مما لاشك فيه أن المسرح المدرسي والجامعي له دور في حياة الطلاب من الابتدائية حتى الجامعة لما يتم من خلاله من صقل المواهب والاستفادة منها الى جانب كشفه عن الأخطاء التي تقع في المحيط التعليمي وعلاجها، فضلا عن فرز الطلاب الموهوبين. وعندما نتتبع نجوم الفن في مملكتنا الحبيبة فإننا نفخر بعدد من النجوم الكبار الذين أوصلوا الفن السعودي الى كل بيت في وطننا العربي الكبير اذ تجد بداياتهم كانت عبر المدرسة والجامعة. وبمناسبة ميلاد فنان مسرحي جديد اجتمعت فيه كامل صفات الشخصية المسرحية من ثقافة مسرحية ومرونة في الحركة وخفة دم وصدق في التعبير وانضباط في المواعيد شهد له بذلك كل من شاهده يقوم بأدوار على المسرح من فنانين كبار ونقاد وجماهير وهو قادم بقوة كان لقاؤنا اليوم مع الفنان المسرحي عيد حبيّان خريج جامعة الملك سعود عام 1419/1420ه من كلية التربية، حصل على جائزة الطالب المثالي سنة 1419ه على مستوى الكلية والثالث على مستوى الجامعة والعديد من الجوائز الفنية فإلى هذا اللقاء. * ..............؟ - كانت بداياتي في المرحلة الابتدائية لكنها لم تقنن إلا في المرحلة المتوسطة حيث بدأت بإلقاء الشعر والخطابة ثم امتدت الى المسرح وبعد ذلك طورت في المرحلة الثانوية. * ..............؟ - بدايتي في الجامعة كانت علم 1415ه ومنها انطلقت مع جيل تلك الفترة فكان أول عمل قمت به في كلية العلوم في مسرحية بعنوان )الجفاف( فكنت أول طالب مستجد يأخذ دورا بطوليا ورئيسيا في المسرحية وهي الكلية المعروفة بمسرحياتها وممثليها لكن المخرج محمد رشدي أصر أن أقوم بهذا الدور وكانت بداية موفقة. أما أول عمل مسرحي قدمته فكان عبارة عن مسرحية بعنوان )انتهت الحفلة( بجامعة الملك سعود عام 1417ه. * ..............؟ - هناك نقطة أحب أن أشير إليها وهي إنني ما أتيت ولا وجدت لأمثل فأنا دخلت هذا المجال ليس كمحترف وإنما كهواية ثانيا الأشياء التي نعملها بالمسرح عبارة عن رسالة نريد إيصالها للمجتمع، رسالة لمعالجة مشكلاتنا الاجتماعية مما يعود نفعه في تشكيل وعي الطلاب منذ وقت مبكر وعلى المجتمع بأسره خصوصاً فيما يتعلق بمعالجة القضايا ذات الصبغة التربوية والتعليمية في مواجهة الغزو الفضائي، وغالبا ما تصل للمجتمع إلا إذا كان هناك ما يضحك ويبسم، فكان الفرح الكوميدي أفضل وسيلة في الامتاع والترفيه والتسلية والتثقيف في نفس الوقت، فمتى تطلب وجودي في مسرح معين وفي دور معين لايصال رسالة فأنا مستعد لذا فإن أحلامي ليس لها نهاية معينة بقدر اهتمامي بتقدم وخدمة المجتمع. * ..............؟ - مهاراتهم لا تتوقف لكن بحكم أن جوالة جامعة الملك سعود ونشاطها هو الذي ينتشر أكثر وبحكم أن أنشطة الجامعة وضعت لطلاب الجامعة لذا فبعد التخرج تصبح مشاركتنا في المسرح الجامعي صعبة بالرغم من أن هناك شبابا تخرجوا لكنهم اشتركوا في أنشطة غير أنشطة المسرح، فهناك الأستاذ عبدالمجيد اليمني وهو العمود الفقري لمسلسل مواهب وأفكار ويساعده شباب من الجوالة ولهم عطاءات في مجال التلفزيون في المناسبات الوطنية والمحلية. لذا فنحن لدينا أنشطة ومشاركات في مهرجان الجنادرية وحفلات نادي الاتحاد وفي القصيم والدمام وهناك حفلات قادمة بإذن الله. * ..............؟ - هذه نظرة فيها شيء من الصحة لأن عدم وجود مكان يربط الشباب وينسق في أعمال مسرحية يسبب فقدان تلك المواهب لكن أقول بداية الخطوات تأتي من الشخص نفسه بأن يبحث ويعرض مالديه من أفكار وابداعات حتى يتعرف عليه المجتمع. أعني مجتمعا غير مجتمع الجامعة فلا يمكن ان تنتظر ويأتي إليك الناس ويطلبوا منك القيام بعمل مسرحي مثلا. * ..............؟ - يمكن لأي شخص القيام بعمل فني معين لكن هل يجيده. هنا السؤال لذا أقول إن الإجادة الفنية لا تأتي من فراغ بل تأتي بالدراسة أولا ثم الخبرة ثانيا، فبحكم احتكاكي بمخرجين قدامى مثل محمد رشدي سلام وعثمان قمر وعمر الشلقامي رحمه الله كانوا يعملوني قبل أن أخرج للمسرح، لماذا تعمل هذه الحركة الفنية الفلانية.. كيف تنتقل من حركة الى حركة أخرى. ما هو السبب. فكانوا يعلموننا دراسيا إلا أنها كانت تطبيقية حية أعني على شكل تعليم وسط خشبة المسرح فهذا يجعلك تركز على الأداء والأسلوب الفني في إظهار عمل مسرحي مميز. * ..............؟ - لم يخطر ببالي أن أكون مسرحيا لكنها الظروف جعلتني مع زملائي المسرحيين في تلك الفترة أن أدخل المسرح بالرغم من أنني قد تعودت على المسرح سابقا ولكن لوجود ثغرة في الأداء المسرحي الجامعي استطعنا نحن شباب تلك الفترة مع رجال مخلصين وواعين بأهمية المسرح ان نغير من ذلك المسرح المعتاد في السابق حتى أصبح المسرح الجامعي الى الآن مسرحا توجيهيا تربويا بل في السنة التي كنت أدرس بها كانت الجامعة تحصل على مراكز متقدمة في مشاركاتها الخارجية. وبالعكس سنة بعد سنة المسرح الجامعي في تقدم مستمر وتطور أيضا من السنوات التي قبلها. * ..............؟ - أنا لا أعتبر نفسي مؤلفا لكن لي محاولات بالنسبة للتأليف سواء مسرحية أو مشاهد قصيرة ونجحت فيها ولله الحمد والمنة بالنسبة للمسرح ألفت مسرحية بعنوان )حشرة الاجرام( عرضت العام الماضي وأخذت المركز الأول ثم عرضت مرة أخرى هذا العام في اسبوع الجامعة والمجتمع مؤخرا وأخرجها شخص آخر غير المخرج السابق فكانت تجربة موفقة. * ..............؟ - كل هذه العوائق الثلاثة صحيحة في السابق أما الآن فمجموعة من الشباب موجودون وبكفاءة والمنتجون بالفعل خرج منهم من يطلب بإقامة عمل مسرحي ويدعمه أيضا لكن العائق الكبير والحقيقي حاليا بالفعل عدم وجود النص المسرحي فهو قليل جدا بل أقول شحيح أنا أعني النص الذي يليق بالمسرح الجامعي والذي عرف بأهدافه النبيلة وحشمته لذا ليس كل نص يصلح أن يطرح في المسرح الجامعي. * ..............؟ - لم يكن هدفي في يوم من الأيام النجومية وغيرها بالعكس أجد بعض الاحراجات وقد تصل الى أن الإنسان يخاف على نفسه أحيانا. فأنا ما كنت أسعى لها حتى أفكر أنني أخذت نصيبي من النجومية أم لا لكن أقول لك حقيقة من آثار دخولي هذا المجال أنني شعرت أن الناس حملوني مسؤولية ويجب أن أستمر في كل ما يصلح للمجتمع. * ..............؟ - في الاجازة الصيفية إن شاء الله هناك عمل خارجي تابع لمؤسسة )أسجاء( في عمل مسرحية جديدة بمشاركة نخبة من الممثلين المسرحيين المعروفين، وهناك أعمال شبه منتهية سوف تسجل وتخرج للنور قريبا.