الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وجعل لكل حي أجلا أحمده ان جعل الحياة مزرعة للآخرة وعملا.. أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له استوى على عرشه وعلا وأشهد ان محمداً عبده ورسوله خير من حذر عن الشر ودعا الى الهدى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. أما بعد: فاذا كان مصير العبد ومآله بعد الموت محجوبا عن الخلق قد استأثر الله بعلمه وانه من الرجم بالغيب ان يخاض في ذلك الا فيما جاء النص به لكن لما كانت خاتمة المرء من القرائن التي يستأنس بها على مآل العبد جاء التأكيد عليها والتحذير من الغفلة عنها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انما الأعمال بالخواتيم» أخرجه البخاري. ولقد خاف السلف الصالح رحمهم الله من سوء الخاتمة وقد بكى سفيان ليلة الى الصباح فلما أصبح قيل له أكل هذا خوفا من الذنوب؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال الذنوب أهون من هذه وانما أبكي خوفا من سوء الخاتمة .. وهذا والله من اعظم الفقه ان يخاف الرجل ان تخدعه ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنة. ثم اعلم ان للخاتمة الحسنة والخاتمة السيئة علامات تعرف بها. فمن علامات الخاتمة الحسنة: 1- ان يكون آخر كلام العبد في الدنيا «لا إله إلا الله». 2- الاستشهاد في سبيل الله. 3- الموت ليلة الجمعة أو يومها. 4- موت المرأة في نفاسها. 5- الموت بالحرق أو الغرق أو الطاعون أو ذات الجنب. 6- الموت دفاعا عن النفس والدين والعرض. ومن علامات سوء الخاتمة نعوذ بالله منها: 1- ان يموت العبد على غير دين الاسلام والعياذ بالله. 2- ان يموت العبد وقد حيل بينه وبين كلمة لا إله إلا الله مرددا ما كان يهواه في الدنيا ويشغل قلبه. كما قيل لأحدهم: قل لا إله إلا الله فقال: كلما أردت ان أقولها ولساني يمسك عنها.والقصص في هذا كثيرة ومن أراد الاستزادة فليراجع كتاب الداء والدواء لابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى وهذا كلام عظيم الفائدة للحافظ ابي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الاشبيلي رحمه الله يقول: واعلم ان لسوء الخاتمة اعاذنا الله منه أسبابا ولها طرق وأبواب أعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الآخرة والاقدام والجرأة على معاصي الله عز وجل وربما غلب على الانسان ضرب من الخطيئة ونوع من المعصية فلم تنفع فيه تذكرة ولا نجحت فيه موعظة فربما جاءه الموت على ذلك فيا أخي الزم الطاعة واحرص على العبادة لعل الله ان يوفقك لحسن الخاتمة واياك والمعصية والجرأة على الذنوب فانه كيف يوفق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا فبعيد عن من قلبه بعيد عن الله تعالى غافل عنه متعبد لهواه أسير لشهواته ان يوفقه للخاتمة الحسنة. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.