الحمدلله الوهاب الذي حارت لسعة علمه القلوب والألباب والصلاة والسلام على صفوة الخلق ونبي الأمة مابزغ نجم وغاب وعلى آله وصحبه أزكى التسليم إلى يوم المآب وبعد: تلعب القيادات التربوية دوراً مؤثراً في المسيرة التعليمية بشكل يسهم إلى حد كبير في تفعيل كافة الاستراتيجيات التي تجعل من هذه القيادات أنموذجا يحتذى به، ومنهاجاً تترسم خطاه من تسعى إلى الطموح إلى أسمى درجاته. إن هذه القيادات التربوية الفاعلة تعكس في نفوس من ينتمين إلى الكوكبة التعليمية آثاراً إيجابية لا يزيدها الزمان سوى رسوخ وثبات بقدر ذلك العطاء المتقد، والأداء المثمر، والفكر النيّر فضلا عن التخطيط المبتكر، ولاسيما نحن نعاصر العولمة الفكرية والثورة العلمية، والانفتاح الثقافي بصورة تفرض على المجتمعات المتطلعة إلى كل جديدومفيد ليس في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي وحسب، بل في مجالات الحياة بأسرها وفي المجال التعليمي على وجه الخصوص، باحثة دون كلل أو سأم عن كل مبتكر معرفي، أو أسلوب تربوي من شأنه تحقيق الأهداف المتوخاة من التعليم بوصفه إحدى الركائز التي تكسب الفرد هوية بين أفراد مجتمعه. والقيادات التربوية لا تجسد المثل الأعلى من خلال عرض الأفكار الهادفة، أو طرح الاقتراحات المثمرة، ولكنها تعرض هذه الخبرات الناجعة سلوكاً ملحوظاً، وأداءً متزناً يناسب جل الطبقات ويخاطب معظم الشرائح المجتمعية والتعليمية، وبلا شك فإن الاستفادة من مستجدات التطبيقات التربوية، والنظريات العلمية هو مسلك ينتهجه كل مجتمع لا يرتضي مجرد الركون على خبرات قديمة أو الوقوف على أطلالها، وإذا كانت التربية تسير في خط متوازٍ مع التعليم فلا غرو أنهما يصبان في معين واحد، ويتحدان بدرجة لا غنى فيها لأحدهما عن الآخر،ومن هنا كان لزاماً أن تكرّم هذه القيادات من مشرفات ومعلمات ومديرات ومساعدات... ولقد حرصت الرئاسة العامة لتعليم البنات بتوجيهات من معالي الرئيس العام لتعليم البنات ومتابعة من سعادة المدير العام ودعم وتشجيع من حكومتنا الرشيدة رعاها الله على احتواء مثل هذه اللبنات الصالحة في المجتمع لتنهل من معينها العذب فتيات اليوم وأمهات المستقبل تسير في خطاها على منهج قويم مداده الالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي ومثله السامية ومبادئه القيمة، اقتفاءً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واقتداء بهديه. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.