تعرف الجمعية البريطانية التوحد لدى الاطفال على بانه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب الابداعي والتخيلي. وقد تعددت اسباب التوحد لدى الاطفال الا انه لايوجد سبب واحد قاطع لهذه الاعاقة ولكن هناك استعداد جيني غير معروف كما يذكر بعض العلماء المختصين بهذا المرض. ويرجح آخرون انه قد يكون هناك اختلال لبعض الكيميائيات في المخ. بينما رأى فريق ثالث ان التوحد ربما يكون بسبب خلل عضوي مجهول مؤثر على الجهاز العصبي المركزي يؤدي الى خلل في الوظائف النفسية والاجتماعية ويرجح فريق رابع ان هناك اسبابا بيئية ربما تكون السبب وراء اصابة الاطفال بالتوحد. ومهما تعددت الاسباب فهناك جواب واحد لعلاج التوحد ولعله جواب صعب قد لاتتقبله كل اسرة فلا يوجد علاج دوائي ولا غذائي ولا سلوكي قاطع ولكن التأهيل والتعليم الخاص هما الممكنان لمساعدة الاسرة والطفل اضافة الى بعض العقاقير التي لها دور فعال في تقليل النشاط المفرط والحد من بعض السلوكيات غير المرغوب فيها كل هذا جعل الباحثين يطرحون المنظور الغذائي لعل فيه علاجا لهذا المرض؟! فهل يعاني التوحديون مشاكل غذائية وهضمية؟ وهل هناك علاج خاص للاضطرابات المعوية والغذائية عند الاطفال؟! بمعنى اصح هل هناك علاقة بين التوحد والغذاء؟ اسئلة ومحاور وجهناها للاستاذ ياسر محمود الفهد الباحث في مرض التوحد ووالد طفل توحدي. وفيما يلي اسئلتنا واجاباته عنها @ ما أبرز المشكلات الغذائية والهضمية عند الاطفال التوحديين في رأيكم؟ * معظم الاطفال التوحديين يعانون حالة عدم توازن البكتيريا والخمائر والجراثيم في الامعاء هذا الاضطراب يحدث في حالة عدم توازن طبيعي للميكرو فلورا المفيدة وبالتالي تبدأ الجزئيات الضارة بالانتشار في الجهاز الهضمي. كما يعاني اطفال التوحد فرط النماء الخميري في الامعاء حيث يعتبر من اكثر الاضطرابات شيوعا لدى المصابين التوحديين. ويشيع لديهم فرط النماء البكتيري والجراثيم اضافة الى البكتيريا المسببة للامراض. وهناك ايضا زيادة نفاذية الامعاء ونفاذية الامعاء هو مصطلح يصف الظاهرة التي تزداد فيها ترشيح الامعاء مما يؤدي الى اضطرابات مزمن في الجدار المعوي وبالتالي يؤدي الى مشاكل اخرى كحساسية الكازيين والجلوتين وحساسية الطعام لدى المصاب. وتلاحظ هنا وجود حساسية تجاه الكازيين والجلوتين فمعظم الاطفال التوحديين يعانون عدم القدرة على هضم البروتينات الغذائية كالكازيين والجلوتين بطريقة فاعلة مما ينتج عن ذلك تفاعلات ذات تأثير مشابه للمورفين المخدر تؤثر على مستقبلات المخدر الطبيعي في المخ. @ وماذا عن الحساسية الناتجة عن الغذاء وعدم تحمل الاطعمة؟ * يتعرض المصابون بالتوحد الى الحساسية الناتجة عن الغذاء الى حد كبير وتلك الحساسية ناتجة عن الضرر الذي يصيب الجدار المبطن للامعاء وجهاز المناعة. كما يعاني اطفال التوحد عسر الهضم وسوء الامتصاص ويعرف ذلك بعملية الهضم غير الكاملة وبطريقة غير فاعلة للاطعمة مما يؤدي الى سوء امتصاص الجسم للعناصر الغذائية المفيدة للجسم. اما الامساك والاسهال فانهما يحدثان عند اطفال التوحد نتيجة للاضطرابات المعوية حيث تحدث صعوبة او قلة في تحرك العضلات في عملية خروج الغائط الصلب وهذا ما يعرف بالامساك وعلى العكس فان الاسهال هو خروج الفضلات بشكل متكرر ولين. @ هل لأمراض الالتهابات المعوية تأثير عند اطفال التوحد؟ يعاني العديد من الاطفال التوحديين حالة تعرف بمرض الالتهاب المعوي توصف بالتهاب الجهاز الهضمي , والمعدي والتهاب المريء. وهناك ما يعرف بعجز الكبريتات حيث نجد ان العديد من الاطفال التوحديين تظهر لديهم حساسية من الاطعمة المحتوية على الفينول والعديد لديهم مشاكل وعجز في عملية الكبرتة وعجز في الانزيم ناقل الكبريتات. @ ماذا عن الجهاز المناعي لاطفال التوحد؟ اطفال التوحد يعانون ضعف الجهاز المناعي بالامعاء وعندما تكون هناك اضطرابات معدية معوية فان الخلايا المناعية المحيطة بالجهاز الهضمي ستكون ضعيفة ونتيجة لذلك تحدث مشكلات مناعية كبيرة. @ ما افضل علاج للاضطرابات المعوية والغذائية عند اطفال التوحد؟ * يتبادر الى الاذهان بعد عرض جوانب القصور في حياة اطفال التوحد من الناحية الغذائية والهضمية سؤال عن كيف تتم استعادة صحة الامعاء هل هناك من حل؟ الجواب نعم وذلك عن طريق: إزالة الجراثيم المعوية والسموم الكيميائية والمثيرات الاخرى من الامعاء وتفعيل وظيفة الهضم واعادة تشكيل الفلورا المعوية الطبيعية واصلاح البطانة المعوية وتصحيح نقص العناصر الغذائية وتحسين الجهاز الهضمي في الامعاء ايضا تقليل اضرار الجهاز المعدي المعوي المستقبلية. فالخطوة الاولى ان نبدأ بازالة الكازيين والجلوتين فقد وجد اولياء امور هؤلاء اطفال التوحديين الذين لدى ابنائهم مشاكل في الامعاء ان افضل تدخل لجعل وظيفة الامعاء طبيعية هو اتباع الحمية الغذائية الخالية من الكازيين والجلوتين. ثم تأتي الخطوة الثانية وتنظيف غذاء الطفل وتقليل حساسية جهاز الامعاء وذلك بتقليل تناول الوجبات السريعة والكاربوهيدرات المكررة والحلويات والاطعمة المحتوية على المواد الملونة والحافظة والمضافات والنكهات الصناعية والمحليات والمبيدات والهرمونات الموجودة في العديد من الاطعمة. @ الخطوة الثالثة هي ازالة السكر من الغذاء وتعتبر ازالة السكر من الغذاء طريقة فعالة للتدخل قبل العلاج بمضادات الميكروبات في حالة وجود اضطرابات معوية مصاحبة لفرط النماء البكتيري والخميري او الطفيليات. تليها ازالة الاطعمة المسببة للحساسية فاجراء تحليل لحساسية الطعام مفيد جدا لمعرفة الطعام المسبب للحساسية وازالته من غذاء الطفل. تحليل البراز اذ يعتبر تحليل مزرعة البراز من اهم التحاليل لمعرفة حدة مرض الامعاء. ثم التدخل بالانزيمات الهاضمة لتحسين عملية الهضم وذلك باستخدام الانزيمات الهاضمة حيث يريح ذلك جهاز الامعاء ويعطي الفرصة لبدأ بعض عمليات الشفاء. واستخدام المكملات الغذائية التي تسكن وتشفي جدار الامعاء فاستخدام المكملات الغذائية يساعد على ازالة بعض الالتهابات والحساسية المتمركزة في جهاز الامعاء. يجب ايضا تعزيز طرق تصريف السموم في الجسم: فالكبد يعتبر المسئول عن عملية استقلاب وازالة السموم في الجسم وعادة ما يكون عليه عبء من السموم المفرزة من الخلايا الميكروبية في الامعاء وبالتالي في هذه الحالة يحتاج الى العديد من المكملات الغذائية المعرفة لدعم وتعزيز عملية تصريف السموم من الجسم. @ هل هناك علاقة بين التوحد والغذاء؟ اثبت العلماء أن هناك علاقة بين التوحد والغذاء وان الغذاء يقلل من التصرفات التوحدية وله علاقة بما يحدث للانسان من تقلبات في المزاج وان العلاج بالغذاء هو آمن ولا ضرر فيه وربما يأخذ وقتا أطول لكن نتائجه فعالة على المدى البعيد ويعتبر الكازيين والجلوتين من اهم البروتينات التي تجب ازالتها من جسم المصاب التوحدي, والكازيين هو البروتين الاساسي في الحليب, اما الجلوتين فهو بروتين يوجد في الحنطة والشعير والشوفان والجاودار. وقد اتفق الباحثون على ان 70% من التوحديين لديهم منفذية غير طبيعية في الامعاء وان هناك مركبات مورفينية مخدرة اتضحت من خلال تحاليل البول للتوحديين, واشارت الابحاث العلمية بهذا الشأن الى أن عملية الهضم لا تتم بصورة طبيعية لدى التوحديين وان هناك عجزا في بعض الانزيمات وان المواد المورفينية المخدرة ماهي الا بروتينات تحولت الى مواد مخدرة!! حيث اشارت تقارير التحاليل المخبرية الى وجود مادة الكازومورفين وهو بروتين الحليب (الكازيين) غير المهضوم بالكامل حيث يتحول الى مواد مورفينية مخدرة داخل جسم المصاب التوحدي بالاضافة الى وجود مادة الجليوتومورفين وهي بروتين الحنطة غير المهضوم بالكامل حيث يتحول الى مواد مورفينية مخدرة داخل جسم المصاب التوحدي, وايضا وجود مادة الديلتورفين والديرمورفين وهما اقوى 2000 مرة من الهيروين وهاتان المادتان توجدان تحت جلد ضفدع السهم السام فقط في امريكا الجنوبية حيث وجدت في نتائج تحليل البول للمصابين التوحديين. ويرجع العلماء تكون هذه المواد اما بسبب الصورة غير الطبيعية للجهاز الهضمي او احتمالية عجز انزيم الانزيم الهاضم لبروتين الحليب (الكازيين) او احتمالية عدم وجود انزيم. زيادة المواد المورفينية تؤثر على المخ حيث يوجد عند الانسان الطبيعي مالا يقل عن ثلاثة مستقبلات تتعامل مع المخدر الطبيعي (دلتا ميو كابا) كما ان زيادة المواد المخدرة تؤثر في التصرفات الاجتماعية والادراكية والحركية. اذا ما العمل؟ اولا : تقليل نفاذية الامعاء غير الطبيعية للتوحديين , ثانيا : منع زيادة الافيون المخدر لدى الطفل التوحدي , ثالثا : تحسين اداء الجهاز الهضمي, رابعا: تعزيز الجهاز المناعي ويتم ذلك عن طريق الحمية الغذائية الخالية من الكازيين والجلوتين وتناول المدعمات الغذائية تناول بعض الادوية المعالجة بعد استشارة الطبيب المختص.. هناك سؤالان هامان يسألهما المعالج بالحمية الغذائية وهما : @ هل انت مدرك ما انت مقدم عليه؟ @ هل سألت نفسك كيف سيتفاعل طفلك التوحدي اذا قمنا بتغيير غذائه؟ @ ما الاجراءات الاحترازية قبل بدء الحمية عند اطفال التوحد؟ اما ما يجب عمله قبل بدأ الحمية فهو تحليل بول للمصاب التوحدي ورصد سلوكيات الطفل التوحدي قبل بدأ الحمية, واعلام كل من له صلة بالطفل التوحدي بأن المصاب سيكون تحت برنامج الحمية الغذائية بالاضافة الى رصد حالة التحسن اثناء الحمية وتبدأ الحمية بازالة الحليب ومشتقاته اولا واذا لاحظنا بأن هناك تحسنا فنقوم بازالة الحنطة ومشتقاتها ثانيا حيث يتخلص الجسم من الكازيين خلال 3 - 7 ايام, بينما يتخلص الجسم من الجلوتين خلال 5 - 7 اشهر ولكن هناك مرحلة حرجة!!! تقدر من 14 - 21 يوما منذ بدأ الحمية حيث تحصل نكسة سلوكية للتوحدي ويبدأ التوحدي بالتعلق والعاطفة واستجداء من حوله ونلاحظ ان البكاء والانين قد زاد, واحيانا نلاحظ الخمول والكسل على المصاب التوحدي ويبدأ المصاب التوحدي بالشعور بالألم والتألم ونلاحظ ان هناك زيادة في عدد مرات التبول والتبرز وهذه النكسة هي علامة جيدة ولذلك يجب الاستمرار في الحمية الغذائية وايضا يجب رصد السلوكيات والتحسن الذي يلاحظ على الطفل واذا اخل بالحمية الغذائية فسنلاحظ فرط الحركة وسلوك الهلوسة بالاضافة الى ازدياد السلوك العدواني واحيانا سلوك ايذاء الذات وايضا حصول بعض العلامات الفيزيولوجية مثل طفح جلدي/ اضطرابات في حركة المعدة) وتزول آثار هذه النكسة في الفترة من 12 - 36 ساعة اذا تعرفنا على سبب هذه النكسة ومنعنا مصدر الجلوتين والكازيين, وبالتالي تعتبر النكسة فترة مرحلية ولاحظ ان آثار التحسن تكون واضحة في الاطفال التوحديين الاصغر سنا, ايضا التحسن يظهر في المصابين بالتوحد الكلاسيكي وشديدي التوحد, وان النكسة تحدث بسبب انقطاع البيبتيدات الافيونية المخدرة عن الجسم, واذا تحسن المصاب التوحدي فسنستمر بالحمية مدى الحياة!! اما عن علامات التحسن التي تظهر على متبع الحمية فهي : ازدياد معدلات التركيز والانتباه كما يبدو التوحدي اكثر هدوءا واستقرارا وهناك انخفاض ملحوظ في معدل سلوك ايذاء الذات والسلوك العدواني وايضا تحسن في عادات النوم, وتربط البحوث الحمية ايضا بتحسن في التواصل اللفظي وغير اللفظي, وتحسن التنسيق الجسدي, وتحسن عادات الطعام, وللتوضيح ليست هناك ضمانات بأن كل طفل توحدي يستعمل الحمية سيتحسن او ان جميع علامات التحسن ستظهر على الطفل التوحدي المتبع للحمية مع ملاحظة ان اختلافات الاستجابة للعلاج بالحمية الغذائية تختلف من طفل الى آخر. @ ما الملاحق الغذائية التي يستخدمها بعض التوحديون: 1- الكالسيوم عنصر رئيس لوظيفة المخ وجهاز الاعصاب. 2- الكلورين يحسن وظيفة المخ والدورة الدموية اليه ويستخدم تحت اشراف المختصين. 3- قرين الانزيم مولد للطاقة لجميع الخلايا يحارب الكانديدا والالتهاب البكتيري. 4- ثنائي ميثيل الجليسين ناقل اكسوجيني الى المخ مهم للوظيفة الطبيعية للمخ وجهاز الاعصاب. 5- Cinkgo biloba يحسن وظائف المخ عن طريق زيادة تدفق الدم اليه والقلب والعضلات وقد ادركت فوائد عديدة مثل تحسن الادراك وتحسن التركيز وتحسن الذاكرة وتعزيز المزاج. 6- مجموعة فيتامين B مهمة للوظيفة الطبيعية للمخ وجهاز الاعصاب. 7- فيتامين B6 ويعطى عادة مخففا بالمغنيسيوم والذي بدوره يضبط فرط الحركة ويبطل مفعول التأثيرات الجانبية الناتجة عن زيادة العلاج بفيتامين B6 كما ان الجسم لا يستطيع استعمال فيتامين B6 بطريقة فاعلة بدون كمية كافية من المغنيسيوم. 8- فيتامين C يساعد ويقوي الجهاز المناعي وهو مضاد لوظائف الخمائر. 9- ميلاتونين يساعد اذا كانت الاعراض تتضمن الارق وقلة النوم. 10- حمض دي أكسي ريبونيوكليك وحمض ريبونيوكليك للمساعدة في اصلاح وبناء نسيج مخي جديد وينصح بعدم تناوله في حالة الاصابة بداء النقرس. 11- فيتامين E يحسن الدورة الدموية ووظيفة المخ. 12- اسيدوفيلاس يساعد على تقليل ضرر الفطريات والميكروبات في الامعاء وهو علاج لزيادة نمو الخميرة وفرط النمو البكتيري الضار.