تتسابق شركات البرامج الامنية في وضع مسابقات تتحدى فيها الهاكرز ان يتمكنوا من اختراق برامجها الامنية الجديدة وفي النهاية يحصل المخترق على جوائز مالية وعينية من الشركة بشرط ان يكشف عن هويته. ولكن مالا تعلمه تلك الشركات ان هذه المسابقات تنقلب لحروب بين الهاكرز من جهة وخبراء الامن من جهة اخرى وكذلك هذه المسابقات فقيرة وغير كاملة لانها لا تحوي بين مشتركيها افضل الهاكرز حول العالم. ومن هذه الامثلة ما اعلنته شركةArgus من انها ستدفع مكافأة قدرها 48 الف دولار امريكي لمن يتمكن من اختراق خوادمها servers ويسقط المواقع المستضافة عليها. ولكن ما يعرفه المطلعون على العالم السفلي للانترنت ويقصد به عالم القراصنة والهاكرز ان الهاكرز المحترفين وممن يعدون من الافضل حول العالم لا يشتركون في هذه المسابقة بسبب انها تطلب منهم الكشف عن هويتهم الحقيقية وهذا مالا يمكن حدوثه ابداً بسبب طبيعة العمل الذي قومون به. ومن الطريف في الامر ما علق به احد الخبراء الامنيين على الشبكة بقوله ان الهاكرز المحترفين يستطيعون اختراق البنوك وسرقة الملايين من الدولارات بدون كشف شخصياتهم الحقيقية فكيف تريدون منهم كشف انفسهم مقابل بضعة الوف من الدولارات؟ ولكن تلك الشركات التي تتبنى هذه المسابقات تؤكد لمشتركيها ان معلوماتهم الحقيقية لن يتم كشفها لأي شخص كان وستبقى سرية للابد! ولكن يرد عليهم الهاكرز بقولهم وهل ستبقى سرية بعد مطالبة الوكالات الامنية مثل شعبة مكافحة القرصنة في وكالة التحقيقات الفيدرالية بها؟ ولدفع الهاكرز جميعا على الاشتراك في تلك المسابقات تعرض بعض المواقع المهتمة بهم خدماتها لهم في انها ستكون وسيطاً بينهم وبين الشركة عند فوزهم في المسابقة بحيث تبقى معلوماتهم الشخصية سرية! ورد الهاكرز بنفس الرد السابق. وفي تعليق لرئيس شركة Argus على هذه الخطوة من تلك المواقع قال (نحن نساند وندعم اي طريقة تساعد في جمع اكبر عدد من المشتركين في المسابقة) واضاف بقوله (اذا اراد ذلك الهاكر ان يبقى مجهولا مقابل ان يخترق موقعنا فنحن نرحب به ونقول له هيا افعلها ونحن معك ولكنني لا اظن ان احداً سيفعل شيئا بالمجان وبدون مقابل هذه الايام). وما لا يعلمه مدير تلك الشركة ان اكثر الهاكرز غاضبون من شركته ومثيلاتها التي تعطي انطباعا سيئا عن الهاكرز وبخاصة ان من يشترك في تلك المسابقة هم المبتدئون وهذا سبب آخر لرفضهم الاشتراك بها. وقال الهاكرز ان هم الشركة الوحيد من مسابقتها تلك هو الجانب الاعلامي والاعلاني لها على اعمدة الصحف ومواقع الانترنت خصوصاً ان الشركة هي التي تدير المسابقة وهي التي تحكم في النهاية اذا كان هناك فائز بها ام لا مما يدل بشكل قاطع انها حركة اعلامية بحتة. وفي تعليق لاحد القضاة في مانهاتن الامريكية قال ان المسابقة مثيرة جدا ولكنها مستحيلة جدا ايضا بسبب النواحي القانونية للهاكرز فعند اكتشاف شخصية احد الهاكرز الحقيقية فان التحريات والشكوك تبدأ حوله مما قد يؤدي في النهاية الى مراقبة له ومحاكمة وسجن كما حدث مع الهاكرز الاشهر كيفين متنيك الذي مازال خلف القضبان منذ 3 سنوات. واضاف القاضي بقوله ا ن هذه المسابقة مجنونة فهي مشابهة لسرقة بنك تحت نظر ومراقبة الشرطة او وكالة التحقيقات الفيدرالية. وقالت الشركة في مسابقة ماضية نظمتها انه لم يستطع احد من الهاكرز اختراق منتجهم ولكن على الجانب الآخر يقول الهاكرز ان هناك شخصاً على الاقل استطاع اختراق المنتج وذلك بعد نشر محتويات الخادم الحامل للمنتج على الانترنت وبعد اطلاع الكثير من الهاكرز عليها. وفي مسابقة الشركة لشهر فبراير الماضي اعترفت الشركة ان احد الهاكرز والمعروف باسم BLAZDE استطاع هزيمتهم واخترق خادمهم ولكنه تعدى الوقت المسموح به في المسابقة لذلك لم يتسلم جائزته وقدرها 4250 دولارا امريكيا!!؟ وبشكل عام فان تلك المسابقات تنقلب في النهاية الى حروب بين الهاكرز ومسئولي تلك الشركات المنظمة للمسابقات لان الهاكرز غالبا ما يواصلون اهدافهم بل وان اهدافهم تتعدى ما كانت تخطط له تلك الشركات في انهم يحاولون بأي شكل احراج تلك الشركات واثبات فشلها في الوقوف امامهم موقف الند وهو ما ينجحون غالبا في فعله كما حدث في قضايا سابقة قامت بنشرها (القرية الالكترونية) في حينها.