تشيّع الساعة جنائز الأيام تشيعها لأنها تفقه معنى اللاعودة وتوقن باقتراب الأفول.. خطوات الساعة هي الوحيدة التي تمضي دون استئذان والتكتكة عزف تصويري لكل المشاهد مساكنها الحوائط والمعاصم والرفوف عقاربها أبطال لكل قصة إنها تخاطب الحدث وتحاوره. تثور معه، وتهدئه تصعد به سلالم الوقائع، وتهبط به مهاوي الفتور. تحرس بوابة المواعيد تزين زوايا اللقيا ترقب اقتراب المتطفلين.. ترمق تجاهل المتواعدين.. تعلن النهاية ب«تك»! ملل الانتظار يعرقل طرق العقارب يتمدد كي تسكن اللحظات فلا تجد الساعة بداً من مسايرته كلما طال انتظار تلكأت لغة الثواني ميناؤها دائري الشواطئ مقوس المراكب، يحيط عوالم دهشة، يحوي اعمارا متعاقبة يختصر الزمن في دورات عقربية الخطوات محسوبة الخطى جرسها صرخة الزمان في وجه المكان لغة التصادم بينهما لحظة خلاف بين ركام الوفاق في المواعيد الحالمة.. تقبع مكان العقارب ثلاث ورود حمراء، يعشوشب الميناء، تستحيل التكتكه أغاريد تزف الثواني الى الدقائق تتهادى على انغامها اللحظات تتمدد الطرقات في براريها فتجر خيول اللحظة عربة التوجس التي تحمل جموع التوقعات تركض بها تحت وهج الترقب. وحرقة الظنون تسيل شلالات الدقائق من شعف الاوقاف الجذلى في مواسم الحبور.