وسط موضة ألقاب القرن استحق اعتزال ماجد عبدالله لقب اعتزال القرن مع أنه لم يحدث حتى الآن!! فاعتزال النجم الكبير تحوَّل إلى مسرحية جمعت بين الدراما الحزينة والكوميديا!! فقد شهد الفصل الأول من المسرحية حماساً إدارياً نصراوياً منقطع النظير ورغبة قوية في صناعة اعتزال القرن لكنه حماس ورغبة لم يترجما على أرض الواقع!! البداية كانت )نكتة( حيث أعلنت الإدارة النصراوية عن اقامة الحفل يوم 9/9/1999م ومرَّ هذا اليوم ومرَّت بعده شهور وسنوات دون أن يقام الاعتزال!! ومن فرط الحماس النصراوي قيل إن النادي لن يكتفي بحفل الاعتزال الذي سيقام بالرياض بل ستكون هناك مهرجانات في مناطق أخرى ودارت الأيام وكشفت أن اقامة مهرجان واحد مسألة فيها شك!! وماجد أجبرته مواعيد الوهم على الوقوع في «مطب» تاريخي وسجَّل سابقة في تاريخ اللاعبين السعوديين عندما بادر بفتح حساب من أجل مساهمة الجماهير في اقامة حفل اعتزاله بعد أن رفعت الإدارة النصراوية يدها عن الموضوع!! لكن شعبية ماجد في الملاعب ورصيده الجماهيري لم يشفعا له وخرج من تجربة الحساب المفتوح برصيد لم يتجاوز السبعين ألفاً!! وفي الفصل الثاني من مسرحية )اعتزال القرن( ظهرت مبادرات أخرى لماجد عبدالله تمثلت في البحث عن شركة ترعى المهرجان ثم البحث عن أعضاء شرف ممن يقدرون تاريخ النجم الكبير وخدماته لفريقه ولمنتخب بلاده لعلهم يضعون حداً لهذه الأزمة التي طالت!! أما الفصل الأخير من المسرحية فيدور حول الموعد المنتظر للاعتزال والمنتخب العالمي الذي سيكون بطل حفل الاعتزال!! الاعتزال سيقام في 9 سبتمبر 2001م لا.. سيقام خلال الفترة من 9 -19 أكتوبر 2001م أو سيقام في 29 فبراير 2002م!! واقترح على منظمي اعتزال ماجد )إن كان هناك منظمون( أن يحددوا التاريخ فقط ولا يذكروا العام لكي يكون مفتوحاً ويسلموا من الاحراج!! والمنتخب العالمي الطرف الثاني في حفل الاعتزال مرة يكون المنتخب الفرنسي ومرة منتخب الامارات وأحياناً تقرأ أن ماجد حصل على موافقة مبدئية من منتخبات الأرجنتين والمكسيك!! وهذا التسويف والتضارب في الأقوال والأفعال حوَّل مهرجان الفرح إلى ما يشبه مرثية فارس سابق!! كل هذا يحدث لماجد عبدالله «السهم الملتهب.. جلاد حراس المرمى.. نجم النجوم.. الفذ.. قاهرهم.. لاعب القرن»!! وبعدين يا هلاليون!! عضو شرف هلالي يظهر في الصحافة الرياضية وينتقد المدرب ويطالب بإبعاده!! ولاعب هلالي يتحدث للصحافة الرياضية منتقداً مدير الكرة ومطالباً بإبعاده!! وحالات أخرى مشابهة نشرت الغسيل الهلالي خلال الموسم الماضي في ظاهرة جديدة على الوسط الهلالي الذي كان مشهوراً بعلاقات التعاون والتكاتف التي تربط بين عشاق النادي بشكل عام. وواضح جداً أن فجوة قد حدثت بين إدارة النادي من جهة وبين أعضاء الشرف من جهة ثانية تسببت في الكشف عن الاختلاف في وجهات النظر بين الهلاليين وعلى حساب فريقهم!! وكان واضحاً أن رئيس النادي يعمل لوحده ويدعم بمفرده وسط غياب شبه تام لأعضاء الشرف!! أيضاً ظهرت فجوة أخرى بين الإدارة واللاعبين تسببت في تكرر حالات عدم الانضباط وتعددت عقوبات الإيقاف بين لاعبي الفريق!! ومدير الكرة بالهلال واضح تماماً عدم التوافق بينه وبين مجموعة من اللاعبين لذلك كانت همزة الوصل مفقودة فيما بين إدارة النادي والفريق!! وظهر واضحاً أن الهلال كان بأمس الحاجة لاستحداث منصب )مدير عام للمساعي الحميدة( يتولى مهام التوفيق وتقريب وجهات النظر بين الإدارة وأعضاء الشرف واللاعبين!! مثل هذا الرجل سيكون أمامه متسع من الوقت لزيارة أعضاء الشرف والتعرف على دواعي اللجوء للصحافة وتجاهل الإدارة!! وهذا المنصب كان سيتيح المجال لفيصل أبو اثنين مثلاً ليفضفض عما في نفسه بعيداً عن الأنظار بدلاً من أن يقع فريسة لهواة الاثارة والابداع الصحفي من أمثال دباس الدوسري!! ومدير عام المساعي الحميدة هو الذي يمكن أن يخرج استئناف قرار إيقاف الثنيان من الأدراج الهلالية ويقدمه لاتحاد كرة القدم!! بمعنى آخر.. مدير عام الهلال للمساعي الحميدة هو الرجل الذي سيقضي علي تبعات الفراغ الإداري الذي فضح الهلال والهلاليين!! دفاتر المصيبيح!! في حديث فيصل أبو اثنين المثير جداً الذي نشرته «الجزيرة» أشار إلى حرص مدير الكرة الهلالي فهد المصيبيح على )الدوام( ومواعيد الحضور والانصراف!! وأتذكر بالمناسبة أنني كتبت في هذه الزاوية قبل عدة سنوات موضوعاً بعنوان «الثنيان لاعب فوق القانون» تعليقاً على قرار هلالي عوقب به الثنيان لتأخره عن التدريب عشر دقائق!! وقلت وقتها إن الهلال يتعامل بطريقة الدوائر الحكومية التي تركز على التوقيع عند الدخول وعند الانصراف أما الفترة التي بينهما ومدى انتاجية الموظف فيها فهي أمور لا تهم!! والهلال مثلها يشدد على التوقيت ويهمل الفعالية.. وقلت إن لاعباً مؤثراً مثل الثنيان )في عزه( لا يمكن أن يعامل مثل اللاعب المخصص للتمارين ولتكملة العدد والذي لا يستفاد منه فنياً حتى ولو كان يحضر قبل التمرين بساعة ويخرج بعده بساعة!! لذلك الهلال يحتاج إلى تعامل مرن وأن تكون القرارات التأديبية هي آخر الحلول بدلاً من أن تكون هي الحل الأول والأخير!! وبرغم كل ما قيل ويقال عن كيفية إدارة المصيبيح للكرة الهلالية إلا أنه يظل في نظري أفضل الخيارات الموجودة وكل ما يحتاجه هو نسيان ضوابط المرحلة التي عاشها كلاعب فقد كان لها ظروفها التي تغيرت اليوم بعد تطبيق الاحتراف الذي فرض تعاملات نفسية ومادية جديدة مع اللاعب وتأخذ وجهة نظره بعين الاعتبار حتى لا يخسره الفريق وأن يفتح باب الحوار وبصدور رحبة حتى تتاح الفرصة لأن يسود التفاهم والاحترام علاقات التعاون التي تجمع بين مدير الكرة ولاعبيه وأن تختلف النظرة للاعب فصورة اللاعب الحبيب المنضبط لم تعد كافية لأن تشفع له باللعب مع الفريق إذا لم يكن مستواه الفني يؤهله لذلك. ومازلت عند رأيي السابق وهو أن يكتفي المصيبيح بالفريق الأول ويترك فريقي الناشئين والشباب لعنصر آخر يتفرغ لانقاذ القاعدة الهلالية التي أفلست من المواهب لإنقاذها أيضاً من كابوس كامبوس!! بالمناسبة فحديث أبو اثنين فيه مبالغة في انتقاد بعض الشؤون الهلالية كما أن فيصل قدَّم نفسه في أكثر من موقف خلال الحوار كخصم لعدد من الهلاليين مما يعني أنه جزء من المشكلة!! بالمنشار!! ** يقولون مالديني طلب تقريراً من صفوت عن الفريق الهلالي.. بداية غير مشجعة!! ** شكَّلت منتخباً من أضعف اللاعبين مستوى فنياً ووجدت أن خمسة من لاعبي هذا المنتخب من فريق واحد ولذلك حجبت الأسماء حتى لا يتهموني بالتعصب!! ** أشك في صحة قول مصطفى ادريس انه أيام الدفاع النصراوي كان يتلقى عرضاً بمائة ألف ريال لكسر سامي لأن ادريس لا يحتاج لحوافز تشجعه على ممارسة الخشونة فهو عنيف بالفطرة ولهذا يفترض أن العرض المقدم هو مائة ألف ريال إذا خرج من المباراة دون أن يصيب الجابر وهو ما يعتبره مصطفى شرطاً تعجيزياً!! لابد من التحقيق الرسمي مع هذا اللاعب وعليه أن يسمي الأشياء بأسمائها لينال المخطئ عقابه!! ** الموسم عندنا طويل ومكثف ومرهق بما فيه الكفاية لذلك لست مع من يقترح مباريات اضافية لحسم المربع الذهبي!! ** بعض الدعايات التي توضع على قمصان اللاعبين تكون لها دلالات خاصة.. يعني مثلاً فيه فريق كان لاعبوه يؤدون ببطء شديد يتناسب مع دعاية )مصنع الرخام(!! وفريق آخر يصنَّف من الفرق العنيفة برغم دعاية )الزجاج( التي على قمصان لاعبيه والتي يفترض أن تعني أنهم قابلون للكسر!! وفريق يؤدي لاعبوه بفكر ووعي تجدها متناسبة مع دعاية «المدارس»!! ** لا أدري لماذا نحتد وتتوتر أعصابنا عندما نختلف حول معلومة أو رأي وتضيع الحقيقة وسط بحثنا عمن هو أجهل من الثاني!! ** تنسيق أحمد ضاري ومحمد القحطاني لو تم سيكون ضربة للفريق الهلالي.. فالأول جيد لكنه لأسباب مجهولة لم يمنح الفرصة.. والثاني موهبة شابة ظهرت في مرحلة القحط الهلالية مؤهلة لأن تكون من الدعامات الأساسية لفريق المستقبل الهلالي!! ** تقرير صحفي يقول إن أنديتنا تعاقدت خلال التسع سنوات الماضية مع حوالي 400 لاعب أجنبي وأنا أقول إن 385 منهم كان خسارة فنية ومادية!! ومادامت عملية اختيار اللاعبين هي من مهام الإداريين وليس الفنيين فانتظروا مزيداً من صفقات الفشل!