تصوير - خالد الرشيد : في هذا اللقاء مع المهندس (عبدالله بن سعيد القوم الزهراني) مدير عام الإدارة العامة لاتصالات القصور والدواوين الملكية والضيافة الحكومية سابقا، نقف على تجربة عملية فريدة، زادت على نصف قرن من الزمن، كانت متوجة بالاخلاص والمثابرة والإبداع واستطاع خلالها بتوفيق الله أولاً ثم بعصاميته وحرصه أن يتنقل من وظيفته الأولى، التي كان مسماها فرَّاش، إلى أن أصبح مستشارا بالمرتبة ال (14). (البلاد) تجولت في ذاكرة العم المهندس أبو سعيد بدءا بالتحاقه بالعمل في عهد الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى انتهاء فترة عمله مؤخرا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. ترى ماذا قال لنا؟ بداية يقول عبدالله القوم الزهراني: كانت بداية عملي في عهد الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وذلك في 1/ذو الحجة/1370ه .. وكما هو معروف فإن جلالته رحمه الله توفي بعد ذلك في العام 1373ه .. وكان أول عمل فني شاركت في انجازه هو في عام 1375ه وهو تركيب سنترال نصف أوتوماتيك، تم تركيبه في شارع الملك فيصل بالرياض، وهو أول سنترال بالرياض وكان مخصصا للمشتركين. وفي عام 1379ه قمت بالاشتراك والاشراف على تركيب أكبر سنترال نصف أوتوماتيك، تم تركيبه في قصر الملك سعود بالناصرية بالرياض، وكلفت بالقيام بالصيانة والإشراف على سير العمل، بالإضافة إلى عملي بالقصور الملكية والدواوين وكلفت من المسؤولين بوزارة البرق والبريد والهاتف بتركيب سنترالات وتأسيس شبكة هاتفية أرضية وهوائية في بعض مناطق وقرى المملكة. وقال الزهراني: إن خدماتي جمعيها هي 57 عاما، منها ما هو ضمن سنوات نظام الخدمة المدنية، ثم بعد ذلك صدر لي أمر ملكي بتمديد خدماتي، ومن ثم التعاقد معي. وأضاف: إنني عندما بدأت عملي لم أكن اقرأ ولا أكتب، ولكنني حصلت على الشهادة الابتدائية عام 1384ه من خلال الدراسة مساءً .. أما في عام 1388ه فقد تم ابتعاثي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية، وفي عام 1388ه كذلك ابتعثت إلى السويد وحصلت على دبلوم في الاتصالات. وأضاف م. عبدالله القوم قائلاً: في عام 1391ه صدر أمر سامي برقم 2008 وتاريخ 28 /1 /1391ه بمنحي مكافأة مالية تشجيعا على ما قمت به من انجازات فنية حققت الهدف المطلوب الذي عملت من أجله، وفي عام 1395ه قمت بتعديل وتطوير السنترالات نصف الأوتوماتيكية بالقصر الملكي بالرياض. وفي عام 1395ه صدر أمر سامي برقم 28679 وتاريخ 8 /10 /1395ه بمنحي مكافأة مالية تقديرا لما قمت به من أعمال وانجازات فنية نالت اعجاب الخبراء في عالم الاتصالات. وفي عام 1397ه صدر قرار برقم 7390 ح ع / 4/ ه وتاريخ 10 /8 /1397ه بتعييني مديرا للشؤون الفنية للهاتف العادي واتصالات القصور الملكية، وفي العام الذي بعده 1398ه صدر قرار بتكليفي بعمل مدير الشؤون الفنية والادارية للهاتف بالقصور الملكية، والهاتف العادي على مستوى جميع المناطق بالمملكة. وفي عام 1399ه صدر تعميم معالي وزير البرق والبريد والهاتف برقم 1271 وتاريخ 10 /7 /1399ه بتكليفي بمسؤولية الإدارة العامة لاتصالات القصور والدواوين الملكية والضيافات الحكومية، واعطاء عمل هذا المرفق أولوية مطلقة لأهمية عمل ذلك المرفق.. وفي عام 1402ه صدر أمر سامي كريم برقم 2445/8 وتاريخ 5 /11 /1402ه باعتماد استمراري بالقيام بعمل الادارة العامة لاتصالات القصور والدواوين الملكية والضيافات الحكومية، مع تقديم كافة التسهيلات لي، لأتمكن من تأمين خدمة ذلك المرفق الهام والحساس. وعاد م. عبدالله ليحدثنا عن ابتكاراته وابداعاته في عمله، فقال: إنه في عام 1410ه قمت بتصميم أجهزة اتصالات لحفظ المكالمات من الانقطاع، وقد اشرف وكلاء وزارة البرق والبريد والهاتف وخبرائها المختصين في الاتصالات الهاتفية، على فحص وتجربة الأجهزة والسنترالات التي قمت بتطويرها وتصميمها، والتي حققت الهدف الذي عملت من أجله، بمستوى عالٍ من الجودة والاداء في وسائل الاتصال. وفي عام 1419ه حصلت على شهادة تقدير من بعض المسؤولين نظير ما قمت به من اعجازات وابتكارات في تطوير وتحسين بعض وسائل الاتصالات بالقصور الملكية وعلى ما قمت به من اعمال فنية وادارية طيلة مدة خدماتي بالاتصالات الهاتفية التي بلغت 45 عاما في خدمة قمة المسؤولين في الدولة. وخلال زيارتنا للمهندس عبدالله القوم الزهراني في منزله بجدة لاجراء هذا اللقاء قمنا بتقليب عدد من الاوراق المهمة التي يحتفظ بها ويعتز بها كثيرا فوجدنا فيها خطابا بتوقيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله يوم 11 /10 /1399ه ونصه : (نوافق على الترتيب الذي شرحه لنا عبدالله بن سعيد، وما يتخذه من اجراء لتسهيل وتأمين الخدمة الهاتفية للقصور وما يتبعه ذلك من أمور التوقيع (فهد بن عبدالعزيز). ووجدنا خطابا آخر عام 1395ه من الملك فهد رحمه الله الى معالي وزير المواصلات والمتضمن الموافقة الكريمة على منح الموظف عبدالله بن سعيد الزهراني مكافأة تشجيعية مقطوعة قدرها عشرون الف ريال مقابل عمله. ووجدنا خطابا آخر من الملك خالد رحمه الله لمعالي وزير البرق والبريد والهاتف في عام 1402ه يقضي بتوجيها كريما باعتماد استمرار الموظف عبدالله بن سعيد الزهراني القيام بمسؤولياته بالادارة العامة للهواتف بالقصور الملكية والضيافات الحكومية نظرا لما له من خبرة والمام بمتطلبات هذا المرفق. ووجدنا خطابا بتوقيع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في عام 1401ه لمعالي وزير البرق والبريد والهاتف وفيه توجيه كريم لترقية من المرتبة العاشرة الى المرتبة المناسبة للعمل الذي يقوم به لرفع معنويته الوظيفية ولتكون حافزا للجد والاخلاص. ووجدنا خطابا بتوقيعه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز فيه شكر وتقدير لجهود وانجازات مدير الادارة العامة لاتصالات القصور والدواوين الملكية والضيافات الحكومية عبدالله بن سعيد الزهراني بتاريخ 27 /6 /1419ه. ووجدنا خطابات اخرى تجمع بين الاشادة بعملة والتكليف بالعمل، من عدد من المسؤولين بالدولة ومنهم معالي وزير البرق والبريد والهاتف، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات م. محمد جميل ملا، ووكلاء الوزارات، ورئيس الديوان الملكي محمد النويصر، ورئيس المكتب الخاص لخادم الحرمين الشريفين محمد السليمان، ومدير عام المكتب الخاص للامير سلطان عبدالمحسن المحيسن وقائد الحرس الملكي الفريق اول عبدالله النملة ونائب رئيس الشؤون الخاصة الملكية سعد بن عمار. أحلى سنواتي وقال الزهراني في ختام لقاءنا به: إنني وبعد هذه الخدمة الطويلة في عملي لا أملك إلا أن ادعو بالرحمة والمغفرة لملوك دولتنا الذين رحلوا عن دنيانا، فقد كانوا يغمروننا نحن العاملين عندهم بالكثير من المعاني الإنسانية المعروفة عن قادة هذه البلاد المباركة، وعشت في واقع الأمر أحلى أيام حياتي وأنا أعمل لخدمة ملوكي ووطني، وأشعر بأن كل ما قدمته كان هو واجبي ومسؤولياتي تجاه من يستحق البذل والتضحية، وإنني لأدعو الله تعالى بالصحة والتوفيق لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله، فقد عملت لجزء من حياتي العملية ضمن فريق العمل في عهده الميمون، هذا العهد الزاهر الذي نفخر ونفاخر به، وبما وصلت إليه بلادنا من تقدم ورفعة تحت قيادته الميمونة أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-. كما انتهز الفرصة وأقول كثر الله خير ملوكنا وأمرائنا وأدام عزهم ورحم ميتهم وأسبغ الصحة والعافية على الأحياء منهم، أولئك الذين غمروني بتقديرهم الكريم، وإنني لأضعه وسام على صدري، كما أثني واشكر عظيم الشكر كل مسؤول في الدولة شجعني ورفع معنوياتي وآزرني، منذ بداية عملي في عهد الملك المؤسس جلالة المغفور له عبدالعزيز طيب الله ثراه، وحتى احالتي للتقاعد في عام 1427ه ، مع خالص الأمنيات لوطني العزيز وقيادته الرشيدة بالمزيد من التوفيق والتقدم والنجاح.