"خيبة أمل أخرى في هذا القرن" هذا ما قاله عدد من الشبان الفلسطينيين الذين تحدوا حالة "منع التجول" التي سادت الأراضي الفلسطينية وخرجوا الى شوارع رام الله، التي بدت مهجورة، لمشاهدة تأثير كسوف الشمس الذي لم يلمسوه. حالة الترقب والانتظار التي بدأت منذ ساعات الصباح الاولى وصلت إلى ذروتها مع اقتراب عقارب الساعة من الواحدة بعد الظهر وارتفع مؤشر الاثارة الساعة الثانية وثلاثاً وأربعين دقيقة ولكن "الظلام لم يحل" والشمس احتجبت كما ولو ان غيمة صغيرة اعترضت طريقها أو غباراً كثيفاً لفّها وعادت الى السطوع من جديد في سماء فلسطين "للتأكيد ان شمسنا لا تغيب" كما قال احد الشبان ضاحكاً. ولكن الخوف من هذه اللحظات القصيرة نجح بفرض "حظر تجول" محكم لم تستطع آلة الحرب الاسرائيلية تطبيقها حتى في أوج أيام الانتفاضة الفلسطينية. وامتثل المواطنون الى التعميم الذي نشرته السلطة الفلسطينية بالتزام بيوتهم وعدم الخروج إلى الشوارع بعد ان اعلنت أن يوم امس الاربعاء عطلة رسمية، بل وتجاوزوه بعدم فتح محلاتهم التجارية منذ ساعات الصبح بدل الثانية عشرة ظهراً. غير ان قلة من الفلسطينيين تعاملت مع حدث كسوف الشمس وكأنه نهاية العالم، وامتنع بعضهم من الخروج من عتبة منزله أو فتح النوافذ خوفاً مما ستفعله الطبيعة في هذا اليوم. واعتبر بعضهم ان السلطة "بالغت" في اجراءات الوقاية. غير ان محافظ مدينة رام الله، ابو فراس، أكد ان "المبالغة في اجراءات وقائية خير من فقدان المواطنين بصرهم". في الجانب الاسرائيلي تجمع اليهود المتدينون في ساحة "الحائط المبكى" في البلدة القديمة من القدسالمحتلة، معتبرين كسوف الشمس "علامة" من علامات قرب مجيء "المخلص" واقتراب موعد إعادة بناء الهيكل الذي يدّعون انه يقع تحت الحرم القدسي الشريف. وبرى اليهود المتشددون ان مخاطر كسوف الشمس تطال "غير اليهود فقط". وفي غزة اصيب القطاع بالشلل التام، وعادت الى الاذهان صور من فترات حظر التجول التي كان يفرضها الاحتلال على السكان. وبدت الشوارع خالية فيما تدافع الناس لابتياع الخبز من المخابز وشوهد افراد من الشرطة الفلسطينية يتجولون في الشوارع لتوفير الامن.