عرف الإنسان عبر تاريخه الطويل الكثير من الأمراض والأوبئة واستطاع أن يهزمها أو أن يتعايش معها لكن مشكلة الأيدز استحوذت على تفكير الإنسان المعاصر واهتماماته وصنفها من الكوارث التي تصيب العالم وكلمة ايدز AIDS( هي عبارة عن الحروف الأولى من الكلمات: )Axquid Immune Deficiency Syndromeومعناها متلازمة عوز المناعة المكتسبة. طرق انتقال المرض: ينتقل مرض الايدز بعدة طرق من أهمها بشكل رئيسي الاتصال الجنسي المحرم والشذوذ الجنسي إضافة إلى انتقاله بواسطة الحقن التي يستعملها مدمني المخدرات ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر حقن المخدرات المصنفة الأولى لانتقال المرض وكذلك ينتقل بواسطة نقل الدم الملوث بفيروس الأيدز إلا أن السبب الرئيسي الأول لظهور هذا المرض الاتصال الجنسي المحرم والشذوذ الجنسي. حقائق مؤلمة: أفادت دراسة اقتصادية أن الأيدز يكلف الاقتصاد العالمي بين 356. 514 مليار دولار منذ اكتشاف المرض وحتى عام 2000م وأن الولاياتالمتحدة تتكلف سنوياً بين 81. 107 مليار دولار أي بنسبة 1% من ناتجها الوطني. أشارت أحدث الأرقام التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية أن عدد حاملي المرض يقدر مابين 10 - 12 مليون قد حدثت على نطاق العالم واحتمال إصابة ملايين غيرهم في المستقبل وأحدث الأرقام التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية خمسة آلاف إنسان يومياً يصابون بهذا المرض ويحصد من الضحايا ملايين البشر على مستوى العالم كل عام. الإسلام سبيل النجاة: مع كل مايقال وما ذكر عن الوقاية من الإصابة بالمرض فإنها تظل قاصرة عن تحقيق )الأمن الصحي(. الدين الإسلامي وحده القادر على الدفاع عن صحة الإنسان وتحصينه من التسربات الوبائية الناتجة عن علاقات مشبوهة تبعث اللذة لحظة وتجعل المأساة قرينة العمر كله والمخدرات واحدة من أهم وأخطر مسببات الكوارث الصحية والاجتماعية والاقتصادية وأحد المنافذ المؤدية إلى )عالم الايدز( بكل مايحفل به من مآس ونكبات. وتعتبر المجتمعات الملتزمة بالتعاليم الإسلامية هي الأكثر نقاء وأماناً واستقراراً وما يحدث من حالات شاذة تعتبر استثناء وخروجاً وغالبية إصابات الايدز في المجتمعات الاسلامية المحافظة بسبب عمليات نقل الدم الملوث والسفر للعلاج في البلدان المشبوهة غير المحافظة. وقد حرصت حكومتنا الرشيدة على توفير الرعاية الصحية للمواطنين فأولت القطاع الصحي اهتماماً خاصاً وذلك بانشاء المستشفيات الحديثة والمتخصصة في كل مدن وقرى المملكة إلا أن الرعاية الصحية على أهميتها القصوى ليست بتوفير الأجهزة الحديثة والأطباء الأكفاء وانتشار المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية فحسب وإنما تكون أيضاً بانتشار الوعي الصحي ذلك أن الرعاية الصحية عملة ذات وجهين أولهما توفير الخدمات الصحية والعلاجية والثاني نشر الوعي الصحي بين المواطنين بمعنى أن الرعاية الصحية مسؤولية مشتركة بين الحكومة وأفراد المجتمع ونحن في مواجهة هذا الكابوس المخيف )الايدز( في أمس الحاجة إلى تحكيم العقل أولاً وقبل كل شيء وكبح جماح رغباتنا وعواطفنا في المسالك الخاطئة لصيانة أنفسنا وحماية مجتمعنا وأن محافظتنا على عقيدتنا وتجنبنا كل مانهانا عنه ديننا هو السبيل الوحيد ونسأل الله بفضله ومنِّه أن يقينا شرور أنفسنا وأخطار الدنيا وعقوبات المعاصي وأن يرحم عباده ويردهم إلى دينه رداً جميلا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.