ما أكثر الأشياء التي تذكر بعضها البعض. أي عندما نذكر قصة على سبيل المثال فمباشرة يسرد من حولك قصة مماثلة. وكذلك الحال للحكم والأمثال، هذا الأمر جعلني أتحدث عن مثلين لا يذكر أحدهما إلا ويذكر الآخر، على الرغم من أنهما متناقضان تماماً بالمعنى إلا انهما متساويان بعدد الكلمات ومتشابهان أيضاً بالنطق وهما شعبيان: فالمثل الأول يقول «لا هم إلا هم العرس ولا وجع إلا وجع الضرس» وعلى ضوء هذا المثل يقال في المثل الثاني: «لا هم إلا هم الدّين ولا وجع إلا وجع العين».. لماذا؟ لأن الضرس اذا أوجع فيمكن في البداية مراجعة الطبيب او الأطباء مرة او مرتين او أكثر، ولكن اذا استمر الألم فالنهاية به معروفة وهي الخلع والارتياح من ألمه، أما العين فحتى لو راجعت الطبيب أو الاطباء مائة مرة فسوف تبقى لا محالة حتى لو لم تفقد من آلامها شيئاً. أما العرس اذا لم تقدر عليه لا تعره اهتمامك وعليك بالصوم لأنه بإمكانك «تطنيشه» حتى تفرج عليك. لكن الدّين فهو كالجبل الذي يوشك بالسقوط على رأسك فلا تسطيع الهروب منه ولا الابتعاد عنه «فلا طبيب ينفع ولا صوم يفيد» لأن الدين لا يمكن به مراجعة الطبيب باستثناء العيادات النفسية والتي أيضاً لن تفعل أي شيء لهذا الدين، فلا هي تستطيع معا لجته ولا تقدر على خلعه!!