بينما كنت وصديق نتحدث في بيتنا الساعة الحادية عشرة مساءً ليلة الخميس الماضية، وإذا بثعبان يتلوى في المدخل «الإنتريه» فصعقنا لمنظره المرعب، ولطوله العجيب، ولحركته المتوثبة لالتهام من يواجهه.. وكانت مفاجأتنا كبيرة. إذ لسنا في منطقة صحراوية «البرّ» أو في منطقة زراعية أو في منطقة خربة.. بل نحن في حي الملك فهد، والمنزل عامر بالناس.. حاولنا البحث في المجلس عن شيء يقتل ذلك الثعبان فلم نجد. واستطعت بفضل من الله الهروب من مواجهته لأصعد للدور العلوي حيث غرفتي التي تحتوي على عصا غليظة احتفظ بها ذكرى لأخي الأكبر إبراهيم رحمه الله كان يتوكأ عليها عندما يسير.. ..حملت العصا من أسفلها واتجهت لصديقي صالح الذي كان يُبعد الثعبان عنه «بشماغه وعقاله» وهو يصيح «عجِّل يعبدالمحسن» ويعلم الله أنها المرة الأولى التي أواجه فيها هذا الموقف الثعباني الرهيب. وأصبحت في مواجهة «الثعبان» الذي أرغمته على الخروج من المنزل إلى الفناء الأمامي للمنزل حيث هناك حديقة.. وبينما هو في المقدمة على الرخام «الدرج» وإذا بالعصا تضربه في وسطه وأنا أردد «بسم الله الرحمن الرحيم» وأضربه واحدة تلو الأخرى حتى تقطّع أوصالا عديدة بفضل من الله ورحمة.. كان الأطفال والنساء نائمين وقتها وحمدت الله أنهم لم يواجهوا هذا الثعبان اللئيم.. وأخرجته الى النفايات.. والتفت إلى صالح الذي نسي شماغه وعقاله في المجلس وطلبت منه مواصلة الحوار بعد صراع دام أكثر من عشرين دقيقة فأبى قائلا «لن أعود إلى ذلك المجلس، فإذا كانت المرة الأولى ثعبانا.. فلربما يدخل علينا في الثانية أسدٌ أو نمرٌ.. وبعد أن هدأنا بدأنا في تحليل الموقف.. وقلت له إن أخي إبراهيم رحمه الله خيرٌ كله، في حياته وفي مماته، فلولا الله ثم عصاه لكان الوضع سيئاً ولربما دخل الثعبان إلى اجواء البيت وبالتالي يهاجم النساء والأطفال.. واستغربنا أن يكون هذا.. وطلب مني صالح أن أكتب عن هذا الثعبان لتنبيه الناس عن وضع الحدائق في البيوت، والمخازن التي تحتوي على كتب قديمة أو حاجيات «مركونة» لا يتم الانتباه لها أو نحو ذلك من الأشياء المهملة ولا سيما في فصل الصيف.. وإنني أتساءل: هل بإمكان البلديات عمل شيء حول هذا الموضوع كاستعمال المبيدات أو تقديم خدمة كفيلة بالقضاء على القوارض والقوارص والحيوانات السامة، أو على الأقل تقديم المشورة والنصيحة بما يكفل تنامي الوعي لدى الناس بالتعامل مع مثل هذا الثعبان والوقاية او الحيلولة دون وصوله أصلاً.. وكيفية مهاجمته والقضاء عليه.. ولست أزعم أن ما حدث ظاهرة تستحق الفزع ولكن حبذا لو تمت توعية الناس بما يجب أن يفعلوه في مثل هذا الموقف الليلي الرهيب.. قال صالح: «كنت اتوقع ان ارى الثعبان في البراري والمزارع والحدائق، لكن أن يدخل علينا في مجلس فيه كنب وطاولات، فهذا هو الامر الغريب»!! وظللت كلما دعوت صالح للمجيء لزيارتي بعد ذلك يتعذر بأن لديه ظروفاً عائلية!! ويا حليلك يا صالح!! [email protected] ص.ب 90155 رمز 11633 الرياض