يعد المسرح الطلابي أحد العناصر المهمة في أي صرح تعليمي، فهو أحد أساليب التسلية والتعليم للطالب لتكوين شخصيته وصقل مهاراته، وهو ما دعا مجموعة من المسرحيين والتربويين للمطالبة بحصول هذ النشاط على مزيد من الاهتمام من قبل وزارة التعليم؛ بهدف المساهمة في تطوير قدرات الطلاب وصقل مواهبهم وتعزيز قدراتهم الشخصية وثقتهم بذاتهم، خصوصا بعد تحقيق العديد من الأندية الطلابية في الجامعات السعودية على العديد من الجوائز خلال مشاركتها محليا وعربيا. مواجهة الجمهور في البداية، يرى المخرج المسرحي خالد الخميس أن المسرح المدرسي يقدم الكثير من الرسائل التربوية، فيما يساهم في غرس الثقة في نفس الطلاب بعد اعتلائهم خشبة المسرح ومواجهة الجمهور، فيما لا يغفل ما يقوم به النشاط المسرحي من بث روح المواطنة والقيم الإيجابية لدى الطلاب، إضافة لعلاج بعض الظواهر والقضايا في المجتمع المدرسي. وتطرق الخميس لعدد من التجارب التي قدمها مسرح محافظة الأحساء، حيث حصلت مسرحية «سيام» على عدد من المراكز في مهرجانات محلية ودولية مختلفة ومنها جائزة أفضل نص مسرحي حصل لسلطان النوة عام 2016، كما قدمت جامعة الملك فيصل بالأحساء العديد من المسرحيات، ومنها مشاركتها العام الماضي بالمهرجان الأول لمسرح الجامعات السعودية في مدينة أبها بمسرحية (الحقيبة) التي حصلت على المركز الأول. أهداف تربوية وعن واقع المسرح الطلابي يقول المخرج إبراهيم الخميس: رغم تراجع أعداد المسرحيات المدرسية، إلا أن المسرح الطلابي لا يزال يبشر بالخير، حيث حقق جزءا كبيرا من أهدافه التربوية منذ الخمسينيات الهجرية، التي شهد فيها مسرح الأحساء تقديم عروض مميزة وخالدة، ولكن كحال جميع الأنشطة فقد تمر سنوات ينخفض وهج المسرح فيها ومن ثم يعود منافساً لمناطق المملكة. وأضاف: لا يزال المسرح الجامعي منذ افتتاح جامعة الملك فيصل في السبعينيات يعطي نتائج مسرحية تحت إشراف الأكاديميين من أعضاء هيئة التدريس، وهذا ما يؤكد أن المسرح المدرسي يعتبر مكملا للمسرح الجامعي؛ لأن الطلاب بعد تخرجهم في الثانوية يواصلون إبداعهم في الجامعة، وهذه الاستمرارية أخرجت لنا ممثلين ومخرجين ومؤلفين أصبحوا نجوما على الصعيدين المحلي والعربي. مختبر فني# ويعلق عضو لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء الفنان والكاتب المسرحي سلطان النوه ويقول: أغلب المسرحيين الكبار بدايتهم كانت من مسرح المدرسة، الذي يعتبر قاعدة يتشكل من خلالها الطالب ويتم اكتشاف مواهبه التمثيلية والكتابية والإخراجية فيها، حيث يعتبر المسرح المدرسي كالمختبر الفني الذي من خلاله يتم اكتشاف المواهب المدفونة لصقلها وتطويرها وإبرازها للجمهور؛ لذلك من الضروري أن تولي الجهات التعليمية مزيدا من الاهتمام في الأنشطة الطلابية المتعلقة بالمسرح؛ لما لها من أهمية في بناء جيل مسرحي واعٍ. تشجيع المواهب من جهته، أوضح مشرف نادي مسرح جامعة الملك فيصل أنور المغلوث أن المسرح الطلابي يقدم أعمالا تناقش موضوعات إرشادية هادفة من ناحيتين اجتماعية وكوميدية، فيما تهدف بالدرجة الأولى للمشاركة في المسابقات والمهرجانات المسرحية التي تقدم داخل وخارج المملكة تحت إشراف مخرجين ومؤلفين ونقاد، وتقديم دورات مسرحية. وأضاف المغلوث: إن المسرح الطلابي بالأحساء وصل لمرحلة متقدمة، حيث حرصت عمادة شؤون الطلاب بالجامعة على تطوير المسرح الجامعي وتفعيله وتشجيع المواهب المبدعة في مجال التمثيل والتأليف والإخراج والإضاءة والصوتيات وغيرها، وبذلك حقق المسرح الطلابي النجاح المطلوب.