تعد جمعية ومجموعة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا) أول جمعية متخصصة في خدمة الأطفال الذين لديهم فرط حركة وتشتت في الانتباه بالمملكة وتم تأسيس الجمعية في عام (2008). وقالت "د.سعاد بن عبدالله يماني" افتا مصطلح يطلق على الأطفال (الذكور والإناث) الذين يعانون من حركات جسمية وسلوكية تفوق الحد الطبيعي والمعقول دون هدف مباشر، وتقدر نسبة المصابين بافتا في المملكة 15% وهي نسبة عالية مقارنة بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى، ويؤثر ذلك الاضطراب سلباً على سلوك الطفل وانتباهه وتحصيله بشكل واضح للعيان حيث يبدو التلميذ غير طبيعي مقارنة بزملائه العاديين وتظهر عليه بعض من الخصائص والصفات التي تميزه عن غيره (كارتفاع مستوى النشاط الحركي بصورة غير مقبولة مثل عدم القدرة على الجلوس في مكان واحد والتملل، وتشتت الانتباه وضعف التركيز والاندفاعية وعدم القدرة على ضبط النفس وسرعة الانفعال والبكاء وعدم القدرة على أقامة علاقات اجتماعية ايجابية مع الآخرين وإصدار أصوات وحركات فجائية بلا مبرر...)، وبذلك يشكّل الصف المدرسي بما يتطلبه من انضباط ونظام وواجبات مهما كانت بسيطة عبئًا على هؤلاء الأطفال، ليس لأنهم مشاغبون، أو عديمو التربية أو لا يفهمون المطلوب، بل لأنهم لا يستطيعون التركيز والثبات في مكان واحد والانتباه لفترة مناسبة لوجود مشكلة مرضية لها تأثيرها السلبي على تطورهم النفسي وتطور ذكائهم وعلاقاتهم الاجتماعية، ويواجه أهالي هؤلاء الأطفال صعوبات كبيرة في المجهود المضاعف الذي يبذلونه في التعامل مع أبنائهم، ويتهمون من قبل الآخرين بتقصيرهم وعدم قدرتهم على تربية طفلهم، وهذا بحد ذاته ضغط نفسي إضافي ينتج عنه قسوة على الطفل وتعرضهم للاكتئاب والإحباط أحياناً. ضمان حقوق أطفال افتا ولما ذلك الاضطراب من أعراض تؤثر سلباً على حياة الطفل وتمتد إلى أسرته فقد أخذت جمعية ومجموعة افتا على عاتقها رسالة، وهي رفع مستوى الحياة الصحية والنفسية والاجتماعية والإدراكية للمصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتركزت رؤيتها في أن تكون المجموعة هي المناصرة الرئيسية للمصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه في المملكة ومصدر دعم لهم، والجهة المسؤولة لرفع مستوى الوعي عن الاضطراب وتحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة، من خلال تحقق عدد من الأهداف التي وضعتها ضمن أولوياتها كنشر الوعي بين فئات المجتمع (خصوصاً: الأهالي والتربويين والأخصائيين) عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والطرق السليمة للتعامل معه، وتحقيق ضمان حقوق لذوي افتا (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه) والذي يضمن توفير بعض الخدمات اللازمة لهم، كما تهدف الجمعية إلى إنشاء مراكز وعيادات تخصصية شاملة لتشخيص وعلاج حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتيسير عمليتي التشخيص والعلاج لذوي افتا عن طريق إعداد قاعدة معلومات شاملة عن المختصين وذوي الخبرات في مجال تشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى إصدار البحوث والدراسات العلمية التي تخدم المهتمين بهذا الاضطراب في عدة مجالات. الأمير عبدالرحمن بن مساعد خلال رعايته مهرجان عبقري مهرجان عبقري 3 وقد نجحت جمعية ومجموعة افتا في فترة وجيزة رغم صغر ميلادها في إيصال رسالتها ونشر ثقافتها وتحقيق جزء كبير من طموحها من خلال انجازاتها ومشاريعها ومهرجاناتها وبرامجها والأنشطة والفعاليات والورش التدريبية والحملات الإعلانية التوعوية التي أعدتها، ويعد مهرجان (عبقري 3) من أبرز المهرجانات التثقيفية والتوعوية الذي نظمته افتا مؤخراً، لكونه حظي برعاية وتشريف من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس نادي الهلال السعودي وأعلن من خلال كلمته التي ألقها عن دعم صاحب السمو الملكي الأمير مساعد بن عبدالعزيز بمبلغ وقدرة مليون ريال سنويا لصالح جمعية ومجموعة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا)، وشدد سموه على أهمية تسليط الضوء على أطفال افتا والوقوف معهم مع التركيز على المواهب التي يتميز بها كل واحد منهم، كما حث على دعم جميع برامج وأنشطة وفعاليات الجمعية من اجل النهوض بها ولتحقيق أهدافها ولإتمام رسالتها على أكمل وجه، وأكد على ذلك فقال: "أحب أن أقول لذوي المصابين بافتا وللحاضرين معنا بان أبناءكم مبدعون ودور المجتمع أن يحول فرط الحركة هذه إلى حركة دؤوبة للتقدم في المملكة بأسرع ما يمكن وان يكون تشتت الانتباه هو تشتت الانتباه عن كل ما يشغل العقل". كما شهد المهرجان حضور أكثر من (3000) زائر استمتع الجميع بعروض كرة القدم والاولمبيات المتعددة على ملعب حديقة غار المعذر وشاركوا في المسابقات الترفيهية المناسبة لجميع فئات الأعمار، وشاهدوا المباراة الودية التي أقيمت بين أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا) ولاعبين من فريق الهلال والشباب والنصر، كما نالت عروض الدراجات الهوائية وعروض التزلج بإعجاب وإقبال كبير من المشاركين، وتميز مسرح المهرجان بمشاركة الفنانين السعوديين ونجوم كرة القدم بالإضافة إلى عروض الرقصات مع الشخصيات الكرتونية والمسابقات، كما استمتع الحضور الكثيف بمشاهدة عروض السيرك والجمباز، وشهدت منطقة ركن الترفيه والأعمال الفنية تفاعل كبير في ركن تنسيق الزهور وتصوير الأطفال، وساهمت منطقة الخيمة التراثية في جذب زوار المهرجان نحو الأكلات الشعبية والتراثية والنقش بالحناء، وقد لوحظ تفاوت كبير واختلف جذري في هذا المهرجان عن غيره، حيث تميز بانخراط أطفال افتا مع غيرهم في الفعاليات ونجحوا في الاندماج مع اقرأنهم العاديين مع القبول الكبير لهم من قبل حضور المهرجان وتغيرت النظرة السلبية السائدة اتجاههم بأنهم أطفال عدوانيون الأمر الذي رفع من معنوياتهم وقادهم إلى حب الظهور والبروز والمشاركة إعلاميا وفي الأنشطة والفعاليات دون الشعور بالديونية والنقص والخوف وهذا يعكس الاهداف الايجابية الواسعة لعبقري 3 وعدم وقوفه على الجانب الترفيهي فقط.