يصور كثير من شبان منطقة جازان اصطيادهم الثعابين وتربيتها وكأنها هواية طبيعية لا تختلف عن صيد وتربية الحيوانات الأليفة، وما أن تثور ثائرة أهليهم يجدون لتهدئتهم وإقناعهم طرقاً مختلفة، وعلى رغم تعرض بعضهم للخطر أكثرة من مرة تراهم يصرّون على اصطيادها والتآلف معها لدرجة الحزن على فراقها، واكتشاف الوسائل الآمنة لذلك، وهدف هؤلاء الشبان إما التسلية والمتعة أو التكسب من بيعها. وقال عقيل جعفري: «كنت أمارس هواية صيد وتربية الثعابين منذ الصغر متنقلاً عبر الأحراش والمزارع والجبال والأودية، بحثاً عن أنواع عدة من الثعابين، فكنا نخاطر بحياتنا لأننا نظل نطاردها حتى نمسكها، ثم نربيها ونتفاجأ بموت بعضها، خصوصاً الكوبرا التي لا تتحمل الأجواء الساحلية، إذ تألمت كثيراً حين فقدت إحداها التي يبلغ طولها قرابة 1.5 متر». وذكر أحد المهتمين بصيد وتربية الثعابين محمد عطيفة أنه لا يشعر بالخوف من الثعابين وهو يطاردها أو يصطادها حتى إن اختبأت داخل الشقوق والأشجار، وأن لصيد الثعابين طريقة خاصة من لا يعرفها ربما يتعرض للدغ الثعابين السامة، أهمها اصطيادها بواسطة عصا الثعابين التي لها كماشة من الأمام تطبق على رأس الثعبان وتمسك به بكل سهولة. وعن تقبل الأهل والأسر لهذه الهواية، قال عيسى حمد: «في بداية الأمر كانت هذه الفكرة مرفوضة تماماً مع محاولاتهم المستميتة لأقلع عن هواية صيد الثعابين وتربيتها، إلا أن إصراري قلل من عزيمتهم، وتقبلوا تربية الثعابين في مضجع خاص في سور خارج المنزل». وأضاف: «قابلت مواقف عدة في تربية الثعابين، منها أنني لدغت مرتين إحداهما من كوبرا أدت إلى تخدير يدي اليمني فلم أشعر بأي شيء حتى وصلنا إلى المستشفى وتم سحب السم، وإعطائي إبرة مضادة. وموقف آخر كنت أطعم الثعابين وفجأة لم أجد ثعباني المفضل من نوع الثروان يصل طوله إلى مترين، فبحثت عنه كثيراً ولم أجده، وعند الظهيرة دخلت لأبحث عنه مرة أخرى، وأثناء دخولي لمضجعها التفّ خلفي في زاوية الباب، ولكن لم أصب بمكروه». ولفت المربي محمد سالم إلى أن هواية تربية الثعابين عشق لديه خصوصاً المسالمة منها، إذ إنه يشتريها بمبالغ كبيرة خصوصاً أفعى الأصلة، فهي من أنواع الثعابين العاصرة ولا خوف من سميتها، لأنها لا تختزن السم ولا تلدغ وتكفيها وجبة واحدة من ثلاثة إلى عشرة أيام، مشيراً إلى أنه يؤمن لها طعامها باستمرار حتى لا تشعر بالجوع، وأن العامة يستطيعون الاقتراب منها وحملها والتعامل معها.