مع التحية إلى راعي مسابقة تحفيظ القرآن للعسكريين «سلطان بن عبدالعزيز» وإلى كل من شارك في المسابقة. قام فيها الصَّباحُ بعد المساءِ فبنى فوقها حصون الضياءِ وأدار السِّياج حول رُباها فحماها من سَطْوةِ الدُّخلاءِ ودعا نحوها السَّحاب فأعطى ماءَه صافياً بدون غثاءِ وَحَبا الأمن للعصافير حتى أمتعتْ روضَها بشدو الصفاءِ لم يدعْها في غَيْهب الليل، لكنْ سكب النورَ فوقَها من حراءِ ودعاها إلى الشموخ فسارتْ تتسامى بخاتم الأنبياءِ لم يكنْ صوتُه سوى صوتِ حقّ أسمع الغافلينَ أحلى نداءِ حينَها ازدانتِ الجبالُ وأحيا صوتُه العَذْبُ بَهْجَةَ الصحراءِ حينَها صارت العقيدةُ أُمّاً وأباً للعبيد والضعفاءِ دارت الأرضُ دورةً أيقظتْها من سُباتِ الجهالةِ الجَهْلاءِ واستدار التاريخُ لما رآنا ننقش النور في يدِ الجوزاءِ وانتشى المجدُ حين أصغى ِإلينا نتحاكى بقصَّةِ الإسراءِ كبرياءُ الطُّغاةِ ماتت لأنا قد سجدنا لصاحب الكبرياءِ ولأنَّ القرآن نَبعُ يقينٍ ترتوي منه أنفسُ الأتقياءِ حين تُتلى آياتُه يَتجلَّى كلُّ معنىً من التُّقى والنَّقاءِ تلتقي الأرضُ بالسماءِ لقاءً لم تَر الأرضُ مثلَه من لقاءِ رفع الناس من عبادةِ صخرِ وترابٍ إلى مقام السَّماءِ خرجوا من براثنِ الكفر لمَّا بَدَأ المصطفى بكشف الغطاءِ نشر الحبَّ فوقهم فاستظلُّوا واستراحوا من قَسْوة الرَّمضاءِ واستلذُّوا البلاءَ فيه احتساباًَ إنَّ في الحقِّ لذَّةً للبلاءِ مََنْ أبو جهلَ، مَنْ أميَّةُ إلاَّ أنفسٌ غُذِّيت بشرِّ غذاءِ صنعوا تمرَهم إلهاً أراقوا عند رجليه دمعةَ استجداءِ ثمَّ جاعوا فحوَّلوه طعاماً فتأمَّل عبادةَ الأهواءِ إنَّه الكفرُ يجعل الحرَّ عبداً ويُريه الأَمام مثل َ الوراءِ يا رياضَ القرآنِ فيكِ احتمينا من لظى القيظ أو صقيع الشتاءِ ووجدنا الأمانَ من كلَّ خوفٍ ولقينا الشِّفاءَ من كلِّ داءِ يا رياضَ القرآن، نهرُكِ يجري صافياً في مشاعر الأَتقياءِ لم يزلْ يمنح النُّفوسَ ارتقاءً عن مَهاوي الرَّدَى وأيَّ ارتقاءِ لم يزلْ يمنح الصدور انشراحاً ويُريح القلوبَ بعد العَناءِ يا أبا خالدٍ أرى النور يَهمي صافياً، من تلاوة القرَّاءِ إنَّه الوحي سرُّ كلِّ نجاحٍ وفلاحٍ، ومُؤْنسُ الغرباءِ حينما يلتقي كتابٌ كريمٌ بسيوفٍ للحقِّ ذاتِ مَضاءِ يصبح العدلُ منهجاً للبرايا وغصوناً ممدودةَ الأَفياءِ إنَّه الوحي، يصرف الشرَّ عنَّا ويَقينا تسلُّط الأَعداءِ يا أبا خالدٍ، أرى القدسَ تبكي لها الحقُّ في شديد البكاءِ كبَّلَ المعتدي يديها ونادى كلَّ لص، وقال: هذا فنائي فخذوا كلَّ ما أردتم وذوقوا مُتْعة الشُرْب من دموع النساء واستلذُّوا بقتل طفلٍ بريءٍ وبما تشربونه من دماءِ أشعلوا بالرَّصاص ثوب فتاةٍ سجنتْ فيه موجةَ الإغراءِ وانثروا بالرَّصَاص جَبْهةَ شيخٍ واستلذُّوا بمنظر الأَشلاءِ إنَّه الغدر من سجايا يهودِ منذ تاهوا في لجَّة الصحراءِ حاجةُ القدس أنْ ترى جيشَ حقٍ حافظاً للكتاب ِ صَلْبَ البناءِ حين يتلو الأنفالَ يفتح منها أَلْفَ بابٍ إلى طريق الفداءِ يرفع الحقَّ في سراديب عصرٍ لم يزلْ يستبيح كلَّ الْتواءِ يا أبا خالدٍ، هنا البذلُ بَذْلٌ وهنا يرتقي مقامُ العطاءِ وهنا يصبح السَّخاءُ سخاءً تتسامى به معاني السَّخاءِ أنتَ أََجْرَيْتَ ها هنا نهرَ خيرٍ وجزاء الرحمن خيرُ الجَزاءِ إنَّ أقوى جيشٍ على الأرض جيشٌ