إن الضبط السلوكي حاجة هامة لدى المدرسين ليسلك التلاميذ سلوكا مناسبا وجيدا، وأن يكونوا هادئين هدوءا معقولا ومؤدبين، وأن يظهروا احتراما للآخرين وللملكية العامة والخاصة. ربما يدخل معلم متدرب صفا تلاميذه مشاغبون، ويضع في اهتمامه ضبط الصف أكثر من اهتمامه لتوصيل المادة العلمية، ومن المفترض أن لا يكون مبالغا في الحرص على الضبط، وأن يسعى الى الضبط المعقول فهو أيسر في التحقيق ويقلل تعريض التلاميذ وتعريض المعلم للضغط والانفعال، وعلى المعلم المتدرب ان يعدل من مقاصده الطموحة ويخفضها فلا يتوقع إصلاح السلوك دفعة واحدة بحيث يبلغ حد الاتقان والكمال. وثمة طرائق يمكن الاستفادة منها حين تدرس تلاميذ يجدون مشقة في السلوك السليم: * ان تنقل الى تلاميذ الصف أنك على وعي بكل ما يدور في الصف: فالمدرسون الفعالون يعون ما يجري في الصف كله، يكتشفون السلوك غير المناسب في وقت مبكر ويعالجونه بسرعة. فإذا حدث صوت أو إزعاج لا يعتمدون على التلاميذ ليخبروهم بما يحدث، ولكي يكون المعلم على وعي كامل عليه محاولة ان لا يعطي ظهره لتلاميذه حين الكتابة على السبورة، بدلا من ذلك أن يقف بزاوية بحيث يسهل عليه ان يلمح ويتابع من فوق كتفيه ويلحظ سلوك تلاميذه. وأن يأخذ في حسبانه حين يتعامل مع التلاميذ كأفراد كأن يصحح نطق أوقراءة أو جواب.. أحدهم أن يبقى واقفا وبين الحين والحين يلقي نظرة على الصف كله. وحين يكلف التلاميذ بحل تدريب صفي أو قراءة صامتة يستطيع المعلم ان يدرس مجموعة صغيرة من التلاميذ بينما يحافظ على استمرار التلاميذ الآخرين يعملون في هدوء، فالمدرسون الذين يضبطون صفوفهم ويمنعون حدوث المشكلات الصفية قادرون على مراقبة أكثر من نشاط في حجرة الدراسة في وقت واحد. * استخدام الموانع الخفيفة Milddesists: مثل الالتقاء البصري، فالتلاميذ الذين قد يبدؤون في التصرف على نحو غير مناسب احرص على التقاء بصرك بأبصارهم، وهز الرأس والتعبيرات الوجهية، والاقتراب من التلميذ الذي لا يندمج في العمل والدرس ليزيد من وعيه بوجودك، وكذلك اللمس والإيماء وغيرها. * التنبيه الجماعي: تستطيع ان تجعل التلاميذ منتبهين لأمثلة السلوك المناسب بالتعقيبات العامة دون تحديد التلاميذ الموجه إليهم الخطاب، مثل: «ما زلت أنتظر من كل تلميذ ان يقرأ الدرس قراءة صامتة.. أو أن يجيب على السؤال وأرى ان تلميذين ينبغي ان يتوقفا عن الهمس وينتقلا الى القراءة أو الاجابة. * الانطفاء Extinction: على سبيل المثال إذا أساء تلميذ التصرف لكي يستحوذ على انتباه المدرس، يحجب عنه المدرس هذا الانتباه فلا يصرف انتباهه وانتباه تلاميذه إليه. عندما تتجاهل سوء السلوك ينبغي ان تثني أو تلتفت لتلميذ يسلك سلوكا سليما قريبا من المخالف، وهذا يوصل للمخالفين ما ينبغي ان يعملوه (Hunter, 1990). * الضبط الذاتي Selfcontrol: يعني ان يسلك التلاميذ سلوكا سليما في غيبة الضبط الخارجي. البعض يعتبر ان المدرسين الذين يمارسون ضبطا قويا أنهم أفضل المدرسين، أما الآباء والمجتمع فيتوقع من التلاميذ ان يتعلموا ضبط الذات. إن الضبط الدراسي ينبغي أن يكون ديمقراطيا، وأن يضبط التلاميذ أنفسهم بأنفسهم. فدرس تلاميذك ليديروا سلوكهم، بالتوجيه والارشاد والإحساس بالمسؤولية والرغبة في التعلم. فؤاد أحمد البراهيم