السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. أخي القارىء.. انه من المؤسف حقا ان تجد البعض من الطلاب لا هم له ولا طموح لديه سوى الحصول على الشهادة فحسب من غير ان ينظر الى مدى أهمية تحديد الأهداف ومواصلة المشوار العلمي الذي يتناسب وقدراته العامة، فالبعض من خريجي الثانوية على سبيل المثال ما ان يستلم وثيقة التخرج إلا وترى على محياه ملامح البشر وتباشير الفرح وكأنه وصل الى نهاية المطاف وحقق المبتغى. لذا تضطر بتوجيه السؤال التالي اليه: أي الجامعات ترغب؟ وفي أي كلية تلتحق؟.. ويبادرك الجواب «البارد» حقيقة لا أدري «المهم جامعة» وهذا بلاشك يقتل الطموح ويشل الحركة في سبيل تحقيق الهدف وحصول المراد.. وان الأسباب التي آلت بهذه الفكرة «البليدة» كثيرة بلا شك يبدأ نسج خيوطها الأولية من تدني طموحات وآمال ذلك الطالب نفسه فهو جوهر القضية هنا. موصولة بالمدرسة التي تعنى بالتربية وتقديم النصح والارشاد وانتهاء بتوجيهات الأسرة وذوي الشأن في مثل هذه القضايا التربوية الملحة. ان تحقيق النجاح في الحياة عامة والتحصيل العلمي على وجه الخصوص لن يتم في غياب تحديد الأهداف ووضوح الرؤية المستقبلية التي يبدأ الطالب خطواتها الأولى من أعتابها.وبما ان اعداد الطالب لنفسه أمر ضروري فهو الذي يدرك مدى رغبته وطموحه فإن هذا لا يعني اعفاء الاخرين من الاهتمام والمسؤولية كالمعلمين والمربين وبالتحديد أولئك النخبة من القائمين على الارشاد التربوي والأكاديمي، وهذه المهام تتحملها تلك الأطراف وتتقاسم الأدوار فيما بينها للوصول بالطالب إلى بر الأمان من «الفشل الدراسي» فأولئك ما هم إلا سبب بعد توفيق الله لإخراج الطالب من براثن الجهل ومهمشات الذات. غير ان البعض ربما يتساءل ويتذرع بأسباب واهية وحجج ظنية فيزعم ان عدم قبوله في بعض الكليات وضياع فرصة القبول في التخصص الذي يريد كان سبباً لفشله ودافعاً لبقائه في المنزل يقلب النظر في أروقته وحيطانه. وهذا ربما يحصل بيد ان الأهم من ذلك ان الطالب يجب ان يقوم باعداد نفسه وتطوير ذاته منذ الخطوات الأولى في مراحل التعليم وبداية الطلب وبالأخص تلك المرحلة المهمة والحاسمة في نفس الوقت وهي المرحلة الثانوية فهي مفترق الطرق للنجاح من عدمه. وأخيرا على الطالب ان يحدد الهدف فيلتحق بالتخصص المرغوب لديه مع حصوله التام على أرفع النسب وأعلى الدرجات ما استطاع الى ذلك سبيلا، ومن ثم يبدع في «المحسنات» الداعمة لتخصصه ذلك من المواهب والشهادات المساندة والتي ستكون عوناً له بإذن الله على تحقيق أهدافه وطموحاته. وللجميع تحياتي والسلام. خالد بن عائض البشري