35 «أودى العيرُ إلا ضَرِطا»: * مورده: لم يذكروا له مورداً. * مضربه: يضرب مثلاً للشيء يذهب إلا أخسُّه، قال أبو هلال العسكري: ومن هذا المثل أخذ الشاعر قوله: لا تنكحنَّ عجوزاً إن أُتيتَ بها واخلع ثيابك منها ممعنا هرباً فإن أتوك فقالوا: إنها نَصَفٌ فإن أمثلَ نصفيها الذي ذهبا 36 «أتبع من تَوْلب»: مورده: التولب: ولد الحمار، وولد الفرس، وولد البقر، يتبع أمه. قال أبو هلال العسكري: ولا اعرف لم خُصَّ التولب بذلك. مضربه: يضرب لمن هو شديد المتابعة لغيره. 37 «أذل من حمار قبّان»: قال الدميري في حياة الحيوان: «1/256»: دويبة مستديرة بقدر الدينار، ضامرة البطن، متولدة من الأماكن النديّة، على ظهرها شبه المجنّ، مرتفعة الظهر، كأنه قبة، إذا مشت لا يُرى منها سوى أطراف رجليها، إلخ.. والأقب في اللغة هو الضامر المبطن، من الخيل والناس، وقال الشاعر في حمار قبّان هذا: يا عجباً، لقد رأيت عجبا حمار قبّان يسوق أرنبا خاطبها، يمنَعُها ان تذهبا فقالت: اردفني، فقال: مرحبا! 38 «ذكَّرني فوك حمارَيْ أهلي»: مورده: أصله ان رجلاً خرج يطلب حمارين لأهله أضلّهما، فمرّ على امرأة جميلة المنتقب، فقعد يحادثها، ونسي حماريه لشُغل قلبه بها، ثم سفرت، فإذا لها أسنان منكرة، فتذكر بها أسنان الحمار، فانصرف عنها هارباً وهو يقول: ذكّرني فوك حماريْ أهلي. مضربه: يضرب في الاغترار بالمظهر، ووجوب التأكد من موافقة المخبر له. 39 «سواسية كأسنان الحمار»: أي مستوون في الشر، قالوا: لا يقال سواسية إلا في الشر. قال ابن احمد: سواس كأسنان الحمار، فلا ترى لذي شيبةٍ منهم على ناشئ فضلا وقال ذو الرُّمة: لهم زمرةٌ شُهب السِّبال، أذلة سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها. وقال أيضاً: سبَيناً منهمُ سبعين خَوْداً سواسٍ، لم يُفَضُّ لها ختامٌ. قالوا: وهي كلمة موضوعة موضع سواء، وليست جمعاً لها، وتستعمل «سواءٌ» للخير والشر ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الناس سواءٌ كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية»، أي الرحمة وقال الفرزدق: شبابُهمُ وشيبهم سواء وهمْ في اللؤم أسنان الحمار مورده: سلوك العرب الجاهليين في التفريق بين افراد القبيلة الواحدة. مضربه: يضرب لوجوب التسوية. 40 «أقصر من غِبّ الحمار»: الغِبُّ: السقاء يوماً بعد يوم، والحمار لا يصبر أكثر من غب واحد، وانظر «المثل الخامس والعشرين». 41 «كلّ الصيد في جوف الفَرا»: الفَراء، والفَرا: الحمار الوحشي، ويجمع على فِراء، بكسر الفاء، فهو على وزن فِعال. مورده: قال الميداني «2/136»: وأصل المثل ان ثلاثة نفر خرجوا للصيد، فاصطاد أحدهم أرنبا والآخر ظبياً والثالث حماراً فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي، بما نالا، وتطاولا على صاحبهما، فقال لهما: كل الصيد في جوف الفَرا، أي أن الصيد الذي ظفرت به يشتمل كل ما عندكما، وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعظم من الحمار الوحشي. وتألف النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بهذا القول، حين استأذن عليه، فحجبه قليلاً ثم أذن له، فلما دخل قال: ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجُلْهُميَّيْن،«مفردها جُلْهمة»، وهي ناحية الوادي. قلت: وربما أراد بطرفيْ الوادي هنا: الحرَّتين»، فقال له صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان، «هو أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، وكان من المؤلفة قلوبهم، وممن هجوا النبي صلى الله عليه وسلم»: أنت كما قيل، كل الصيد في جوف الفَرا، يتألفه للإسلام. قال في اللسان: ومعناه: أنت في الناس كحمار الوحش في الصيد، هو مثلها كلها، وقال أبو العباس: معناه: إنه إذا حجبتك منع كل محجوب، ورضي، لأن كل صيد أقل من الحمار الوحشي، فكل صيد لغيره يدخل في جوف الحمار، وذلك انه حجبه وأذن لغيره. مضربه: يضرب هذا المثل للرجل يكون له حاجات، منها واحدة كبيرة قضيت، فلا يبالي بعدم قضاء حاجاته الصغيرة. 42 «كلاَّ، زعمتَ العِيرَ لا تقاتل»: مورده: هو شطر بيت، يصف حالة مفاجئة من عِيرٍ، وأصل العِير: قافلة الحمير، ثم سُمّيتْ بها كل قافلة، كأنها جمع عَيْر «.. اللسان». مضربه: يضرب للرجل قد كان أمِنَ أن يكون عنده شيء، ثم ظهر منه غيرُ ما ظُنَّ به.