أشادت سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية بالبادرة التطوعية لكل من الدكتور فهد بن حمد المغلوث أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود بالرياض والباحث الأستاذ ياسر بن محمود الفهد عضو مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد بالرياض وحرصهما على ايصال خبرتهما ومعارفهما لذوي حالات التوحد والعاملين والمهتمين بهذا المجال. وقالت سموها في رسالة شكر وجهتها لهما: «إننا على ثقة أكيدة من حرصكم على نقل المعلومات المفيدة والآراء العلمية السديدة لكل الأهالي والعاملين والمهتمين، ونأمل أن تتحقق هذه الفائدة بشكل مستمر من خلال تعاوننا المشترك لرفع مستوى الوعي بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة عامة وأطفال التوحد على وجه الخصوص». وأضافت: إذ نقدر مبادرتكم الطيبة وأريحيتكم في بسط وتقديم ذخيرتكم العلمية وخبراتكم العملية واستعدادكم للتعاون مستقبلا نفخر ونعتز بأن تكون لدينا خبرات عربية خليجية قادرة على تقديم العلم والمعرفة ومواكبة آخر مستجداته عالمياً ونقلها بأمانة واخلاص إلى بلدانها وإفادة أهلها. ووجهت في ختام رسالتها الشكر للدكتور فهد المغلوث والاستاذ ياسر الفهد على المواضيع القيمة التي طرحت في الندوة الخاصة عن التوحد واستعدادهما الطيب للتعاون مع الجميع. وكانت مدينة الشارقة للخدمات الانسانية التي تحضر حالياً لافتتاح مركز الشارقة للتوحد في سبتمبر القادم قد دعت الى حضور ندوة خاصة عن التوحد أقيمت في قصر الثقافة بالشارقة مطلع الشهر الحالي بمبادرة طيبة من كل من الدكتور فهد بن حمد المغلوث والأستاذ ياسر بن محمود الفهد وحضرها عدد كبير من أهالي حالات التوحد والعاملين معهم. وقد تحدث أولا الباحث الأستاذ ياسر الفهد فتناول في محاضرته موضوع «التوحد والحمية الغذائية الخالية من الكازين والجلوتين تساعد الأطفال التوحديين» وقال في بداية محاضرته إن التوحد هو من الاضطرابات النمائية التي تعزل الطفل المصاب عن المجتمع دون أن يشعر بما يحدث حوله من أحداث في محيط البيئة الاجتماعية فينخرط الطفل في مشاعر وأحاسيس وسلوكيات ذات مظاهر تعتبر شاذة بالنسبة لمن يتعاملون معه، بينما يعايشها الطفل بصفة دائمة ومستمرة لأنها الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها عن أحاسيسه ومشاعره بطريقته الخاصة. وقال ان الحمية الغذائية الخالية من الكازين والجلوتين تساعد المصابين بالتوحد خصوصا وإن إحدى النظريات عن أسباب التوحد تشير إلى أن هذين المركبين يعطيان تأثيراً مماثلاً لتأثير الأفيون علي المخ وينتقلان إليه عن طريق الأمعاء المرشحة Leaky Gnt وقد وجدت بالفعل بعض المواد المخدرة في عينات بول المصابين بالتوحد.. لذلك يقول الفهد إن بداية الحمية حرجة وأصعب فترة فيها تمتد حتى ثلاثة أسابيع تعقبها نكسة سلوكية تشبه ما يحدث للمدمن عندما يتوقف عن المخدر.. ومثلما أن الشفاء من الادمان له آثار طيبة على الفرد كذلك فإن لهذا النوع من الحمية نتائجه الطيبة، ولكن لو أخل بالحمية فسوف ينتج عن ذلك آثار سلبية على الطفل. وأعطي مثلا لطفل )من جدة بالسعودية( لم يكن ينام سوى ساعة واحدة وبعد الحمية أصبح ينام لأربع ساعات. الدكتور فهد بن حمد المغلوث ألقى محاضرة عن اسس التعامل مع مرحلتي المراهقة والبلوغ في حياة الطفل التوحدي وقدم بعض المقترحات للتغلب على بعض الاحراجات التي يسببها الطفل التوحدي في مراحل عمرية مختلفة من خلال بعض الامثلة كالتخطيط لأخذه في رحلة أو نزهة وضرورة توفير بعض الامور قبل ذلك كأن تكون الرحلة قصيرة المدى وقريبة من المنزل بالاضافة الى بعض الامور التفصيلية كأخذ ألعاب محببة له واختيار مكان هادئ والطلب إلى بعض الأقرباء الذين يألفهم مرافقتهم في الرحلة، وتدريب الطفل على سلوكيات محددة.. ويمكن ان نقوم بتصوير المكان قبل الذهاب إليه وعرض الفيلم على الطفل ليصبح مألوفاً له مع تذكر أن دماغ الطفل يشبه الماسحة الضوئية تأخذ الصورة وتسجلها. انتقل بعدها للحديث عن احراجات مرحلة البلوغ وبعض المقترحات كتعويده منذ الصغر على دخول دورة المياه واستخدام الشامبو والصابون، وقال ان اكتشاف أعضاء الجسم يبدأ عادة من 7 سنوات فأكثر وعلينا أن نعلمه أن هناك مناطق حرجة في الجسم لا ينبغي لأحد أن يطلع عليها، ويمكن ان نتبع معه بعض الاجراءات فعندما يدخل الحمام نعلمه أن يغلق الباب خلفه لأنه موضوع خاص به ونعلمه كيف يغلق السحاب ويزرر بنطاله ونتجنب إلباسه الملابس الضيقة حتى لا تثير شيئا لديه، وإذا كان متعوداً على التبول واقفاً نعوده على ذلك جلوساً، ،إذا تأخر في الحمام وراودنا الشك حول تأخره نحاول تشتيت انتباهه بطرق الباب عليه، ونعوده كذلك على النوم منفرداً ولا نتساهل معه في ذلك ولا نتركه يقلب قنوات التلفزيون وحده ،نشركه في بعض أعمال المنزل كترتيب المنزل. وقال إن 80% من الأطفال تتطور حالتهم النفسية بعد اشتراكهم اجتماعيا. أفسح المحاضران المجال أمام الأهالي والمختصين بعد كل محاضرة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم حول موضوع المحاضرتين وأبديا استعدادهما للتعاون مع الجميع من خلال وسائل الاتصال المتاحة أو بعقد ندوات مستقبلية.