الحمد لله القائل (لئن شكرتم لأزيدنكم) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. حرصت المملكة حكومة وشعباً على تطبيق شرع الله منذ عهد التأسيس على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ومن هنا فقد توطد الأمن والعدل وتحققت التنمية في كافة مجالات الحياة (فبالعدل تدوم الدول) ولابد للمتحدث في أي مجال من مجالات التنمية أن يقارن ما كان عليه الحال في البدايات الأولى وما حدث بعد ذلك من تطور لتكون الصورة واضحة للمتلقي فبعد البحث في مجالات الاتصالات في المملكة أجد الموضوع واسعاً ويحتاج إلى تخصص في هذا المجال إلا أن ما اطلعنا عليه في هذا المجال يشير إلى أنه فور اختراع جهاز اللاسلكي فقد بادر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بالاستفادة من خدمات هذا الجهاز وقد كان هناك العديد من المعترضين ممن اعتقدوا في ذلك الزمن أن الأمر شيء من السحر مما جعل عبدالعزيز يسارع إلى شرح حقيقة هذا الاخترع وأهميته وضرورة الاستفادة منه أسوة بالدول المتقدمة وطلب من المشككين في الأمر أن يجربوه بأنفسهم لتتضح لهم الحقيقة وبممارسة الحكمة في هذا المجال استخدم جهاز اللاسلكي في عموم مرافق الدولة. وكان له دور بارز في إيصال الرسائل والأوامر الهامة التي تصدر من الملك إلى كافة مناطق المملكة وساعد كثيراً في مجالات البرقيات التي ترفع له شخصياً ويوجه الأمراء بنفسه ويصل الرد منه في نفس اليوم، من هنا ادرك الجميع وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز رحمه الله أن الاتصال الفاعل شرط هام للتطور والرقي، فبدأت مشاريع الهاتف اللاسلكي تتوالى . ثم مشاريع الهاتف الآلي وأنشئت المراكز والسنترالات والمحطات الحديثة في عموم مناطق المملكة كما تم إرسال البعثات إلى الدول المتقدمة وابرمت الاتفاقات للاستعانة بالخبرات العربية والأجنبية حتى وصل الأمر إلى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) حيث خطت الاتصالات خطوات متسارعة وبذلت جهوداً جبارة لتخصيص هذا القطاع وها نحن هذه الأيام نشهد تطورات مميزة في كافة مجالات الاتصالات ولا سيما النقال وما طرأ عليه من قفزات هائلة في مواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال الاتصالات فنسأل الله جل شأنه أن يتم نعمته على هذه البلاد وأهلها كافة ويحفظ لها أمنها ورخاءها. ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أهنئ وأبارك لكافة القائمين على أعمال شركة الاتصالات السعودية مقدرين نهجهم المميز في مجال الاتصالات وعلى رأسهم المهندس عبدالرحمن بن أحمد اليامي وفقه الله ونقول لسعادته وصحبه الكرام على الرحب والسعة في ربوع منطقة الحدود الشمالية والله الموفق. مرشد عبدالله بن حسين