتباينة فتحسن اسعار النفط الذي غطى الفترة من منتصف العام 1999م وحتى الفترة الجارية ساهم بشكل مباشر في العمل على توازن القنوات الاستثمارية من حيث معدلات المخاطرة بنسبة للمصارف وساهم في رفع مستوى الانفاق العام ومستوى الطلب على الاسمنت الذي شهد تراجعا في نمو الطلب عليه منذ العام 1997م وحتى العام 2000م كما ان تحسن الاقتصاد بشكل كبير والسياسات الاقتصادية الاصلاحية التي تبنتها الدولة والتي من اهمها انشاء المجلس الاقتصادي الاعلى والسياسات الاخرى المرتبطة بتطوير صناعة النفط والغاز وتلك المرتبطة بتطوير الاستثمارات والسياحة واقرار نظام المستثمر الاجنبي واختيار اشخاص اكفاء لتولي مناصب قيادية في تلك المنشآت، هذه السياسات ساهمت في توسيع المدى المنظور لشكل الاقتصاد مما يساعد على ان تضع قطاعات الاقتصاد الحيوية خططها وفق رؤية اكبر. اما ما يخص قطاع المصارف الذي سجل تحسنا في الربع الاول بما يوازي 11% في صافي ارباحه فان مجموعة من العوامل ساعدت في تحسن ادائه ولعل اهمها التطور التقني الكبير في العمليات المصرفية وتوسيع المصارف المحلية وتقديم خدماتها التمويلية والاستثمارية والمصرفية كما ان اهتمام المصارف بشريحة الافراد وتصميم نماذج تمويلية واستثمارية تلبي رغباتهم اوتساهم بشكل كبير في تحسن اداء المصارف وبدأت شريحة الافراد تمثل جزءا ليس بالهين و هيكل مطلوبات المصارف لذلك فمن المتوقع ان تُظهر المصارف المحلية من خلال قوائمها المالية اداء جيدا يغطي اهم معايير الاداء المتعارف عليها. واما ما يخص قطاع الاسمنت الذي يزداد نمو الطلب عليه بشكل كبير ارتبط بنفس الظروف اضافة الى تحسن كبير في قطاع البناء والتشييد وهو ما جعل السوق تستوعب حجم الانتاج الضخم من شركات الاسمنت وبشكل عام فانه ينتظر ان تقدم شركات الاسمنت اداء جيدا خلال النصف الاول ويتمتع قطاعا المصارف والاسمنت بجاذبية كبيرة في سوق الاسهم المحلية ولعل اهم مؤشرات ذلك انه وحتى نهاية النصف الاول من العام الجاري بلغت حصة القطاعين في كمية الاسهم المتداولة 27% بالنسبة لاجمالي السوق وبلغت حصتهما في قيمة التداول 47% كما انها من اهم موزعي الارباح ضمن قطاعات السوق.