دأبت شركة الاتصالات السعودية وعبر عمرها القصير - نسبيا - قياسا الى عمر الشركات العالمية العاملة في المجال نفسه على ترسيخ أساس متين يقوم على ثقله صرح شامخ أسوة بالمنشآت والادارات والهيئات المختلفة في المملكة العربية السعودية، تلك الصروح التي نهضت بأعبائها ولم تقف عجلة نموها عند منعطف أو مسار، ولم تتراجع تلك العجلة عند صعود، هضبة أو شعاب. ولما كانت توجيهات حكومتنا الرشيدة تقضي بأن تكون الخطط الموضوعة والجهود المبذولة من أجل رفاه المواطن وراحته، وبقدرات عالية لا تقل عن حجم القدرات العالمية في الدول المتقدمة، نظرا لما تملكه الدولة وتوفره للادارات والمؤسسات والشركات من دعم مادي ومعنوي وما ترفد به الجهات المختلفة من طاقات بشرية وتسهيلات حكومية وخلافه.. فقد عملنا - فعلا - منذ البدايات على استثمار ذلك الدعم وتلك التسهيلات وتم انجاز البنى التحتية اللازمة واعداد الكوادر البشرية القادرة على توجيه دفة العمل ووضع الخطط والبرامج التي ترفع مستوى الخدمات وتقلل من أخطاء العمل واختناقاته وترسم سياسات العمل الحالي في الشركة والرؤى المستقبلية. وتحتاج البدايات الى الكثير من العمل والجهد لمعرفة رغبات السوق، وحجم الطلب مما يتطلب القيام بعمل مسح واقعي لتقدير حجم التوسع، والاستعداد لمواجهة الطلب بالسرعة الممكنة، لأن بدايات هذا القرن ستشهد الانضمام الى منظمة التجارة الدولية التي ستفتح الأبواب أمام الشركات المنافسة، كما يأتي الاستعداد المبكر نتيجة طبيعية لمقتضيات التوجه الحكومي باتاحة فرص الاستثمار لغير السعوديين من الشركات والأفراد. ولا يخفى على أحد بأن الاتصالات المتطورة التي تلبي حاجات الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال ورغباتهم تشكل ركيزة أساسية من ركائز الترغيب ونجاح المناخ الاستثماري، نظرا لما يحتاج اليه مثل أولئك المستثمرين من مرونة عالية، وسرعة فائقة في عقد اتفاقاتهم وتنفيذ صفقاتهم والتركيز الكبير والاهتمام بالزبائن في الداخل يجعلنا لا نغفل احتياجات الأعداد الكبيرة من المقيمين من غير السعوديين والذين يؤلفون نسبة لا يستهان بعددها.. ومن هذا المنطلق يؤكد مسؤولو الشركة حرصهم الدائم على تقديم خدمات عالمية عالية المستوى والأداء لكسب عملاء الداخل، ثم يأتي التوجه الى الخارج في مرحلة لاحقة حين تجد الشركة مكانا لها بين الكبار بعد ان تستوعب كل جديد في عالم الاتصالات ومواكبة تقنيات الاتصالات بكفاءة لأن الوصول الى القمة ممكن التحقيق بعون الله ومزيد من الجهد والاخلاص، ولكن الحفاظ على القمة أمر عظيم يحتاج الى الكثير من التضحيات والصبر والجهد الشاق.
