أفاقت من نومها الآن والآن فقط، تلفتت فلم تجده، ... ترى أين ذهب؟ قامت من سريرها إلى الصالة إلى المقعد الذي كانت تجلس عليه دائما أمام المقعد الذي كان يجلس عليه دائما، وشعرتْ ربما للمرة الأولى ببرودة المكان، شعرتْ بالبرد يسكن برجفته المقاعد والأواني والستائر والمرايا.. ولكن.. ولكن أين ذهب؟ كررت على نفسها ما أصعب أن تتزوج امرأة عاقلة.. شاعراً،، .. وقضت النهار بين المشاهدات السخيفة والمهاتفات التي لا تنتهي إلى شيء.. .. وانهمر الظلام على المدينة ليجهز على النهار خارج الصالة، وداخل الصالة ازداد البرد والقلق الذي بدا يرفع صوته: أين هو؟ أين ذهب؟ ليست عادته ماذا جرى له؟؟.. ..ومضى الليل المتثاقل المرهق ولم تنجح محاولات الأهل ولم تجد كلمات الأصحاب، انتظرته كثيراً كثيراً تلك الليلة.. ربما لم تنتظره في عمرهما كله كما انتظرته تلك الليلة.. .. وقبل ولادة الفجر بساعة او أقل انهارت او اكثر..، وفي الصباح جاء الخبر لايهم الآن كيف جاء وأصبحت مطلقة.. مطلقة.. مطلقة!! .. لماذا؟ ماذا فعلتُ؟ ما الذي يجعله يفارقني؟؟ لاشيء.. لاشي.ء. .. وبعد يومين شاحبين جاءت رسالة منه تشرح الخبر وبعض الأخبار شرحها هو الخبر فجاء السبب أغرب مما يمكنها تصوره.. قرأت الورقة مرة.. فثانية.. فثالثة.. ولم تفهم شيئا.. حيث كتب يقول.. «حبيبتي أعرف انك فوجئت بقراري إلا أن الحل الوحيد كان الفراق، والفراق وحده لا يحتمل التأجيل.. لقد رغبت في البعد عنك مع حبي لك لأنك لم تحاولي ولو مرة واحدة أن تلاحظي الربيع المتوالد في عينيّ، كان هدؤك في استقبال نصوصي يشعرني أنني أتحول إلى كتلة من الثلج جاثمة أمام كتلة أخرى، كنت أكثر شيء في هذا العالم يقنعني بأن أتوقف عن إراقة ماء وجه نصوصي، كان سكونك الصاخب يكاد يقنعني بعدم الكتابة وبعدم الشعور ايضا، آه ما اصعب أن يتزوج الشاعر.. امرأة عادية..!! الرياض