السلام عليكم: لم أشعر في حياتي أنني فعلت شيئا صحيحاً إلا ذلك اليوم الذي صدرت فيه جريدة الجزيرة بذلك الكاريكاتير الهادف الذي كشف لي الكثير مما كان مغيباً عني. وتبدأ القصة أنه في بعض الأحيان أهرب من العمل ساعة أو ساعتين لأحد المقاهي حيث ابتليت بشرب المعسل باب «الامراض والسل» وكانت العادة أن يحضر لي النادل مع المعسل جريدة الجزيرة لأتصفحها وطبعا طلبت منه أن يأتي بالجريدة كعادته لكنه تلكأ وأبدى أعذاراً واهية وتمتم بكلام غير مفهوم فأعطيته ريالين لكنه قال خذ هذه الجريدة فأقرأها فقلت له ماذا حدث؟ أنت تعلم أنني لا أقرأ هنا إلا «الجزيرة» وليس هذا شغلك ثم سألته أين أعداد الجزيرة التي كنتم تقدمونها لنا كل يوم هل تأخرت في الصدور؟ ولم أجد جواباً شافياً وكلما سألتهم قالوا بعدين نرسل واحد نحن الآن مشغولون طبعاً لم يدخل في بالي أن هناك شيئا غير عادي فربما انهم مشغولون حقاً، فأهل المعسل كثيرون لكني عندما ذهبت للعمل وتصفحت الجريدة عرفت لماذا لم يحضروها والسبب ذلك الكاريكاتير الذي بفضل الله ثم بفضل الجريدة والفنان هاجد تركت هذه العادة الذميمة وهذا المحرم. شكراً .. شكراً لكم وشكراً للأستاذ هاجد فقد عزمت ألا أعود لشرب المعسل بعد اليوم فنحن نحارب النفايات ثم نعود وبفلوسنا نضعها في صدورنا أي عقول نحملها ونفوس تقبل هذا المرض وهذا الشيء النتن؟ لا والله لن أعود لكل مقهى يقدم هذا الخطر. إن سبب عدم تقديم ذلك المقهى للعدد 10440 هو رسمة الكاريكاتير التي تكشف لنا أين يذهب دخان المعسل وكان التعليق «عزيزي المواطن ضع النفايات في أماكنها للحفاظ على البيئة .. مع تحيات إدارة المقهى» وفي المقهى عندما نشرب المعسل.. أين نضعه؟ طبعا في صدورنا فهل نرضى أن تكون صدورنا أماكن لهذه النفايات القاتلة؟ لا والله لا يوجد عاقل يرضى بهذا.. وقد خشيت إدارة المقهى على زبائنها من تلك الرسمة وربما أثرت عليهم فيقلعون عن شرب المعسل كما حدث معي ومعهم حق أن يخافوا من رسمة ومن جريدة ومن مقال طالما أن هذه الصحيفة تؤدي الدور المناط بها بكل صدق وأمانة في خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه كما فعلت «الجزيرة». إن الخامس من شهر صفر يوم جديد لي لأنني أصبحت واحدا من رواد المساجد وحلق الذكر ومن الذين يحافظون على صحته وصحة غيره من إخوانه المسلمين وعلى البيئة أيضاً. لكم تحياتي حسين صالح المالكي المقلع عن شرب المعسل مفتاح السل